الثلاثاء، 26 مارس 2013

مدخل لتربية النحل


تربية النحل
طبيعيا نجد في كل خلية نحل ما يلي:
         نحلة أم أو " ملكة ".
         شغالات.
         ذكور.
سوف نحاول الحديث في هذا المقال عن الملكة:
الملكة (الأم):
لا توجد إلا أم واحدة في كل خلية وهي فعلا أم لجميع أفراد الخلية بدون استثناء " ليست أم لنفسها طبعا " تسمى "الملكةويبدو أنها كذلك لأنها الأجمل والأطول قامة والأقوى بنية ذات المظهر الخاص والرائحة المميزة وتعيش أكثر من باقي أفراد الطائفةمهمتها أن ترأس الخلية وأن تبيض بشكل يومي ودون انقطاع. كمية البيض تختلف بحسب عمر الملكة، درجة الحرارة، الفصل من السنة، حجم الخلية وقوّتها. قد يصل عدد البيض 1000 إلى 2000 بيضة يوميا في فصل الربيع وهو رقم يعد ضخما مقارنة بما ألفناه من حيوانات تبيض بيضة فقط في اليوم، لكننا سوف نقر بضرورة تحقيق هذا الرقم إذا ما علمنا أن حياة شغالات النحل لا تتجاوز الشهرين خصوصا في موسم الفيض وهو فصل الربيع وبداية الصيف.
من باب العلم بالشيء نذكر:
كمية البيض التي قد تضعها الأم يوميا تزن ما لا يقل عن 0.26 غرام  2000  بيضة.
الأم نفسها لا تزن سوى 0.12 غرام.
 الأم تبيض أكثر من وزنها بمرتين يوميا خصوصا في فصل النشاط .
 وزن ما تبيضه الأم خلال حياتها 500.000 بيضة بمعدل 150.000 بيضة بالموسم يقدر ب65  غرام.
يتضاعف حجم البيضة ووزنها 1400 مرة خلال الأربعة أيام الأولى.
   في فصل الربيع عندما تدخل أغلبية النباتات في فترة إزهار وترتفع درجات الحرارة وتذوب الثلوج تبدأ خلايا النحل بالعمل بنسق أسرع من المعتاد مستغلة في ذلك أيام الربيع الجميلة لمضاعفة أفرادها والدخول في مرحلة إنتاج العسل قبل أيام البرد. النشاط المفرط لأفراد الخلية يشجع الملكة على مزيد من البيض مما ينتج عنه في مرحلة وجيزة اكتظاظ في الخلية. تبيض الملكة الأم في إطارات شمعية ذات عيون سداسية الأضلع بقياسات مختلفة كالتالي:
         عيون سداسية الأضلع بعمق 12 إلى 13 مليمتر، بعرض 5 مليمتر بحيث يمكن تعداد 425 إلى 450 عين سداسية بالديسمتر مربع كل واحدة  من هذه العيون مخصصة لحضن بيضة مخصبة تفقس لتكون نحلة شغالة. يمكن استغلال هذه العيون لتخزين حبوب اللقاح أو العسل.
         عيون سداسية الأضلع بعمق 15 إلى 16 مليمتر بعرض 6.5 مليمتر بحيث يمكن تعداد 260 إلى 275 عين سداسية بالديسمتر مربع كل من هذه العيون مخصصة لحضن بيضة غير مخصبة تفقس لتكون نحلة ذكر.  كما يمكن استغلال هذه العيون لتخزين حبوب اللقاح أو العسل.
         في فصل الربيع عند وجود فائض من البيض وعندما تشعر الملكة بضرورة التحضير للتكاثر عبر عملية التطريد الطبيعي يظهر نوع ثالث من العيون غير سداسية الأضلع، بشكل بيضاوي وبعمق 25 مليمتر وقطر 9 مليمترات مخصصة لحضن بيضة تفقس نحلة أم أو ملكة هذه النخاريب أو العيون تكون عادة في أطراف القرص. قد تظهر نفس هذه البيوت الملكية في حالات استثنائية كموت الملكة لهرمها أو لسبب حادث ما لكن مكانها في هذه الحالة يكون في متوسط القرص. عند موت الملكة عادة ما تشعر الشغالات بأنها يتيمة في الساعات الأولى لموتها وبذلك تشرع بسرعة في بناء هذا النوع من العيون لتتمكن من حضن بيضة حديثة من البيض الذي باضته الملكة الهالكة في اليومين الأخيرين من حياتها.  وبالتالي تضمن ولادة ملكة بديلة.
كان لا بد من المرور على هذه النقاط الثلاثة التي أرجو أنها لم تكن مملة وذلك لنتمكن من تفسير ما يلي والتسطير تحته بلون مميز.
هناك نوعان من العيون السداسية ونوع واحد من العيون غير السداسية عيون كبيرة "بيضاوية الشكل".
كل عين من العيون السداسية تبيض فيها الملكة بيضة واحدة لا غير.
العيون ذات الشكل البيضاوي المعدة لحضن ملكة المستقبل تكون عادة نتيجة تحوير على عين سداسية من العيون الصغيرة التي تنتج في المستقبل شغالات بها بيضة عمرها أقل من 3 أيام.
عيون سداسية صغيرة بيضة مخصبة / عيون سداسية كبيرة : بيضة غير مخصبةكيف تفعل الملكة ذلك؟
العيون السداسية الصغيرة وبحكم حجمها تضغط على الأعضاء الجنسية للملكة عند المبيض فتنتج بيضا مخصبا نتيجته إناث شغالات.
العين السداسية الكبيرة وبحكم حجمها لا تلامس ولا تضغط على مؤخر الملكة فتبيض هذه الأخيرة بيضة غير ملقحة نتيجتها نحلة ذكر.
العيون الكبيرة البيضاوية وجودها في الطائفة مؤقت وهو يختصر طبيعيا في حالتين:
الحالة الأولىتحضير لإنتاج أمهات جديدة لضمان انقسام الطائفة.
الحالة الثانية : موت الأم أو هرمها وانعدام قدرتها على البيض بالنسق المطلوب.
أم طائفة النحل أو الملكة هي أنثى كاملة، نتيجة بيضة مخصبة، تتميز عن بقية أفراد الطائفة بطولها ولون أسفل مؤخرها الذي يكون عادة  أحمر قان. لديها آلة لسع غير أنها لا تستعملها إلا لسع ملكة مثلها وتتميز عن الشغالات بأنها لا تموت عندما تلسع غيرها. وتفرز الملكة هرمون طبيعي من شأنه أن يعمل على عدم قيام الشغالات بعملية البيض التي تعتبر طبيعيا اختصاص الملكة دون سواها، فضلا عن فرزها لهرمون خاص يساعد الشغالات على التعرف عليها وعلى هدوء أفراد الخلية واطمئنانهم كما يعطي رائحة مميزة لكل أفراد الطائفة للتعرف على بعضهم البعض وعدم دخول النحل الأجنبي بينهم. بالإضافة إلى نشرها لرائحة خاصة تساعد على التعرف السريع عليها كملكة خصوصا عند عودتها من التلقيح، وعند التطريد لما تفقد الخلية استقرارها لساعات من جراء خروج الملكة مع مجموعة من أفراد خليتها ومغادرتها لتكوين طائفة جديدة وفي هذه الحالة يقع تبادل الأدوار بين الملكة القديمة وملكة جديدة حيث تغادر القديمة الخلية ويقع تبادل الأدوار بينهما بشكل سريع لا نعرف عنه الكثير حتى الآن. كما تفرز منظم غريزي لجذب شغالات وصيفات حولها داخل الخلية لخدمتها وتدفع رائحتها المميزة الذكور للحاق بها عند طيران التلقيح.
تلتقي الملكة مع الذكر في الجو عاليا مرة واحدة للتلقيح وهي المرة الوحيدة التي تخرج فيها خارج الخلية في حياتها.  بعد تخصيبها تبدأ بالمبيض بعد رجوعها للخلية بيومين وبدون انقطاع حتى موتها.  تعيش الملكة الأم 3 إلى خمسة سنوات وهي مدة طويلة تعد أكثر بخمسين مرة من معدل عمر الشغالات خصوصا أولائك الذين يبدأن حياتهن مباشرة عند انطلاق موسم العسل.  حياتها كبيضة ويرقة وشرنقة لا تتجاوز ستة عشرة يوما.  فهي في شكل بيضة لمدة الثلاثة أيام الأولى، في شكل يرقة في الخمسة أيام الموالية وفي شكل شرنقة مغلقة خلال ثمانية أيام. تخرج الملكة الأم للحياة في اليوم السادس عشر.  بعد حوالي أسبوع تخرج للتلقيح وبعد يومان تنطلق في عملية البيض، أي أنه يمكن احتساب 27 يوما بعد مرحلة البيضة بعمر يوم واحد، في التطبيق نحتسب 30 يوما.
 غذائها خلال فترة تطورها من بيضة حتى نحلة كاملة يقتصر على الهلام الملكي وهي مادة بيضاء لزجة ولصافة بها كل المركبات الغذائية التي تكسب الملكة صفاتها المميزة.
تضع الملكة بيضتها في العين السداسية بشكل عمودي وتلصقها بمادة لاصقة لتبقى قائمة يوما كاملا ثم بحكم وزنها وتطورها تنحرف البيضة في اليوم الثاني إلى زاوية 45 درجة لتصبح في اليوم الثالث ممددة بشكل أفقي. معرفة وضعية البيضة وسيلة يتعرف من خلالها المربي على وجود الملكة من عدمه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق