الاثنين، 29 يوليو 2013

الأرض...

المصدر الرئيسي للتربة هو تطور وتحلل وتحول الصخور تحت تأثير الماء والهواء والكائنات الحية.
بمرور الزمن تكبر طبقة التربة وتتشكل مكوناتها من معادن و مواد عضوية وتكتسب خصوصيات فيزيائية كاللون ونسبة المكونات وظهور طبقات مميزة وغير ذلك.
تتغير خصوصيات التربة حسب الصخرة الأم، التضاريس، المناخ، الغطاء النباتي وعمر التربة.
يعد عمق التربة بسيط مقارنة بحجم الأرض ككوكب فهو لا يتعدى بعض السنتيمترات إلى بعض الأمتار وتعتبر طبقة التربة الغشاء الحي لكوكب الأرض.
تتشكل التربة ببطء شديد على عكس خصائصها التي تتطور بسرعة. فنحن نتحدث عن مئات وآلاف وربما ملايين السنين لنشهد ميلاد تربة في حين تتطور خصائص التربة بشكل آني وبسرعة بل يمكن تدخل البشر في المعادلة فضلا عن حركة الأحياء الدقيقة والمقصود هنا الخصائص الفيزيائية والنفاذية والنشاط البيولوجي ونسبة بعض المواد المغذية بالتربة.
كل المؤشرات توحي بأن التربة وجدت قبل وجود الإنسان فقد قامت واندثرت حضارات بالاعتماد على معطى التربة التي شهدت تغييرات عديدة منذ بداية الخلق.
بالنسبة لنا كبشر نتعامل مع الأرض بشكل يومي وآني وفي كل لحضه فهي تحت أقدامنا وتحت منازلنا وتحملنا. حتى ونحن بالبحر فهي تحتنا، نحن نشاهد الأرض في كل الاتجاهات ونشاهد الحقول التي تحمل المناظر الطبيعية والغذاء البشري وباختصار الأرض " مستقر لنا".
الأرض تطعم العالم، والأرض تحوي كل مقومات الحياة من نيتروجين، فوسفور، كالسيوم، بوطاسيوم، حديد وغير ذلك من المعادن.... الأرض تحوي الماء والهواء، الأرض تلعب دور خزانة الأطعمة الكبيرة. ونحن كبشر ندين للأرض لأننا نأكل من نباتاتها وحيواناتها.
الأرض مكون رئيسي للدورة المائية القارية. بعد نزول الأمطار تمنع الأراضي ذات النفاذية العالية مياه السيلان من الرجوع إلى البحر وتساهم في تغذية الموائد المائية السطحية منها والعميقة وتساهم في التحكم في النظام المائي وتغذية الموائد المائية والبحيرات. الأرض تساهم في تصفية وتنظيف المياه من الشوائب والمواد الملوثة. الأرض تتحكم بشدة في مكونات الغلاف الجوي وتمتص أو تبعث بالغازات إلى غلافها (الغازات الدفيئة).
تمثل الأرض خزان كبير لمادة الكربون، خزن الكربون بالأرض خصوصا في شكل مواد عضوية يزيد في خصوبة التربة وينقص من نسبة ثاني أكسيد الكربون بالهواء. الأرض أحد أكبر وأهم المتداخلين في تحديد العوامل المناخية.
الأرض ميدان للحياة ومسار إلزامي لعديد الحيوانات والنباتات والكثير من الدورات البيولوجية تمر عبر الأرض وهذه الدورات البيولوجية نفسها ضرورة لاستمرار التطور الفيزيائي والكيماوي للتربة. الكثير من المضادات الحيوية تصنع من فطريات التربة. والتربة خزان وراثي فلو لا التربة لما أمكن المحافظة على خاصيات ملايين الأصناف عبر القرون خصوصا النباتية وفي المحصلة كل نشاط بيولوجي يساهم في بناء التربة وخصوبتها... إذا الحياة تصنع التربة... والتربة تصنع الحياة.
الأرض توفر لنا العديد من المواد كمواد البناء والخامات الصناعية والتقليدية والثقافية وغير ذلك فضلا عن احتوائها العديد من المعادن كالذهب والألمنيوم والنحاس و الحديد وغيره والأرض توفر في الغالب كل ما هو طبيعي بما في ذلك الألوان التي نستعملها لدهن أبواب منازلنا.
الأرض كتاب تاريخ حقيقي بل يمكن أن تكون أصدق كتاب تاريخ وجد أو سيوجد يوما فمن خلال ما يوجد فيها من أثر وآثار يمكن قراءة التاريخ حتى البعيد سواء تعلق التاريخ بأحداث البشر طرفا فيها أو أحداث طبيعية كالعوامل المناخية والزلازل وغير ذلك.
الأرض رمز ديني وتاريخي وثقافي وليس أشد من الرابط بين الإنسان وأرضه والأرض عرض والأرض وطن والوطن كرامة.

" لا تتحدث عن (الأصل) مع رجل أدار ظهره للمكان الذي ولد فيه وسار به حافيا"

الجمعة، 26 يوليو 2013

البياض الدقيقي بمزارع العنب

البياض الدقيقي أو مرض الأويديوم يعتبر من أمراض القارة الأمريكية ظهر في أوروبا سنة 1947 وتحديدا في باريس ثم سنة 1854 تضررت كافة مزارع العنب الفرنسية بفطر الاويديوم وتدنت المحاصيل بشكل لافت وظهرت مباشرة وفي سنة 1855 المواد الكبريتية لمقاومة مرض البياض الدقيقي.
يصيب مرض الاويديوم كافة أجزاء المجموع الخضري للعنب وتتمثل علاماته على الأوراق في ظهور بقع لماعة على الجهة العليا للأوراق أما الجهة السفلى فتكون خيوط بيضاء تتحول تدريجيا إلى اللون الرمادي وتغطي كافة الوجه الأسفل للورقة مما يسبب التواءها إلى الأعلى.
في خصوص الإصابات على الأغصان يمكن أن تظهر عليها بقع بيضاء تتحول شيئا فشيئا إلى اللون الرمادي ويمكن لمرض   البياض الدقيقي أن يصيب العناقيد ويتسبب في الغالب في سقوط الأزهار.
أما الثمار المصابة فتغطى بغشاء أبيض يتحول في ما بعد إلى اللون الرمادي ، تجف الثمار إذا كانت في مرحلة بداية النمو وتتشقق إذا كانت في مرحلة النضج.
 الدورة الحياتية للفطر: يقضي فطر الأويديوم الشتاء في أكياس يكونها أو في البراعم وحتى على سطح الأغصان ويبدأ نشاطه بظهور أول الأوراق وغالبا ما تساعد الرياح على انتشار المرض وتوسع دائرته كما تساعد الرطوبة المرتفعة ودرجات الحرارة العالية 25 إلى 28 مأوية على تطور الفطر وتكاثره.
طرق المكافحة:
الطرق الزراعية ..... تقليم جيد يسمح بدخول الهواء لمختلف أجزاء الشجرة،. جمع وحرق البقايا الزراعية للموسم المنقضي والعمل على نظافة الضيعة واتباع الطرق السليمة من حيث التعامل مع المعدات أثناء الزبيرة ومختلف العمليات الزراعية كلها عمليات زراعية  تقلل من درجة الإصابة من مختلف الأمراض بما فيها الأويديوم أو البياض الدقيقي.
الطرق الكيماوية:
·       المبيدات اللاصقة: « Contact » خصوصا مادة ( البخارة souffre كبريت) وهي مادة موجودة تحت ثلاثة أشكال: مادة مسحوقة، مادة مهيأة، مادة تحل في الماء. يمكن تقديم مسحوق البخارة على ثلاثة مراحل :
المرحلة الأولى مرحلة ورقتين إلى 3 أوراق.
المرحلة الثانية مرحلة الإزهار
المرحلة الثالثة مرحلة عقد الثمار
ويمكن في صورة الإصابة الشديدة أو التعامل مع أصناف عنب شديدة الحساسية للأويديوم الترفيع في عدد التدخلات من 3 إلى 4 أو حتى 5 إذا لزم الأمر.
هناك بخارة تحل في الماء وهي في الواقع أقل فاعلية فير أنها مفيدة خصوصا عند مزجها مع مضادات أخرى لمداواة أمراض متقاطعة كالميلديو والأويديوم مثلا.
·       المبيدات الجهازية: Systemiques : تتنقل هذه المبيدات داخل أنسجة النبتة ولا تتأثر بمفعول الأمطار وتستعمل للعلاج مرة كل 14 يوما عند ظهور الظروف الملائمة للمرض ولكن تعميم استعمالها وكثرته يؤدي في الغالب إلى ظهور أصناف فطرية مقاومة لذا ننوه بضرورة العمل على التقليل من استعمال نفس المواد بصفة مستمرة واتباع طرق التداول والحرص على تغيير المواد الفعالة باستمرار والعمل على استعمال المواد المرخص فيها والمصادق عليها دون غيرها.

