الثلاثاء، 26 مارس 2013

حياة النباتات


حياة النباتات

تعد البذرة من أهم وسائل التكاثر لدى النباتات والبذرة غالبا ما تحمل برنامجا جينيا يساعدها على التأقلم مع المحيط الذي تتواجد به من ذلك أنها لا تنبت إلا في ظروف طبيعية معينة من درجة حرارة ودرجة رطوبة وساعات الضوء وطول النهار وغير ذلك، حتى أن بذور بعض النباتات المتأتية من مناطق باردة تدخل في مرحلة سبات لا يمكن كسرها إلا بتنضيدها وربما وضعها في الثلاجة كي يتيسر إعادة إدخالها في دورة الإنتاج.
 تتمثل عملية الإنبات في ظهور أولى ورقتان للنباتات ذات الفلقتين أو ظهور ورقة واحدة لدى النباتات وحيدة الفلقة. حال ظهورها تبدأ أول أوراق النبات في التفاعل مع محيطها فتكتسب اللون الأخضر وتنطلق في عملية التخليق الضوئي وهو تفاعل كيميائي تنتج من خلاله النبتة الكمية اللازمة من الجلوكوز لضمان الطاقة لنموها كما تدخل النبتة ضمن حلقة من التفاعلات أكثر تعقيدا لإنتاج أنواع أخرى من المواد كالسليلوز والنشا، تضمن بالأول الصلابة والليونة لأنسجتها وتضمن بالثاني مادة سكرية قابلة للتخزين تستعمل من طرف خلايا النبتة لإنتاج الطاقة. عند اكتمال بنيتها تبدأ النبتة باستعمال ما تم تخزينه من مواد لإنتاج الطاقة في تكوين الزهور والثمار وبالتالي البذور التي يهاجر لها ما تبقى من طاقة في الخلايا والأنسجة النباتية وينتهي النبات تاركا وراءه البذور لضمان التواصل.
تثبت الجذور النبتة وتمكنها باستمرار من كمية الماء والمواد المعدنية التي تحتاجها، بعض النباتات لديها جذر رئيسي وحيد به العديد من الجذور الفرعية وبعضها يتميز بحزمة جذور كثيفة دون جذر رئيسي. على مستوى كل الجذور فرعية كانت أم رئيسية تنموا العديد من الشعيرات الدقيقة مهمتها امتصاص المياه والمواد المعدنية. عند القيام بزراعة بذرة أو نبتة جاهزة يتحتم تحضير الأرض وترطيبها بدقة حتى نمكن الجذور من سهولة النمو داخل التربة في كل الاتجاهات والبحث عن المياه ومختلف المواد دون عوائق.  كبقية أجزاء النبتة الجذور تتنفس وخدمة الأرض تمكن جذور النبات من كميات الأكسيجين الضرورية وتسهل مهمتها في البحث بعيدا عن المياه والمواد المعدنية الضرورية لنمو النبات.
عند امتصاصها للمياه والمواد المغذية ترسلها الجذور عبر قنوات دقيقة لأوراق النبتة أين يقع استغلالها ضمن منظومة التخليق الضوئي لإنتاج الطاقة وتوزيعها على كافة أجزاء النبات بما في ذلك الجذور. كما تساهم المياه التي ترسلها الجذور للأوراق في تعديل درجات الحموضة والملوحة والقلوية وصلابة الأنسجة وليونتها وغير ذلك عبر تفاعلات كيماوية معقدة داخل الخلايا. ما زاد عن احتياجات النبات من مياه وصلت للأوراق يقع صرفه في شكل بخار عبر مسام توجد بالوجه السفلي للورقة. عند ارتفاع درجة الحرارة بمحيط النبات ترتفع بالتالي درجة الحرارة داخل أنسجته وخلاياه ويزداد الطلب على المياه. يرتفع مستوى التبخر عبر مسام الأوراق ومستوى امتصاص المياه الباردة التعويضية المتأتية عبر الجذور. في صورة عدم توفر الكميات المطلوبة من المياه تفقد الأنسجة صلابتها وتتأثر الأوراق وقد تموت النبتة. ضرورة الانتباه لعملية ري النباتات وتسميدها بصفة منتظمة خاصة تلكم المتعرضة بشكل مباشر لأشعة الشمس والنباتات المزروعة في أصص. كثرة المياه تعيق دوران الهواء بالتربة وتحجب مادة الأكسيجين عن الجذور وتتسبب في تعفنها. كثرة الأسمدة الآزوطية تسهم في النمو السريع للأوراق والسيقان الجانبية على حساب الزهور والبذور حتى أنها تتسبب في سقوط أزهار النبات والكميات الكثيرة غالبا ما تتسبب في قتل النبات.
لا تنموا الجذور دائما في التربة، بل هناك أنواع من النباتات تكون جذورا على مستوى سيقانها وتسمى جذور هوائية نجدها على سبيل المثال في نبتة " العليق " وهي نبتة متسلقة تنتج مشدات في شكل كلاب يلتصق بحائط البنايات أو الأشجار ليساهم في تثبيت النبتة ذات السيقان الطويلة ويكون العديد من الجذور الدقيقة لتجميع الرطوبة من المادة التي التصق بها واستغلالها عبر نفس المسار الذي تحدثنا عنه آنفا . عديد النباتات لديها جذور على مستوى العقد بالساق وهي طريقة طبيعية للتكاثر دون تدخل الإنسان فبمجرد التلامس بين عقدة الساق والأرض تدخل الجذور في التربة للبحث عن الماء والمواد المعدنية وتظهر بذلك نبتة جديدة يمكن فصلها عن النبتة الأم دون خوف من إتلافها وهي الحال لدى نبتة الفراولة على سبيل المثال. في المناطق الرطبة هناك العديد من النباتات التي تكون جذورا هوائية ويندرج ذلك غالبا في إطار التكيف مع المحيط فهناك أنواع من النباتات تبحث عن نور الشمس أو لا تحبذ كثرة المياه بالتربة فتنبت في أغصان الأشجار الكبيرة وتلتف حول أغصانها وتكون جذورا هوائية لتستفيد من الرطوبة. لا يقتصر الأمر على النباتات الصغيرة والشجيرات بل هناك أشجار كبيرة لديها بالإضافة إلى جذورها بالتربة جذورا هوائية كبيرة تساعدها على امتصاص المياه والمواد الممعدنة في الهواء.
ساق النبات هو الجزء المتواجد فوق التراب وهو الذي يتكفل بحمل الفروع والأوراق والزهور والثمار، غير أن الاستثناءات موجودة لدى العديد من النباتات. فهناك بعض السيقان لدى بعض النباتات تتطور إلى أشواك حتى لا تتمكن الحيوانات من أكلها وهي وسيلة دفاع طبيعية من أجل البقاء. في المناطق القاحلة تتأقلم نباتات الصبار بتطوير أوراقها إلى أشواك للحد من عملية التبخر وتتكفل الساق بمهمة الورقة وبتخزين كميات كبيرة من الماء تستعمل عند الحاجة. بعض النباتات لديها سيقان تحت التراب مثل الأبصال والدرنات وغير ذلك.  وغالبا ما تكون هذه الأنواع سهلة الإكثار لما تخزنه من طاقة بالأعضاء المطمورة تحت الأرض.
في المحصلة: كل تطور في جذور أو سيقان النباتات له علاقة بالتأقلم والتكيف مع ظروف محيط النبتة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق