الاثنين، 15 يوليو 2013

اللفحة النارية بمزارع الفصيلة الوردية.

قبل خمسينات القرن الماضي لم يكن مرض اللفحة النارية معروفا ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، ويرجح أنه دخل من الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخطأ للجزر البريطانية سنة 1957 من القرن الماضي. لوحظ مرض اللفحة النارية على سبيل المثال بفرنسا لأول مرة سنة 1978 .
تعتبر البكتيريا « Erwinia amylovora » المسبب الرئيس لمرض اللفحة النارية الذي يصيب بعض أصناف الفصيلة الوردية كالإجاص والتفاح والسفرجل وبعض نباتات الزينة المنتمية لنفس الفصيلة وتترجم الإصابة بذبول بتلات الأزهار ثم تحولها إلى اللون الأسود في المرحلة الأولى للإصابة ثم بتطور المرض تسود الأوراق والنموات الحديثة وغالبا ما تنتهي الإصابة بذبول كلي للأفرع وخروج سائل لزج يحمل خلايا البكتيريا. تظهر أعراض المرض في بداية فصل الصيف وتقضي البكتيريا التي ثبت أنها مقاومة للبرد فصل الشتاء في الأنسجة المتقرحة للنبات لتواصل دورتها البيولوجية خلال الموسم المقبل.
يعتبر مرض اللفحة النارية من الأمراض الخطيرة والمدمرة ذات الانتشار الوبائي ويمكنها أن تعيد بساتين بكاملها إلى نقطة الصفر وذلك لسرعة انتشار المرض وصعوبة مقاومته.
تتمثل أهم مظاهر المرض في:
1.    جفاف النموات الحديثة ونهايات الأغصان والكؤوس الزهرية والثمار حديثة التكوين وحتى ظهور لفحات و حروق على الأغصان.
2.    التواء الأوراق بعد تيبسها وبقائها مع الثمار على الفروع المصابة دون أن تسقط.
3.    على الأوراق يلاحظ في الغالب حروق بألوان داكنة خصوصا بالمساحة الداخلية للورقة.
4.    ظهور بعض الحروق على القشرة الخارجية للجذع أو الأغصان وغالبا ما تسيل منها مادة شبه زيتية لزجة حلوة المذاق وتحمل أجزاء من البكتيريا وهي عامل التكاثر.
بكتيريا  « Erwinia amylovora »مقاومة جيدة للبرد بحيث تقضي الشتاء في النباتات المصابة وتنشط عند وصول درجة حرارة المحيط إلى زائد 10 مأوية لتدخل في قمة نشاطها بين 24 و 27 مأوية خصوصا في صورة توقر نسبة الرطوبة المحبذة. خلال فصل الربيع تكون تقرحات السنة الماضية بالنبات وما تفرزه من مواد سكرية مخلوطة بالبكتيريا وجاذبة للحشرات أهم مصادر توزيع المرض وانتشاره من جديد. كما يمكن انتشار المرض عبر خيوط رقيقة تساهم في انتشارها الرياح والأمطار.
تدخل البكتيريا إلى جسم النبات عبر الفتحات الطبيعية به كالأزهار أو الإصابات التي يحملها النبات مثل جروح الزبيرة وآثار حجر البرد وغير ذلك .. وينتشر المرض طبيعيا عبر الرياح، الأمطار، الحشرات، العصافير وحتى عبر التطعيم بطعوم مصابة، كما يمكن تنقل المرض بأدوات الزبيرة.
على الأقل إلى غاية الوقت الحالي لا توجد طريقة مقاومة تشفي النباتات المصابة والعزاء الوحيد يبقى في مراقبة الزراعات الحساسة لهذا المرض والحد من انتشاره في صورة وجوده وتتمثل احتياطات المراقبة في:
1.    مراقبة الأصناف الحساسة من عائلة الورديات.
2.    عدم غراسة الأصناف الحساسة بأماكن ظهر فيها المرض في السنوات القريبة الماضية.
3.    تفادي القيام بالعمليات الزراعية أثناء الأجواء الممطرة أو الرطبة.
4.    تطهير أدوات التقليم بعد كل عملية.
5.    الحرص على تفادي احتكاك عجلات المعدات الزراعية بالأشجار المصابة ويستحسن الفصل بين القطع والقيام بتعقيم المعدات وتفادي لمس الأشجار المصابة.
6.    جمع وحرق كل المخلفات الزراعية وعدم نقلها من مكان إلى آخر.
 بالنسبة لتطهير معدات التقليم والاحتياطات الضرورية الواجب التقيد بها ينصح بالتالي:
1.    تقسيم القطعة موضوع التقليم إلى قطعتين " مصابة وغير مصابة".
2.    العمل على توفير 3 أدوات من كل أداة لكل عامل بحيث لما تكون الأداة الأولى قيد الاستعمال تكون الأخريين في إناء التطهير وذلك لتوفير وقت للتطهير يكون أكثر من دقيقة.
3.    ضرورة أن يلبس عامل التقليم قفازات قابلة للتعقيم.
4.    العمل على القيام بعملية التعقيم بين كل شجرة وأخرى سواء أكان التقليم في القطعة المصابة أو غير المصابة.
5.    ينصح بتغطيس المعدات في الحليب كامل الدسم لأنه يحول دون تنقل الفيروسات.
6.    تباع بالأسواق بعض مقصاة التقليم مجهزة بقارورة يمكن تعبئتها بمادة مطهرة للتعقيم تستعمل بالتوازي خلال القيام بعملية الزبيرة...
7.    تجنب الإفراط في عملية التسميد خصوصا النيتروجين الذي يساهم في ظهور النموات الحديثة والحساسة للمرض.
8.    العمل على توفير كميات من البوطاس والمانزيوم بحيث نضمن للنبات صلابة نسبية في الأنسجة ولا تكون سهلة الإصابة.
9.    ضمان صرف المياه خصوصا بالأراضي ذات النافذية المنخفضة.
غالبا ما تؤثر التربة  على درجة الإصابة بمرض اللفحة النارية حيث يمكن القول أن التربة قد تكون عاملا مساعدا  على انتشار المرض خصوصا إذا كانت من النوع الثقيل وسيء الصرف أو حامضية وتلقت تسميدا مفرطا. 
كما يمكن أن تكون الأشجار المزروعة بالأراضي الفقيرة أكثر عرضة لهذا المرض لأنها في الغالب ليس لديها من مقومات الدفاع إلا القليل وأنسجتها ضعيفة. بالمجمل تكون الأشجار المزروعة بأراضي خصبة وذات حموضة معتدلة جيدة الصرف وتلقت تسميدا متوازنا مع القليل من النتروجين دون تفريط والكثيير من البوطاس والمانزيوم دون إفراط أقل عرضة لمرض اللفحة النارية.
يمكن الحديث عن التقليم الجائر كعامل مساعدا وغالبا ما يكون من بين مسببات المرض لأن بكتيريا المرض تدخل جسم النبات عبر الفتحات لذا يرجى الحد من عمليات التقليم والتعامل مع العملية بحذر خصوصا بالمناطق التي يعتقد أنها توفر مناخا ملائما لتطور المرض.
الحرص على القيام بعملية التسميد ضمن برنامج مدروس بدقة وبإشراف أهل الاختصاص بحيث يستجيب للمعطيات التالية:
عدم السماح بظهور نموات متأخرة على الأشجار والحرص على التوازن بين عناصر التسميد وتجنب زراعة النباتات التي تساهم في تغذية التربة بالنيتروجين والبحث عن توازن حموضية التربة وتحسين إمكانيات صرف المياه.

في خصوص المقاومة الكيماوية يمكن مراجعة الجهات المسئولة والتي غالبا ما يكون لديها برنامجا محكما ونصح بتنفيذه بدقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق