الجمعة، 14 فبراير 2014

التسميد الأزوطي للزياتين

النيتروجين مادة لها تأثير حيني ومباشر على الشجرة، يسرع النمو ويكسب النبات المزيد من القدرة على تثبيت مادة الكلوروفيل وبالتالي القدرة على امتصاص مختلف المواد المتاحة كل هذه التفاعلات تؤدي في الغالب إلى زيادة في الإنتاج.
على أشجار الزياتين أكدت العديد من أعمال البحوث منذ سنوات أهمية مادة النيتروجين وتم تسجيل زيادات هامة في الإنتاج على أشجار تم تمكينها من هذه المادة مقارنة بغيرها من أشجار الزيتون انتفعت بنفس الخدمات وحرمت من مادة النيتروجين.

ملخص هذه البحوث أثبت أن زيادة في الإنتاج تقدر بـ10 إلى 30
% يمكن تسجيلها في صورة تمكين الشجرة من 01 إلى 1.7 وحدة من النيتروجين في السنة وهي كمية تعادل 3 إلى 5 كلغ من الأمونيتر 33.5 % مع ملاحظة أن هذه النتائج يمكن الحصول عليها بأشجار سليمة وتتلقى مختلف العمليات الزراعية المنصوح بها وليس مع أشجار مهملة ولا مريضة أو بتربتها الكثير من النجم أو الأعشاب الطفيلية.
تحتاج أشجار الزياتين إلى مادة النيتروجين خصوصا في مرحلة بداية النمو بعد فترة السبات الشتوي وفي مرحلة تكوين الثمار، وتمتد حسب الجهات من بداية شهر فيفري حتى انطلاق موجة الحرارة الصيفية.
يساهم النيتروجين في تطويل نموات شجرة الزيتون وبالتالي في مسافة أكثر للمناطق الحاملة للثمار مما يترجم بزيادة آلية في الإنتاج وتساهم عملية نثره بمزارع الزيتون مباشرة بعد فصل الشتاء في تعويض الكميات التي تسربت عميقا من جراء مياه الأمطار ولم تبقى في مستوى منطقة الجذور (جذور الزيتون تستغل المناطق السطحية للتربة ولا تنزل عميقا)، لذلك لا ينصح بتقديم مادة الأمونيتر مبكرا في فصل الشتاء بل انتظار ارتفاع درجات حرارة التربة. نثر الأمونيتر مبكرا يعرض الكمية المنثورة إلى التسرب إلى العمق مع مياه الأمطار فضلا عن أن أداء الجذور لا يرقى إلى المستوى المؤمل في تحويل هذه المادة في ظروف درجات حرارة منخفضة.
في المحصلة حاجة الزياتين من مادة الامونيتر تمتد من بداية الربيع إلى نهايته ويستحسن تقديم الكمية على مرتين.
لتسهيل تفاعل جذور الزياتين مع مادة الامونيتر وامتصاصه بسرعة ينصح بتقديمه عندما تتوفر نسبة من الرطوبة بالتربة.
كثرة الرطوبة بالتربة غالبا ما تساهم في تسرب الامونيتر عميقا بعيدا عن الجذور.
قلة الرطوبة بالتربة تنقص من امتصاص الجذور للمادة.
وهنا ننبه إلى مسألة الإفراط والتفريط، بحيث لا ينصح بتقديم الامونيتر في تربة جافة ( الحرص على أن لا يقل عمق الرطوبة على 35 صم) كما لا ينصح بتقديم الأمونيتر وري التربة مباشرة بدعوى توفير الرطوبة.
كثيرا ما حد الجفاف في المناطق الجافة المنتجة للزياتين كالجنوب التونسي من توفير الامونيتر لهذه الغابات البعلية، وينصح في هذا المجال بانتظار أمطار الربيع وتقديم مادة الأمونيتر في صورة توفر المعطى الفني المنصوح به وهو عمق رطوبة ب 35 صم على الأقل.
كما تحدثنا عن حاجة أشجار الزياتين إلى مادة الامونيتر خلال الفترة الربيعية ننوه إلى أن أشجار الزياتين تتميز أيضا بفترة نمو نشطة وإن كانت قصيرة وهي الفترة الخريفية التي يمكن تحديدها زمنيا منذ بداية الأمطار الخريفية الأولى " نهاية سبتمبر، بداية أكتوبر إلى النصف الأول من شهر نوفمبر" أي منذ بداية انخفاض درجات الحرارة ونزول الأمطار الخريفية إلى بداية الصقيع وتدني درجات حرارة التربة، هذه الفترة يمكن استغلالها وتمكين الزياتين من كمية من الأمونيتر ( خصوصا الأشجار الفتية أو بساتين الزياتين التي لا تحمل ثمارا "موسم معاومة").
بالنسبة للكميات يمكن اعتماد 3 كلغ أمونيتر 33 % للأشجار البالغة و 2 كلغ للأشجار الفتية في السنة مجزأة بين الفترة الربيعية والفترة الخريفية ومتى سمحت ظروف رطوبة التربة بذلك. غير أنه يمكن الترفيع في هذه القيم إلى 4 كلغ بالنسبة للزياتين البالغة ببساتين المناطق شبه الجافة والجافة والمزوعة بمسافات كبيرة بين الأسطر والأشجار.
في العموم يمكن اعتماد الجدول التالي في توزيع كميات الأمونيتر 33 % كلغ/شجرة.
المناطق
الفترة الربيعية
الفترة الخريفية

ز. منتجة
ز. فتية
ز. منتجة
ز. فتية
المناطق الرطبة ( الشمال)
2 كلغ
1.25 كلغ
1 كلغ
0.750 كلغ
المناطق الجافة وشبه الجافة
1 الى 1.5 كلغ
1 كلغ
2 الى 2.5 كلغ
1.5 كلغ
تستغل جذور أشجار الزيتون خصوصا المنتجة البالغة كامل المساحة بيت الأسطر وتتفرع الجذور وتتشابك في هذه المناطق. الجذور التي تمتص المواد بعيدة في الواقع عن جذع الشجرة، لذا ينصح باستثناء المنطقة القريبة من الجذع عند نثر مادة الامونيتر ونثره في شكل شريط بين الأسطر أو شريط دائري حول كل شجرة.

قبل النهاية أود الإشارة إلى أنه لا يمكن انتظار نتائج إيجابية بعد نثر الامونيتر على أشجار مريضة أو مهملة أو بها الكثير من النباتات الطفيلية.
                                                                         محسن لافي