الثلاثاء، 26 مارس 2013

إكثار الفستق


لا يمكن نظريا إكثار الفستق إلا بطريقتين البذرة والتطعيم. إكثار الفستق بالعقل غالبا ما يعطي  نتائج غير ذات أهمية ويمكن التأكيد أنه من الصعب الحصول على جذور موثوق بها لعقل الفستق حتى بعد معالجتها بالهرمونات وتوفير الظروف الملائمة لها. قد يكون للأمر علاقة بصعوبة التئام الجروح لدى نبات الفستق، بما معناه أن العقل تتأثر بمكان القص ولا تتجه إلى إنتاج جذور قبل التئام جراحها على مستوى القاعدة.
الإكثار بالبذور يتيح لنا فرصة الحصول بسهولة على شجرة فستق غير أنه وككل الأشجار المثمرة المنتخبة قليلا ما يمكن المحافظة على مميزات الشجرة الأم باستعمال بذورها، وغالبا ما تكون نتيجة المنتج ذات مواصفات أقل بكثير من مواصفات الشجرة الأم فضلا عن أن زراعة بذور الفستق تعطي أشجارا مذكرة ومؤنثة بنسب متقاربة وهي صفة غير مرغوبة فنسبة 10 بالمائة أشجار مذكرة كافية على المستوى التطبيقي لتلقيح باقي النسبة 90 بالمائة.
يعد الفستق أصلا جيدا لنفسه ومن هنا تتضح أهمية زراعة بذور الفستق بقصد تحضيرها كأصول معدة للتطعيم.
زراعة البذور بالمنبت:
تعد زراعة البذور بمنابت الأشجار المثمرة الطريقة الأكثر تداولا لإنتاج أصول فستق يقع تطعيمها في ما بعد، ويكتسي تاريخ البذر أهمية كبرى لأنه من المستحسن أن تنموا النباتات بشكل جيد وتستغل الظروف الطبيعية الملائمة قبل دخول فصل الصيف الحار.
زراعة البذور مبكرا في شهر نوفمبر طريقة جيدة وممكنة إلا أنه يجب التحذير من أن نباتات الفستق الفتية تتأثر سلبا بالصقيع. في تونس مثلا، الفترة بين 15 جانفي و 15 فيفري تعد مثالية لأن غراس الفستق تعتبر بدرية نسبيا ولا تتأثر بفترة الصقيع خلال شهر ديسمبر وبداية جانفي وتستغل فترة الربيع حتى أوائل الصيف للنمو بشكل طبيعي.
يمكن زراعة البذور حتى نهاية شهر مارس غير أن النتائج تبقى رهينة الخدمات التي يقدمها صاحب المنبت للغراس الفتية خصوصا تلك المتعلقة بحسن التصرف في مياه الري والحماية من الرياح الحارة " الشهيليي" والرياح الرملية التي غالبا ما تأثر بصفة سلبية على نمو نباتات الفستق الفتية.
يمكن زراعة بذور الفستق دون نقعها بالمياه ليوم أو يومين غير أن هذه الطريقة غالبا ما تأخر عملية الإنبات بعدة أيام ونظرا لقصر فترة نشاط نموات الفستق حيث تقتصر على 2 أو 3 أشهر من أفريل إلى جوان وتتوقف النموات صيفا تحت تأثير درجة الحرارة المرتفعة وللترفيع من أيام نشاط النمو وتجنب المجازفة يستحسن العمل على زراعة البذور مبكرا في شهر جانفي فيفري من السنة.
عملية نقع بذور الفستق في الماء لمدة 24 أو 48 ساعة قبل زراعتها يمكنها من استرجاع كمية الماء التي كانت قد فقدتها طيلة أيام النضج ويسرّع عملية الإنبات. تتمثل العملية في وضع البذور في برميل من الماء وهي فرصة للتخلص من البذرات الفارغة التي تطفوا بسرعة والإبقاء على البذور المترسبة ليومين. البعض يضع حبوب الفستق في أكياس من الكتان ويدلّيها في حوض الري مثلا لنفس المدة.
بعد عملية نقع البذور يمكن زراعتها مباشرة، غير أنه من المستحسن ولأسباب فنية تتعلق خاصة بحسن نمو المجموع الجذري للنبتة ينصح بالعمل على تنضيد البذور. تنضيد البذور عنوان المقال القادم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق