الثلاثاء، 3 أكتوبر 2017

أمراض وآفات البطاطا (1)


مقدمة

 يثير الاستعمال المفرط للمبيدات الكيماوية في مزارع البطاطا قلق عديد المنظمات والأفراد حول العالم  وقد توسع نطاق زراعة البطاطا ليشمل عديد من مناطق الإنتاج الجديدة فضلا عن ظهور مواسم زراعية خارج النطاق والمدى التقليدي لمحاصيل البطاطا. المبيدات المستعملة تعتبر مواد عالية السمية وغالبا ما يقع استعمالها دون اتخاذ الاحتياطات الضرورية مما يجعل مستويات التسمم في المجتمعات الزراعية مثيرة للانتباه والقلق.

الانتاج والتسميد والبيئة (المعادلة الصعبة)

في أغلب الحالات تمتص التربة كميات كبيرة من المواد السامة بعد رش النباتات بالمبيد الحشري ونجد آثارها بوضوح في المحاصيل اللاحقة وقد يتسبب الاستعمال المفرط للمبيدات بعد ترسبه في تلويث المياه وربما يؤدي استخدامها بطرق عشوائية إلى مضاعفة الأمراض والآفات فضلا عن دوره في تدني قدرة النبات على المقاومة.  

معادلة تطوير إنتاج البطاطا من ناحية، وحماية المنتجين والمستهلكين والبيئة من ناحية أخرى، تستدعي إتباع نهجٍ شمولي يعتمد على استراتيجية تشجيع المفترسات الطبيعية للآفات وتربية أصناف مقاومة للآفات والأمراض وزراعة بذور بطاطا موثوقة و
العمل على زراعة درنات البطاطا مع محاصيل أخرى ضمن دورات زراعية مبرمجة، إلى جانب إضافة المواد العضوية إلى التربة بغرض تحسين أداء التربة وجودة الإنتاج.

تعتبر السيطرة الناجحة على آفات وأمراض البطاطا وقائية أكثر منها علاجية. عندما يحدث المرض غالبا ما نجد صعوبة في السيطرة عليه حيث لا يتوفر إلا القليل من الحلول العلاجية، لأن معظم الأمراض ذات صبغة فطرية وغالبا ما تزدهر في ظل ظروف حرارة ورطوبة معينة. الإصابات الفيروسية غالبا ما تنتقل عبر حشرات ناقلة وقد ثبت أن الكثير من الأمراض التي تصيب البطاطا مصدرها البذور نفسها.  نستعرض في مقالات قادمة ان شاء الله مختلف أمراض وآفات البطاطا وطرق الوقاية منها.
محسن لافي.