السبت، 17 مايو 2014

الهندي أو التين الشوكي.



زراعة التين الشوكي بغرض إنتاج الثمار


التعريف العلمي بالنبات:
النطاق
حقيقيات النوى
المملكة
النباتات
الشعبة
البذريات
الشعيبة
مستورات البذور
الصف
ثنائيات الفلقة
الرتبة
القرنفليات
الفصيلة
الصبارية
الجنس
Opuntia
النوع
التين الشوكي
الاسم العلمي
Opuntia ficus-indica

بالرغم من أهميتها ، كثيرا ما وقع تهميشها واعتبارها من الزراعات الثانوية ... ذلك هو حال زراعة الهندي أو ما يسمى بالتين الشوكي ، غير أن السنوات الأخيرة جعلت من هذه الزراعة حكاية محل جدل وتداول بين رجال الأعمال والمستثمرين والمستهلكين على حد السواء. نعم للأمر علاقة بــ"المال"، فالهندي ثبت أنه قطاع يمكن أن نستثمر فيه أموالنا وأن نجني الكثير من الأرباح من تجارته. في تونس وبلاد العرب ، تاريخيا لم يصنف الهندي يوما على أنه شجرة مثمرة وكثيرا ما اعتبر نبتة علفية وربما نبتة علفية ثانوية. في بلدان مثل المكسيك والبيرو والشيلي وأكثر قربا منا في إيطاليا، يصنف الهندي على أنه شجرة مثمرة ثمارها قابلة للتسويق عالميا ويشهد سوقها تطورا مستمرا.
في تونس يعرف الجميع نبتة الهندي والكل ربما تناول ثمارها يوما، غير أن الجميع يعتبرها نبتة علفية أو نبتة تستعمل لحماية البساتين وإظهار حدودها، البعض يعتبرها نبتة صالحة لمقاومة الانجراف والانجراد وهي فعلا كذلك... الثابت أنه ولسنوات قليلة مضت لا يوجد من زرعها يوما لجني ثمارها... بل كل من اهتم بهذه النبتة ففي اتجاه توفير مادة علفية خلال فترات الجفاف أو بناء حاجز طبيعي لتحديد البساتين ومنع الحيوانات والأشخاص من الدخول.
في تونس وإن كانت زراعة الهندي في معظمها في شكل سطور وليست مساحات مدمجة يمكن تقدير المساحة المستغلة لأضلاف الهندي بحوالي 500.000 هكتار.
للهندي أو التين الشوكي أصناف كثيرة تنتمي كلها إلى جنس Opuntia الذي ينتسب إلى عائلة Cactaceae وهو نبات شوكي قد يصل ارتفاعه إلى أكثر من ثلاثة أمتار حسب الأصناف ويتكون من سيقان في شكل كفوف "أضلاف" متتالية ومتفرعة. أوراق التين الشوكي مختزلة وصغيرة جدا تحمل في إبطها أشواكا. تحمل السيقان أزهارا صفراء بقطر 3 إلى 4 صم تتحول إلى ثمار كروية إلى بيضاوية الشكل لها لب يتغير لونه حسب الصنف ودرجة النضج. تصبح ثمار الهندي غنية بالعصير وتكتسب طعما لذيذا ونكهة محبذة عند اكتمال درجة النضج ويبلغ وزن الثمار 30 إلى 60 غرام وقد يصل وزن بعض الأصناف الجيدة حتى 200 غرام.
استعمالات الهندي:
1.    الهندي الشوكي:
تستعمل أصناف الهندي الشوكي كسياج لتحديد البساتين وتساهم أضلافه ذات الأشواك الحادة في الحماية من مرور الأشخاص والحيوانات.

تستعمل أضلاف الهندي الشوكي كعلف بالرعي المباشر أو بعد قصها وتقطيعها إلى أجزاء متوسطة دون إزالة أشواكها وتقديمها للإبل. كما تستعمل أضلاف الهندي الشوكي كعلف بعد إزالة أشواكها بتمريرها فوق النار لحرق الأشواك وتقسيمها إلى قطع صغيرة وتقديمها للمجترات ( الأغنام والماعز..).
أما ثمار الهندي الشوكي فيقع استغلالها :
للاستهلاك البشري خصوصا في مرحلة بداية النضج ( قبل تلون الثمار باللون الأحمر). والاستهلاك الحيواني كعلف خصوصا بعد النضج النهائي وتلون الثمار ( في بداية فصل الخريف).
2.    الهندي الأملس ( بدون أشواك):
تقليديا يزرع في الغالب بغرض تدعيم مصادر الأعلاف بالضيعة وتستعمل أضلافه لتغذية المجترات بصفة عامة، أما ثماره فتستعمل للاستهلاك البشري ولتغذية الحيوانات.
في السنوات الأخيرة شهد قطاع ترويج ثمار الهندي الأملس ازدهارا خصوصا بعد ظهور عديد الأصناف ذات العلاقة بالقدرة الانتاجية تحت ظروف مناخية معينة وفي أوقات غير تلك التي اعتاد عليها المستهلك،  فضلا عن دخول ثمار الهندي أو التين الشوكي ضمن منظومة التصدير. باختصار أصبحت زراعة الهندي بغرض إنتاج الثمار فكرة مشروع استثماري وأصبح نبات الهندي الذي عانى الكثير من التهميش نبات مطلوب من المستثمرين والهواة.

تقنيات زراعة الهندي:
يتحمل الهندي المناخات الجافة والحارة لعدة أشهر غير أنه ينمو وينتج انتاجا طيبا تحت المناخات المعتدلة ذات الشتاء الدافىء ومعدل درجات حرارة صيفية لا يتجاوز 35 مأوية.
 مقارنة بالعائد الاقتصادي لأي ثمار يمكن الجزم بأن العائد الاقتصادي لثمار الهندي يعد الأرفع وذلك أمام ضعف كلفة إنتاجها فالهندي لا تتطلب زراعته الكثير من المصاريف. وفضلا عن ذلك يساهم الهندي في تثمين الأراضي المهمشة ذات الامكانيات الضعيفة فيزيائيا وكيماويا وذات الموارد المائية المحدودة بحيث يمكن زراعته في أراضي فقيرة لا يمكن تثمينها واستغلالها بغيره من أشجار الفاكهة كالمنحدرات والأراضي الرملية الغنية بالكلس والفقيرة والتي تفقد القدرة على تخزين مياه الأمطار أو تلك المتواجدة في مناطق صحراوية بمعدل أمطار متدني.
لا ينمو التين الشوكي بالطريقة المأمولة في الأراضي الطينية التي يصعب فيها تصريف المياه بحيث يمكن أن تحد نوعية التربة من انتشار التين الشوكي جغرافيا.
تحضير التربة قبل الزراعة:
لا يتطلب المكان الدائم لأشجار (أضلاف) التين الشوكي عناية خاصة، حسب نوعية التربة ومعدل التساقطات بالجهة يستحب القيام بحراثة عميقة أو خطوط بعمق حوالي 50 صم .
-         في الأراضي الرملية ينصح القيام بخطوط بعمق 50 صم فما فوق لتفادي انجراد التربة والتحكم في مياه السيلان واستغلالها لنمو ضلفات الهندي مع الحرص على أن تكون الخطوط....
( يتبع)


الثلاثاء، 13 مايو 2014

مدخل لزراعة الزياتين بالنمط البيولوجي (1)


عند تعاطي زراعة الزياتين ضمن النمط البيولوجي لا بد من إيلاء بعض النقاط الكثير من الأهمية نخص بالذكر منها:
+ المحافظة على خصوبة التربة باستعمال الكثير من الأسمدة العضوية.
+ حماية أشجار الزياتين من الأمراض والآفات.
بقدر وضوح النقطة الأولى يحيط بالنقطة الثانية والمتعلقة بضرورة المحافظة على صحة أشجار الزياتين الكثير من الغموض، إذ ليس من السهل الانخراط في منظومة انتاج بيولوجية دون المعرفة بتفاصيل التصرف في مجال الحماية. اعتمادا على هذا الطرح سوف نحاول تلخيص طرق حماية الزياتين المدرجة ضمن الضيعات البيولوجية وذلك ضمن سلسلة من المقالات ننشرها تباعا على صفحات مدونة « Coccinelle7points » :
تتواجد أغلبية غابات الزياتين ضمن نطاق جغرافي محدد وهو بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، تختلف طرق الحماية باختلاف درجات الإصابة واختلاف المناخات التي تميز البلدان المنتجة للزياتين.
المناخ المتوسطي به المناخ البحري الرطب والمناخ الصحراوي الجاف والمناخ القاري وغير ذلك.
(توزاني 1999 المجلس الدولي للزيتون)
85 بالمائة من مساحات الزياتين بعلية وتتواجد على روابي أو مناطق جبلية ومنها قسط  كبير في مناطق جافة وبنسبة أمطار ضعيفة وغير منتظمة وتعيش تحت عوامل مناخية تتميز بشدة التبخر.
30 بالمائة من غابات الزياتين مزروعة بطرق مكثفة.
50 بالمائة من غابات الزياتين يمكن تصنيفها تقليدية.
20 بالمائة من غابات الزياتين مزروعة بأراضي هامشية.
هذه المعطيات تؤكد أنه مهما كان البلد المنتج فإننا أمام ثلاثة أصناف من بساتين الزياتين:
-         بساتين مكثفة.
-         بساتين ضمن النمط الزراعي التقليدي.
-         بساتين بأراضي مهمشة.

بالرغم من كثرة الأمراض والحشرات الخصوصية ،إذا استثنينا البساتين المكثفة، يمكن الجزم أن بقية غابات الزياتين تعد الأقل عرضة للأمراض والأضرار الناجمة عن الحشرات مما يسمح بالمرور للنمط البيولوجي دون عوائق كبيرة. ففي ما عدى مرض الفرتيسيليوم « Verticilium » الذي يمكن أن يهدد حياة شجرة الزيتون في بعض البلدان بصفة جدية لا يمكن إدراج أمراض وآفات الزياتين ضمن الخانات المقلقة فعلا على الأقل في الوقت الحالي. ففضلا عن استفادة شجرة الزيتون من مجالات البحث العلمي وما نتج عنها من ظهور أصناف مقاومة للأمراض وأصناف قابلة للتعايش مع مناخات محددة فإن شجرة الزيتون لديها طبيعيا القدرة على التأقلم مع أغلبية الأمراض وخاصية مقاومتها والأهم خاصية القدرة على تعويض النموات التالفة.
هذا لا يعني طبعا أننا يمكن أن نستغني عن مقاومة الأمراض والحشرات بغابات الزيتون البيولوجية.

سوف نحاول في التدوينة المقبلة " إن شاء الله " تحديد أنواع الحشرات التي تهدد غابات الزياتين والطرق البيولوجية لمقاومتها.