مواضيع ذات صلة:
رزنامة حراثة مزارع العنب، الزبيرة الخضراءبمزارع العنب، تسميد كروم العنب، التعريش العالي بمزارع العنب، تقليم العنب "الطريقة الخاصة بالتعريش العالي"، طريقة التقليم المناسبة للتعريش البسيط، تقليم العنب: المنطق لا الدراية، تقليم العنب للأمر علاقة بالحمير، إختيار طعومالعنب وحاملاتها، تحضير مشاتل العنب قبل زراعتها، الأصول المناسبة لتطعيم العنب، أصناف العنب حسب الأغراض من الإنتاج، ما قبل غراسة العنب، احتياجات شجرة العنب ، البياض الدقيقي بمزارع العنب

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

الميلديو بمزارع العنب.

تكاد الإصابة بهذا المرض تهم كافة أصناف العنب ويرتبط انتشار مرض البياض الزغبي خاصة بالعوامل المناخية حيث ينتشر في مزارع العنب التي تتوفر بها ظروف تداول بين الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة ويقدر في الغالب أن ترتفع درجات الإصابة بهذا الفطر خلال الفترة بين شهري جوان ونوفمبر خصوصا بالمناطق الساحلية ولا تستثنى المزارع المروية بالمناطق الداخلية.
تتحدث بعض المصادر الزراعية بالوطن العربي على أن الخسارة الاقتصادية الناتجة عن الإصابة بفطر البياض الزغبي مهما بلغت لا تتجاوز 10 إلى 12 بالمائة غير أن الإصابات خاصة عند التقصير في عمليات التدخل قد تتجاوز هذا المعدل بكثير خصوصا إذا تعدت مرحلة إصابة الأوراق وانتقلت إلى الثمار والأغصان بحيث تؤثر على جودة المنتج وعندها لا يمكن الحديث عن نسبة إصابة لأن جودة الإنتاج تعتبر مقياسا غير قابل للمساومة وغالبا ما يكون الإنتاج بدون قيمة مهما بلغ كمه في تدني معطى الجودة، فضلا عن أن تطور الإصابة قد يحد من نمو الشجرة ويؤثر سلبا على إنتاجها من حيث الكم ويشجع بعض الأمراض الأخرى أكثر خطورة على الظهور.

أعراض الإصابة بفطر البياض الزغبي:
الأوراق:
 تظهر على الأوراق بقع زيتية صفراء باهتة على وجه الورقة العلوي وقد تظهر على كافة السطح العلوي للورقة في حالة الإصابة الشديدة مما يؤدي في الغالب إلى موت بعض الأنسجة خصوصا بين العروق الرئيسية للورقة أما في خصوص الوجه السفلي للورقة نلاحظ تواجد نموات زغبية بيضاء وهي عبارة عن الحوامل الجرثومية للفطر. في صورة تطور الإصابة يتحول لون البقع على سطح الورقة العلوي من اللون الأصفر إلى البني فاتح أو غامق حسب درجة الإصابة ويتحول الزغب الأبيض بالسطح السفلي إلى زغب رمادي وعند هذه المرحلة قد تسقط الورقة التي غالبا ما تصاب على مستوى العنق أو نقطة إلتحامها مع الغصن. ننوه أن هذا المرض قد لا يظهر على بعض أصناف العنب في مراحله الأولى خصوصا على مستوى السطح السفلي للورقة حيث يمكن الخلط بين لون البقع المصابة ووبر الورقة الذي يعد خصوصية لبعض الأصناف.
النموات الجانبية للأغصان:
في الغالب لا تنتقل الإصابة إلى النموات الجانبية إلا في حالات تطور الإصابة بمرض الميلديو وقد تؤدي إلى تشوه النموات أو الأغصان الطرية وتوقفها عن النمو أو نموها في شكل حرف S إلى الأعلى وربما سقوطها.
العناقيد:
لا تكون عناقيد العنب بمنأى عن الإصابة خصوصا عند توفر الظروف المناخية وانعدام التهوية بالشجرة نتيجة أخطاء في الزبيرة وتظهر علامات الإصابة خصوصا عند فترة الإزهار حيث تغطى العناقيد بغبار رمادي يعبر عنه ب  « Rot-gris » أو في فترة نمو الثمار وربما في بداية مرحلة النضج حيث تظهر على الثمار بقعا داكنة وبدايات تعفن أو ارتخى لأنسجة الثمرة « Rot-brun ».
 الدورة الحياتية لفطر الملديو:
يقضي فطر الميلديو فصل الشتاء في مخلفات أوراق السنة الماضية وفي بداية فصل الربيع يبدأ نشاط الفطر وينتشر المرض في ظروف طبيعية تتمثل في 10 درجات مأوية ونسبة رطوبة كافية نقدر أن نزول الأمطار بكمية 10 مم خلال 24 ساعة معطيات كافية لإحداث نسبة الرطوبة المطلوبة.
طرق المقاومة:
.        بما أن فطر الميلديو فصل الشتاء في بقايا الأوراق الجافة والتي عادة ما تكون في الأرض تحت الشجرة لذا ينصح بقص كل الأغصان التي تنموا على الجذع وتلامس التربة وذلك للحد من تنقل الفطر من التراب إلى المجموع الخضري للشجرة.
.        تتم المعالجة الكيماوية باستعمال:
 المبيدات الوقائية اللاصقة
 « Fongicides Préventifs De Couverture »
المبيدات الجهازية أو القابلة للإمتصاص
 « Fongicides Pénétrants ou Systémiques »
وهي مبيدات لها دور وقائي وعلاجي وتمكن خصوصا من حماية الأغصان الجديدة.

الأحد، 21 يوليو 2013

رزنامة حراثة مزارع العنب


تحتاج حقول العنب إلى الكثير من العناية خاصة منها ذات الأشجار المعرشة وذلك لضمان إنتاجا وافرا وجودة عالية وتتمثل أشغال العناية في خدمة الأرض والري والتسميد ومقاومة الأعشاب الطفيلية والزبيرة بأنواعها خضراء وشتوية فضلا عن مقاومة الأمراض والطفيليات الحشرية.
1.    خدمة الأرض: تعتمد خدمة الأرض في الغالب مع بعض الخصوصيات حسب نوعية التربة على الروزنامة التالية:

الفترة
الأشغال المنصوح بها
مباشرة بعد جني الصابة
القيام بحراثة سطحية إلى متوسطة وذلك لتنعيم التربة والعمل على خزن كميات من مياه الأمطار.
نوفمبر – ديسمبر
نقوم خلال هذه الفترة بتعرية جذور العنب ( Déchaussage ) تساعد هذه العملية في قص العروق الزائدة التي تنمو فوق نقطة التطعيم وتساهم خطوط الحرث في تجميع مياه أمطار الخريف.
أغلبية مزارعي العنب يقومون بهذه العملية يدويا أي باستعمال المسحاة والعملة بالرغم من وجود آلات مخصصة للغرض.
فيفري
خلال شهر فيفري الموالي نقوم بتغطية الجذور Rehaussage وتساهم في هذه الحالة خطوط الحرث في تخزين مياه أمطار الربيع وتعتبر المكان المفضل لرش الأسمدة الآزوطية.

مارس
مباشرة إثر تغطية الجذور ينصح بالشروع في تحمير الأسطر بواسطة المسحاة والعمل على إجراء حراثة ولو سطحية الغرض منها التخلص من الأعشاب الطفيلية وذلك ما بين الأسطر.
إفريل – ماي – جوان
خلال فصلي الربيع والصيف يستحسن القيام بحراثات متتالية باستعمال آلة الحارث « Cultivateur » وذلك خاصة بالأراضي الخفيفة أين تنتشر نبتة النجم « Chiendent » .
مع التأكيد أنه ينصح ينصح باستعمال آلة الفينيورون « Vigneronne » التي تقوم بحراثة متوسطة العمق وذلك  خاصة بمزارع العنب ذات التعريش العالي / حراثة أولى عند بداية التبرعم تليهما حراثتان وذلك قبل بداية التزهير.
يرتبط عدد مرات الحرث بتداول نزول الأمطار ونمو الأعشاب الطفيلية كما تساهم عمليات الحرث متوسطة العمق في التقليل من عملية تبخر المياه وطمر الأعشاب التي يقدر أنها تساهم في تحسين أداء التربة.
بالنسبة للغراسات المسنة ينصح بالقيام بعمليات حرث عميقة بغرض حش العروق القديمة والعمل على تجديدها وخزن مياه الأمطار عميقا وينصح في هذا المجال بحرث مابين سطرين وترك مابين سطرين على أن تتم العملية بالتداول خلال موسمين.

السبت، 20 يوليو 2013

تحضير البقرة للولادة

ولادة البقرة ليست مجرد خروج العجل من رحم أمه، بل تتمثل في مجموعة أحداث متتالية تبدأ قبل ولادة العجل ولا تنتهي بولادته. 


فبعد خروج العجل من رحم أمه تتبعه الأغشية الجنينية خلال ساعات. وتعطي عملية الولادة إشارة الانطلاق لعملية الرضاعة لتغذية العجل الصغير وتضع حدا أو نهاية لمرحلة الحمل.
تدوم فترة حمل البقرة 9 أشهر لا ينمو خلالها الجنين بنفس النسق بل الجزء الأكبر من النمو ينحصر في فترة الثلاثة أشهر الأخيرة وبصفة أدق خلال المدة (بين اليوم 190 و 282 ) حيث يتطور وزن العجل خلال هذه الفترة من 4 كلغ تتمثل في الوزن الذي اكتسبه خلال 189 يوما إلى حوالي 40 كلغ في فترة الثلاثة أشهر الأخيرة، أي أن العجل يكتسب وزنا إضافيا بحوالي 35 كلغ خلال 90 يوما. ترتفع احتياجات البقرة خلال فترة الحمل ككل ولكن احتياجاتها تزداد ارتفاعا في الثلث الأخير من هذه الفترة. خلال الثلث الأخير من فترة الحمل يحافظ جسم البقرة بشكل متواصل على بلوغ هدفين متناقضين وهما:
توفير مواد لبناء جسم الجنين لبلوغ حوالي 35 كلغ من الوزن خلال هذه الفترة الوجيزة (ثلاثة أشهر).
زيادة وزن العجل تعني زيادة في حجمه، زيادة حجم العجل تعني نقصا في الفضاء الخاص بالأغذية. إذا، كأننا نطلب من الحيوان أن يأكل قدر قليل من الأغذية (بحكم النقص في حجم الفضاء المخصص للأغذية ) وبالمقابل نطلب من الحيوان توفير المزيد من الطاقة ومواد بناء جسم العجل خلال فترة وجيزة، وهو ما يشكل أهدافا متناقضة نوعا ما. بما معناه أن البقرة مطالبة بأن تأكل أكثر وتستعمل فضاء للأغذية أقل من المعتاد، مما يسبب للحيوان نوع من الاضطراب والحساسية وقد يعرضه لبعض مشاكل التغذية وحتى التعرض لبعض الحوادث الصحية العرضية ( تعفنات، ارتباك وغيره ..).

المطلوب إذا من مربي الأبقار مزيدا من الحذر خلال هذه الفترة (أي 90 يوما الأخيرة) وتحسين مكونات العليقة بما يتلاءم والوضع العام للبقرة.

الأربعاء، 17 يوليو 2013

طور السيلجة


يعد حسن اختيار مرحلة حصاد العلف المعد للخزن من أهم القرارات ذات الصلة بجودة العليقة التي سوف يقع تقديمها للحيوانات لاحقا. في الواقع ينصح بالبحث عن الموازنة بين ما تحويه النباتات من ألياف وقيمته الغذائية أو بين المردود بالهكتار الواحد والقيمة الغذائية. بصفة مبسطة يمكن تخيل المعادلة التالية:
بما معناه أن الأعلاف تفقد من قيمتها الغذائية كلما تقدم سنها وتكتسب مزيدا من المادة الجافة والبحث عن نقطة التلاقي يعتبر ضالتنا.
الرسم أعلاه لا يمثل المعادلة بشكلها العلمي الدقيق ولكنه نظريا على الأقل يحاكي بيت القصيد.
عند بدء ظهور السنابل يكون محتوى الأعلاف خاصة تلك المتكونة من العائلة النجيلية في أعلى مستوى له بحيث يسمح بتوفير حاجيات الأبقار ذات الإنتاجية العالية ثم بعد ذلك يدخل في مرحلة التدني. خلال هذه الفترة تكون نسبة المواد الجافة بالأعلاف ضعيفة ( غالبا في حدود 20 إلى 25 بالمائة) وهي نسبة لا تفي ببرنامج تخمر جيد ولا بنسبة ألياف كافية بالعليقة في المستقبل. وينصح بتأخير السيلجة إلى مرحلة ما بين الحليب والعجين « Stade laiteux, pâteux »  وهي مرحلة تكون فيها نسبة المادة الجافة 30 إلى 35 بالمائة ويتزامن خلالها ارتفاع في نسبة السكريات الذائبة والمواد الجافة غير أن العلف يسجل انخفاضا في مستوى المواد البروتينية والطاقة.
بالنسبة للذرة العلفية يعتبر محتوى العلف من المادة الجافة هو المعيار الذي يتم اعتماده لتحديد تاريخ السيلجة، في هذا الطور تكون نسبة المادة الجافة بالذرة 35 بالمائة وغالبا ما يصادف هذا الطور مرحلة الحليب- عجين.
بالنسبة للدرع العلفي ينصح بحصاده عندما يتراوح طوله بين 90 و 120 صم بالنسبة للحشة الأولى و متر واحد بالحشة الثانية والثالثة وننوه بان الدرع العلفي يمكن أن يطول أكثر من هذا العلو غير أنه يفقد الكثير من قيمته الغذائية.
في ما يخص البقوليات العلفية (السلة والجلبان العلفي..) ينصح بسيلجتها في طور البراعم الزهرية لأن قيمتها الغذائية تكون في أقصاها بالرغم من أن المادة الجافة بها في تلك المرحلة تكون بين 20 و 22 بالمائة مما يستدعى اتخاذ بعض الإجراءات وتقديم الإضافات اللازمة للحصول على سيلاج جيد.


الاثنين، 15 يوليو 2013

اللفحة النارية بمزارع الفصيلة الوردية.

قبل خمسينات القرن الماضي لم يكن مرض اللفحة النارية معروفا ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، ويرجح أنه دخل من الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخطأ للجزر البريطانية سنة 1957 من القرن الماضي. لوحظ مرض اللفحة النارية على سبيل المثال بفرنسا لأول مرة سنة 1978 .
تعتبر البكتيريا « Erwinia amylovora » المسبب الرئيس لمرض اللفحة النارية الذي يصيب بعض أصناف الفصيلة الوردية كالإجاص والتفاح والسفرجل وبعض نباتات الزينة المنتمية لنفس الفصيلة وتترجم الإصابة بذبول بتلات الأزهار ثم تحولها إلى اللون الأسود في المرحلة الأولى للإصابة ثم بتطور المرض تسود الأوراق والنموات الحديثة وغالبا ما تنتهي الإصابة بذبول كلي للأفرع وخروج سائل لزج يحمل خلايا البكتيريا. تظهر أعراض المرض في بداية فصل الصيف وتقضي البكتيريا التي ثبت أنها مقاومة للبرد فصل الشتاء في الأنسجة المتقرحة للنبات لتواصل دورتها البيولوجية خلال الموسم المقبل.
يعتبر مرض اللفحة النارية من الأمراض الخطيرة والمدمرة ذات الانتشار الوبائي ويمكنها أن تعيد بساتين بكاملها إلى نقطة الصفر وذلك لسرعة انتشار المرض وصعوبة مقاومته.
تتمثل أهم مظاهر المرض في:
1.    جفاف النموات الحديثة ونهايات الأغصان والكؤوس الزهرية والثمار حديثة التكوين وحتى ظهور لفحات و حروق على الأغصان.
2.    التواء الأوراق بعد تيبسها وبقائها مع الثمار على الفروع المصابة دون أن تسقط.
3.    على الأوراق يلاحظ في الغالب حروق بألوان داكنة خصوصا بالمساحة الداخلية للورقة.
4.    ظهور بعض الحروق على القشرة الخارجية للجذع أو الأغصان وغالبا ما تسيل منها مادة شبه زيتية لزجة حلوة المذاق وتحمل أجزاء من البكتيريا وهي عامل التكاثر.
بكتيريا  « Erwinia amylovora »مقاومة جيدة للبرد بحيث تقضي الشتاء في النباتات المصابة وتنشط عند وصول درجة حرارة المحيط إلى زائد 10 مأوية لتدخل في قمة نشاطها بين 24 و 27 مأوية خصوصا في صورة توقر نسبة الرطوبة المحبذة. خلال فصل الربيع تكون تقرحات السنة الماضية بالنبات وما تفرزه من مواد سكرية مخلوطة بالبكتيريا وجاذبة للحشرات أهم مصادر توزيع المرض وانتشاره من جديد. كما يمكن انتشار المرض عبر خيوط رقيقة تساهم في انتشارها الرياح والأمطار.
تدخل البكتيريا إلى جسم النبات عبر الفتحات الطبيعية به كالأزهار أو الإصابات التي يحملها النبات مثل جروح الزبيرة وآثار حجر البرد وغير ذلك .. وينتشر المرض طبيعيا عبر الرياح، الأمطار، الحشرات، العصافير وحتى عبر التطعيم بطعوم مصابة، كما يمكن تنقل المرض بأدوات الزبيرة.
على الأقل إلى غاية الوقت الحالي لا توجد طريقة مقاومة تشفي النباتات المصابة والعزاء الوحيد يبقى في مراقبة الزراعات الحساسة لهذا المرض والحد من انتشاره في صورة وجوده وتتمثل احتياطات المراقبة في:
1.    مراقبة الأصناف الحساسة من عائلة الورديات.
2.    عدم غراسة الأصناف الحساسة بأماكن ظهر فيها المرض في السنوات القريبة الماضية.
3.    تفادي القيام بالعمليات الزراعية أثناء الأجواء الممطرة أو الرطبة.
4.    تطهير أدوات التقليم بعد كل عملية.
5.    الحرص على تفادي احتكاك عجلات المعدات الزراعية بالأشجار المصابة ويستحسن الفصل بين القطع والقيام بتعقيم المعدات وتفادي لمس الأشجار المصابة.
6.    جمع وحرق كل المخلفات الزراعية وعدم نقلها من مكان إلى آخر.
 بالنسبة لتطهير معدات التقليم والاحتياطات الضرورية الواجب التقيد بها ينصح بالتالي:
1.    تقسيم القطعة موضوع التقليم إلى قطعتين " مصابة وغير مصابة".
2.    العمل على توفير 3 أدوات من كل أداة لكل عامل بحيث لما تكون الأداة الأولى قيد الاستعمال تكون الأخريين في إناء التطهير وذلك لتوفير وقت للتطهير يكون أكثر من دقيقة.
3.    ضرورة أن يلبس عامل التقليم قفازات قابلة للتعقيم.
4.    العمل على القيام بعملية التعقيم بين كل شجرة وأخرى سواء أكان التقليم في القطعة المصابة أو غير المصابة.
5.    ينصح بتغطيس المعدات في الحليب كامل الدسم لأنه يحول دون تنقل الفيروسات.
6.    تباع بالأسواق بعض مقصاة التقليم مجهزة بقارورة يمكن تعبئتها بمادة مطهرة للتعقيم تستعمل بالتوازي خلال القيام بعملية الزبيرة...
7.    تجنب الإفراط في عملية التسميد خصوصا النيتروجين الذي يساهم في ظهور النموات الحديثة والحساسة للمرض.
8.    العمل على توفير كميات من البوطاس والمانزيوم بحيث نضمن للنبات صلابة نسبية في الأنسجة ولا تكون سهلة الإصابة.
9.    ضمان صرف المياه خصوصا بالأراضي ذات النافذية المنخفضة.
غالبا ما تؤثر التربة  على درجة الإصابة بمرض اللفحة النارية حيث يمكن القول أن التربة قد تكون عاملا مساعدا  على انتشار المرض خصوصا إذا كانت من النوع الثقيل وسيء الصرف أو حامضية وتلقت تسميدا مفرطا. 
كما يمكن أن تكون الأشجار المزروعة بالأراضي الفقيرة أكثر عرضة لهذا المرض لأنها في الغالب ليس لديها من مقومات الدفاع إلا القليل وأنسجتها ضعيفة. بالمجمل تكون الأشجار المزروعة بأراضي خصبة وذات حموضة معتدلة جيدة الصرف وتلقت تسميدا متوازنا مع القليل من النتروجين دون تفريط والكثيير من البوطاس والمانزيوم دون إفراط أقل عرضة لمرض اللفحة النارية.
يمكن الحديث عن التقليم الجائر كعامل مساعدا وغالبا ما يكون من بين مسببات المرض لأن بكتيريا المرض تدخل جسم النبات عبر الفتحات لذا يرجى الحد من عمليات التقليم والتعامل مع العملية بحذر خصوصا بالمناطق التي يعتقد أنها توفر مناخا ملائما لتطور المرض.
الحرص على القيام بعملية التسميد ضمن برنامج مدروس بدقة وبإشراف أهل الاختصاص بحيث يستجيب للمعطيات التالية:
عدم السماح بظهور نموات متأخرة على الأشجار والحرص على التوازن بين عناصر التسميد وتجنب زراعة النباتات التي تساهم في تغذية التربة بالنيتروجين والبحث عن توازن حموضية التربة وتحسين إمكانيات صرف المياه.

في خصوص المقاومة الكيماوية يمكن مراجعة الجهات المسئولة والتي غالبا ما يكون لديها برنامجا محكما ونصح بتنفيذه بدقة.