الأحد، 7 ديسمبر 2014

تقليم الخوخ

تهدف عملية تقليم الخوخ إلى الحصول على شجرة ذات هيكل قوي ومتوازن بما يضمن التهوية اللازمة ومرور أشعة الشمس بسهولة بين مختلف أجزاء الشجرة ويسمح لمختلف الأغصان بتقاسم المواد المغذية بصفة معتدلة وبحمل الثمار بسهولة وبطريقة متكافئة بين مختلف أغصانها. بالنسبة للخوخ يمكن الحديث عن نوعين من التقليم وهما تقليم التكوين وتقليم الإثمار أو الإنتاج وتعتمد نظرية التقليم على أهداف تخول للمزارع الحصول على هيكل شجرة يمكن تصنيفه ضمن الثلاثة أنواع من الهياكل التالية:

-        الهيكل الكأس : Goblet












-        الهيكل الجريدة : Palmette














-        الهيكل اللولب : Fuseau













أكثر هذه الهياكل استعمالا وشيوعا ومعرفة لدى مزارعي الخوخ هو الهيكل الكأس أو طريقة الكأس، وهي طريقة تهدف بالأساس إلى تكوين هيكل قوي، متوازن، دائري يتكون من 3 إلى 4 فروع وسوف نتطرق خلال هذه التدوينة لدراسة هذه الطريقة وهي طريقة الكأس.
1.   تقليم التكوين: بمعنى التقليم الذي من خلاله نحصل على الهيكل المطلوب للشجرة، وفي حالتنا هذه سنتكلم عن طريقة الكأس ... يبدأ تقليم التكوين منذ اليوم الأول لغراسة شجرة الخوخ، نعني ب" شجرة الخوخ" شجرة مطعمة وبطعم ظاهر بحيث يمكننا تمييزه بسهولة عن الأصل، وهي شجرة تحصلنا عليها من منبت مصادق عليه من وزارة الفلاحة ونقلناها إلى الضيعة في ظروف فنية ملائمة.
غالبا ما تكون  شجيرات الخوخ المتأتية من المنتبت بطول 70 إلى 90 صم تحمل أصلا بجذور عارية و طعم مثبت على الأصل بطول 40 صم تقريبا، وفي الغالب ما عدى الطعم أو الطعوم لا تكون هناك فروع ثانوية (نموات غير مطعمة ) إلا في ما ندر.

. يوم الغراسة ( ديسمبر – جانفي).. هو نقطة انطلاق تقليم التكوين وهو في الواقع فرصة نتفقد من خلالها مختلف أجزاء النبات قبل غراسته بصفة مباشرة بداية بالجذور فنزيل المكسور منها والغير ملائم وبذلك نحفز الشجرة على تكوين مزيد من الجذور الجانبية وبالتالي الحصول على مجموع جذري يسمح للشجرة بالحصول على أكثر كمية ممكنة من المياه والمواد الغذائية ومزيد التشبث بالتربة وبالتالي مقاومة الرياح وحتى الانجراف بمياه السيلان. ثم نتفقد الطعم والاطمئنان على أنه بالفعل طعم مركب على أصل وكلاهما بسمك يسمح باعتبارهما شجرة خوخ قابلة لنقلها من المنتبت إلى المكان الدائم وأن هذا الطعم ينمو بشكل طبيعي ولا تشوبه شائبة ولا يعاني من مرض ما وليس معه فروع منافسة والعمل على حذفها إن وجدت. الشتلة في الغالب بطول يقدر بـــ 60 إلى 80 صم، ينصح بقصها على هذا المستوى وهي عملية تدخل في إطار تقليم التكوين وتعد من الأساسيات لتحفيز الشجرة لظهور أغصان جانبية.

. التقليم الخضري ( جوان – جويلية ).. بعد 5 إلى 6 أشهر أي خلال شهر جوان أو جويلية المواليين للغراسة يتم اختيار 3 إلى 4 أغصان فرعية يقدر أنها ستكون الأغصان الرئيسية لشجرة المستقبل لا يقع المساس بها ويتم تحبيس (قص) ما تبقى من الأغصان على مستوى 25 صم من نقطة التحامها وذلك تحضيرا للتخلص منها في التقليم الشتوي المقبل بعد 5 إل 6 أشهر (ديسمبر – جانفي ).
هذا بالنسبة للسنة الأولى.




السنة الثانية:
.                                                التقليم الشتوي ( ديسمبر – جانفي):

نحن أمام شجيرة عمرها سنة واحدة دون اعتبار العمر بالمنبت، طبيعيا لهذه الشجرة ما يكفي من الجذور ليمكنها من حسن التشبث بالتربة و مقاومة الرياح وامتصاص المياه والمواد المعدنية ولديها من المجموع الخصري ما يسمح بإجراء عملية التحليل الضوئي غير أنها لا تزال في مرحلة التكوين ووضعها يتطلب تدخل المزارع لضمان الحصول على شجرة مربحة اقتصاديا. هذه الشجرة بها أغصان وقع تحبيسها في الربيع الماضي، هذه الأغصان يجب حذفها تماما من نقاط التحامها مع الجذع الرئيسي ولا نحتفظ سوى بالأغصان الكاملة التي قدرنا أنها ستكون فروع شجرة المستقبل وهي بعدد 3 إلى أربعة أغصان.





.                                              التقليم الخضري ( جوان – جويلية ):


نحن أمام شجيرة طبيعيا بعلو أكثر من متر مكونة من جذع واضح  و3 أو أربعة فروع، بدأت تأخذ شكلها الدائري (كأس) وتتميز فروعها الثلاثة أو الأربعة بكثرة النموات الجانبية. المطلوب في هذه المرحلة العمل على تحديد ما يسمى بالجبادات Tires sève ويعد "جباد" كل غصن باتجاه جانبي يفضل أن يكون على بعد 60 صم من الجذع ونحافظ على جباد على الأقل بكل فرع ونحاول تحبيس ما تبقى من نموات على بعد 30 إلى 40 صم.
انتهت السنة الثانية.



السنة الثالثة:
.                                                                         




 التقليم الشتوي
يقع مباشرة حذف ما وقع تحبيسه من نموات خلال شهر جويلية أو جوان الماضي وذلك بقصها على برعمين وهي في الواقع عملية تسهم في مضاعفة النموات وليس في التخلص منها، مع الحرص على المحافظة على الجبادات وتنظيفها من النموات الجانبية من نقاط التحامها مع الفرع بطول 30 إلى 40 صم.
.                                           




   التقليم الخضري ( جوان – جويلية ):
نحن قريبا من نهاية السنة الثالثة وبذلك نحن على أبواب دخول شجرة الخوخ في طور الإنتاج، في هذه المرحلة المطلوب اختيار غصن ثان " جباد" إضافي على مستوى كل فرع وذلك على بعد 50 صم من أقرب جباد بنفس الفرع وباتجاه معاكس ويتم تحبيس كل الأغصان الأخرى التي يفوق طولها 25 صم بحيث يجب الحصول على فروع رئيسية في شكل أهرام.








2.   تقليم الإثمار:






قبل الحديث عن تقليم الإثمار لا بد من الحديث عن طريقة إثمار الخوخ، بخلاف أشجار اللوز حيث يمكن أن تظهر البراعم الزهرية في أي جزء من أغصان الشجرة فبراعم الخوخ الزهرية تظهر فقط بأغصان السنة الماضية أي بالزيادات الحديثة (عمرها أقل من سنة). ظهور الثمار فقط بالنموات الحديثة وفي صورة عدم تدخلنا، يجعل الثمار تتمركز في أطراف الشجرة أي بنهايات الأغصان بعيدا عن محورها وغالبا ما تتسبب طريقة إثمار الخوخ في تكسر أغصان الشجرة. لذا ينصح في مجال تقليم الخوخ بالعمل على تشجيع النموات المتجهة إلى وسط الشجرة والعمل على الحد من تلك المتجهة بعيدا عن محورها.
تختلف زبيرة إثمار الخوخ عن زبيرة الأشجار الأخرى مثل اللوز والمشمش والعوينة وحب الملوك. لأن ثمار الخوخ تظهر خصوصا على الأغصان التي يكون عمرها أقل من سنة، مع ملاحظة أن الأغصان التي أثمرت مرة لا تثمر مرة أخرى وبالتالي يجب إزالتها أو التقليل منها على الأقل وتجديدها. لذا يجب تقليم أشجار الخوخ سنويا علما وأن صنف الخوخ يتحمل التقليم الحاد.
ولتفادي تعرية الشجرة ولاجتناب إثمار بعيد عن محورها ننصح بما يلي:
. مع المحافظة على الشكل الهرمي للأفرع الرئيسية، العمل على قص النموات الجانبية الرديئة وسيئة التموقع على مستوى برعمين قويين لإنتاج أغصان تعويضية تحمل ثمار في الموسم المقبل قريبة لمحور الشجرة أو محمور الفرع.
. قص الأغصان الزائدة والتي عمرها عام على مستوى برعمين سليمين قويين (لتفادي الإنتاج الكثيف والرديء) وتحفيز الشجرة على تكوين نموات تعويضية.
. تنظيف  أطراف الجبابيد "Tires seves" وإزالة الثمار في إطار عملية التخفيف وذلك على طول 30 إلى 40 صم ( هذه الطريقة تمكن من تفادي الإثمار في الجباد وبالتالي تفادي تكسره وتسهيل مهمته في القيام بدور المضخة و جذب المياه والمواد المغذية وتعديل توزيعها بين أجزاء فرع شجرة الخوخ في شكله الهرمي).
تخفيف النموات المثمرة إذا كان عددها كبيرا وكثيفة وقريبة من بعضها البعض وذلك لتفادي إضعاف الشجرة أو الحصول على ثمار صغيرة لا تستجيب لمقاييس الجودة.
تقليم الأشجار القوية بشكل معتدل.
تقليم الأشجار الضعيفة بشكل حاد.

تغطية أماكن القص الكبيرة بمادة الفلانكوت لحمايتها وبالتالي حماية الأغصان من الجفاف والتعفن.
الحرص على نقل الأغصان التي وقع قصها خارج الضيعة.
إزالة النموات السفلية المجانبة للجذع "  Gourmands" التأخير في إزالة هذه النموات عواقبه غير محمودة ويربك النمو الطبيعي للشجرة لذا ننصح بمراقبة مستديمة لهذه النموات وإزالتها تباعا.
أما في خصوص تخفيف الثمار ننبه أن الأصناف السقوية المتداولة كثيرة الإنتاج وأن التردد في تخفيف الثمار غالبا ما تنتج عنه صابة بمواصفات قليلة الجودة والمنصوح به العمل على تخفيف الثمار وذلك في مرحلة ما قبل تيبس النواة " حجم اللوزة" وننصح بترك ثمرة كل 6 صم.
ملاحظة: تكتسي عملية التقليم الخضري أو ما يسمى بالزبيرة الخضراء أهمية بالغة إذ من خلالها يعرف المزارع ماذا يفعل في فصل الزبيرة الشتوية ثم أن التقليم الخضري يساهم في توجيه المياه والمواد المغذية إلى الأغصان والأجزاء التي سوف تستغلها الشجرة في التكوين أو في الإنتاج فضلا عن أنها عملية تسهم بشكل فاعل في تسهيل دخول أشعة الشمس ووصول الضوء داخل الشجرة وبالتالي سهولة تلوين الثمار.
 محسن اللافي...


اقرأ أيضا في هذه المدونة:
1. غراسة الخوخ :https://agronomique.blogspot.com/2014/04/blog-post.html
2. فوائد الخوخ:https://agronomique.blogspot.com/2013/04/blog-post_16.html
  

الخميس، 4 ديسمبر 2014

اللوبيا الخضراء أو الفاصوليا الخضراء

تسمى أيضا الحبوب الفرنسية، والفاصوليا الطويلة، وتسمى الفاصوليا الهشة، والفاصوليا التي تصدر صريرا .. تلك هي الأسماء التي أطلقت على الفاصوليا التي يقع استهلاكها في شكل قرون خضراء قبل نضجها بشكل نهائي.
والفاصوليا نبات سنوي موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية ينتمي إلى عائلة الفاباسي "Fabacées" - العائلة البقولية - ثماره في شكل قرون تستهلك خضراء في مرحلة ما قبل النضج.

هي زراعة خاصة بالفصل الحار، لا تتطلب الكثير من حيث نوعية التربة وتنمو بصفة طبيعية في الأراضي الغرينية وحتى بالأراضي الغرينية الصلبة فقط تتطلب آس هيدروجيني بين 6 و 7.5 ولا تفضل المياه المالحة ولا المواد العضوية غير المحللة، تزرع في فصل الربيع عندما ترتفع درجة حرارة التربة، التربة الباردة تؤثر في نسبة النمو عند الزراعة. تتطلب زراعة الفاصوليا احترام عملية الري كما ونوعا وتوقيتا، تفضل الري بالرش في صورة الزراعة الموسمية والري قطرة / قطرة تحت البيوت الحامية ومن حيث الكم يجب توفير ما لا يقل عن 200 إلى 250 مم خلال الموسم الزراعي وهو موسم قصير.
لا تتحمل زراعة اللوبيا نقص المياه خصوصا خلال فترتي ما بعد الزراعة مباشرة لأن النقص يؤثر سلبا في عملية الإنبات وينتج عنه تخلف بعض الحبوب التي لا يمكن تعويضها. ومرحلة ما بين فترة الإزهار والجني وهي فترة تؤثر في نسبة تلقيح الزهور وبالتالي في جودة قرون الفاصوليا.


 بالنسبة لتحضير الأرض ينصح بحراثة عميقة متبوعة بعملية ترطيب ونثر 20 إلى 30 طن من الغبار الجيد .
تمد فترة الزراعة بداية من نصف شهر مارس إلى منتصف شهر ماي ويستحسن أن تكون على فترات لضمان تزويد السوق أطول مدة ممكنة وضمان متوسط مردودية اقتصادية.
بالنسبة للأسمدة الكيماوية ينصح ب 30 إلى 50 كلغ من مادة الأمونيتر و 50 إلى 60 كلغ من مادة الفسفاط و 100 إلى 150 كلغ من مادة البوطاس في الهكتار الواحد ويستحسن القيام بتحليل التربة لتحيين الأرقام المدرجة.

يقع جني القرون الخضراء الجاهزة للاستهلاك 60 يوما بعد الزراعة ويمكن للهكتار الواحد أن ينتج 9 إلى 14 طن من القرون.

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

الفول المصري أو الفول ذو الحبوب الصغيرة. (FEVEROLE)

الفول المصري أو الفول ذو الحبوب الصغيرة. (FEVEROLE)
هو زراعة ملائمة للفصل البارد، ويعد من أحسن الزراعات التي تسبق زراعة الحبوب لما تتركه بالتربة من مواد آزوطية فضلا عن أنها تعد من الزراعات النظيفة لما تتطلب من خدمات قصد التخلص من بذور النباتات الطفيلية قبل نضجها وسقوطها بالتربة. استهلاكها في شكل حبوب مجروشة يثمن الأعلاف وتعد العلائق الغنية بالفول من أحسن ما يقدم للحيوانات خصوصا في مجال التسمين.
من أهم الأصناف المتداولة في تونس نذكر: Aquaduce ، De Seville ، Histal  ، Précoce d’Aquitaine.
بالرغم من كثافة مجموعها الجذري لا تصنف زراعة الفول المصري من بين الزراعات المتعبة للتربة (Culture peu épuisante) تفضل زراعة الفول الأراضي الطينية الغرينية  ولا تتلائم مع الأراضي ذات الحموضة المرتفعة ( شوارد هيدروجين أو آس أقل من 5.5 pH )، تتحمل بشكل نسبي كثرة المياه أو تغدق التربة الوقتي ولا تتحمل الجفاف المتواصل وكثرة الحرارة خصوصا خلال فترة الإزهار حيث تتسبب الحرارة المرتفعة في إجهاض زهرات الفول وغالبا ما يتسبب ارتفاع الحرارة في الحصول على قرون فول بدون ثمار.
بالرغم من أن زراعة الفول المصري لا تتطلب الكثير من حيث خصوبة التربة إلا أننا ننصح بضرورة العمل على تحضير التربة بحراثة عميقة إلى متوسطة  بما يسمح بردم حبات الفول جيدا لتفادي التجمد الذي يحول دون نموها وما يسمح بتكوين مجموع جذري قادر على تغذية النبتة و تمكين التربة بعمق من مادة النتروجين الطبيعي التي تثبتها نباتات الفول.
في خصوص ري الفول المصري، لا ننصح بالري قبل فترة الإزهار لما للعملية من تأثير سلبي على عقد الأزهار حيث تشجع عملية الري على النموات الخضرية وتحد من الزهور أو تساهم في إجهاضها. لذلك ننصح ببداية عملية الري في نهاية فترة الإزهار ومواصلتها حتى عشرين يوما بعد نهاية هذه الفترة.
لا تستدعي زراعة الفول باعتباره من عائلة القرنيات تسميد نتروجيني لما تتميز به هذه العائلة النباتية من خاصية تثبيت النينروجين الطبيعي  غير أنه من الضروري الحرص على توفير الأسمدة الفسفاطية والبوطاسية حسب خصوبة التربة وكميات الإنتاج المطلوبة أو المنتظرة والعمل على توفير ما لا يقل عن 15 طن من الغبار واحترام عمليات التخلص من الأعشاب الطفيلية مبكرا قبل تفرع نباتات الفول (قبل مرحلة 2 إلى 3 ورقات).
بالنسبة للأمراض والآفات التي تستهدف الفول المصري نذكر المن الأسود، البوتريتيس، الصدأ والأنتراكنوز وكلها تستدعي المقاومة لما لها من تأثير سلبي على حسن نمو الفول وعلى النتائج النهائية من حيث تقلص الإنتاج.
في خصوص عمليات الجني ينصح بالقيام بالعملية في مرحلة رطوبة بحبات الفول تقدر بـــ20 % وهي مرحلة مرور حبات الفول من اللون الأصفر المخضر إلى الأصفر البني و ننبه إلى أن لون قرون الفول التي تميل إلى السواد ليست مؤشر نضج فهي في الغالب تنبئ بوصول حبات الفول إلى مرحلة 40 % رطوبة لا غير وهي مرحلة ما قبل النضج.
في حالة الخزن المطول يرجى مراجعة المصالح الزراعية للحصول على معلومات حول المواد المضادة للتسوس.