السبت، 23 نوفمبر 2013

احتياجات شجرة الزيتون (1)

الأرض:
يعتبر الشرق الأوسط أو أسيا الصغرى المهد الأصلي لزراعة شجرة الزيتون، ومن هذا المنطلق تتكيف أشجار الزيتون بشدة مع مناخ هذه المناطق الذي يتميز بصيف طويل حار وجاف وبطول فترات الجفاف. 98 بالمائة من غابات الزياتين توجد بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، لعل اسبانيا ب167 مليون شجرة تصنف الأولى عالميا على مستوى عدد الأشجار والإنتاج تليها إيطاليا ب125 مليون ثم اليونان ب 120 مليون فــ تركيا وتونس والبرتغال بــ83 و 60 و 50 مليون شجرة على التوالي.

 البلدان خارج حوض البحر الأبيض المتوسط بها 2 بالمائة فقط من مجموع زياتين العالم أي حوالي 35 مليون شجرة على مساحة تقدر ب250 ألف هكتار.
طالما هناك فارق في الجهد « Potentiel » بين الجذور والأرض هناك تنقل للماء باتجاه النبات لذلك تلعب الخاصيات الفيزيائية والكيماوية للأرض دورا تفاعليا هاما في تغذية النباتات بالماء. بالإضافة لهذا المعطى يدخل في المعادلة العديد من المعطيات من ذلك نوعية التربة، نفاذيتها، كميات الأمطار والتبخر ... وقدرة الجذور على الامتصاص ومساحة انتشارها وعمقها.
أكاد أقول أن شجرة الزيتون تتكيف مع أغلب أنواع التربة والمناخ غير أنها ولتكون منتجة تفضل الأراضي العميقة المهواة وذات النفاذية العالية. بالأراضي الطينية ضعيفة الارتشاح  أين تتجمع المياه لمدة طويلة وتتسبب في اختناق الجذور لا تجد شجرة الزيتون مكانا لها وغالبا ما ينتهي بها الأمر إلى الفناء ( جذور أشجار الزيتون لا يمكنها أن تعيش لأكثر من أسبوع في ظروف انعدام الهواء). طبيعيا لا نجد أشجار الزيتون في السهول المنخفضة التي تتميز بتجمع مياه السيلان والصعود الفجائي للمائدة السطحية.
بالمناطق الجافة وشبه الجافة تتميز الأراضي بطبقة سطحية فقيرة من حيث المواد العضوية والنيتروجينية والفسفاطية فضلا عن خصائصها الفيزيائية غير الملائمة خصوصا منها الأراضي الطمية والطينية والتي بها قدر من الجبس، هذه الخاصية تعد عائقا حقيقيا أمام قدرة التربة على تخزين كميات من الماء تفي باحتياجات النباتات خصوصا في فترات الجفاف.
تحدد الخصائص الفيزيائية والكيماوية للطبقة السطحية للأرض قدرة التربة على امتصاص مياه السيلان وتخزينها. تدهور إمكانيات الطبقة السطحية للتربة ينتج عنه في الغالب محدودية في رشح المياه بالطبقة السفلية وذلك من جراء نقاط الأمطار التي تكون في شكل عواصف ومرور المعدات الفلاحية التي تكسب الطبقة العلوية صلابة كبيرة. هذه الظاهرة تحد بشدة من استمرار الجذور في التوسع وتعيق النمو الطبيعي للنباتات.
بالمقابل كميات كافية من الأمطار وعمق تربة بين 80 إلى 100 صم يمثل محيطا جيدا خصوصا إذا كانت الخصائص الكيماوية والفيزيائية للتربة ملائمة والتبادل الإيوني « pH » لمختلف العناصر المغذية وتهوية التربة طبيعية.


بالمناطق الجافة وشبه الجافة ولكي تكون زراعة الزياتين مجدية يتطلب الأمر أرضا عميقة بطبقة سطحية جيدة النفاذية ومعدل طين لا يتجاوز 40 بالمائة. بالضيعات السقوية أين يمكننا التحكم في احتياجات النبتة تبقى الخصائص الكيماوية والفيزيائية العامل المحدد لتوسع غراسات الزياتين.
(بن روينة و التريقي 2002) درسوا ردة فعل الزيتون من صنف شملالي صفاقس بمنطقة الشعال التونسية وأثبتوا أنه وتحت ظروف مناخية متشابهة ومتساوية وقطع زياتين تتلقى نفس تقنيات الصيانة لا تنتج نفس الإنتاج و لا حتى بشكل متقارب ويرجع ذلك أساسا إلى نوعية التربة رملية عميقة أم طينية طمية جبسية حيث سجلت معدلات إنتاج كالتالي: بالأراضي الرملية كان معدل إنتاج الشجرة 69.7 كلغ، في حين لم يتجاوز 13.2 بالأراضي الجبسية ويمتد هذا المعدل بين موسمي 1939-1940 إلى 2000-2001.




الأحد، 17 نوفمبر 2013

زبيرة تكوين أشجار الزياتين

في الواقع تعتبر زبيرة التكوين الخاصة بالزياتين السبيل إلى الحصول على شجرة زيتون في الشكل المتعارف عليه وهو في الغالب شكل دائري إلى بيضاوي، وتختلف الطرق باختلاف الأهداف من الغراسة فأشجار الزياتين التي تزرع بغاية مصدات رياح أو للزينة بالحدائق لا تتلقى نفس تقنية التشذيب الخاصة بالزياتين المزروعة بغرض الإنتاج، والزياتين المروية تختلف عن البعلية وهناك العديد من نقاط الاختلاف حتى على مستوى الأصناف لكي لا نقول على مستوى كل شجرة.
تعتبر الزبيرة أو التشذيب عملية جراحية على كائن حي ننقل من خلالها صورة الشجرة من الوضع "أ" إلى الوضع "ب" دون استعمال الممحاة بمعنى أن الأغصان التي يقع استئصالها لا يمكن إرجاعها وبالتالي تعتمد العملية على المعرفة والتجربة وخصوصا سرعة القرار.


تمتد فترة زبيرة التكوين من اليوم الأول لغراسة الشجرة إلى غاية دخولها في طور الإنتاج، وهي الفترة التي يمكن خلالها للمزارع أو المختص تكوين الشجرة في شكلها النهائي.
الشكل المتعارف عليه لشجرة الزيتون هو كتلة قائمة على جذع وحيد يبلغ طوله حوالي متر واحد تتفرع منه ثلاثة إلى أربعة فروع حاملة للأغصان الحاملة للبراعم، ويمكن تلخيص زبيرة التكوين في العمل على الحصول على هذا الشكل خلال السنوات الأولى لحياة شجرة الزيتون.
من بين طرق إكثار الزيتون الإكثار بالقرمة أو الكوبة وهي طريقة تقليدية تعتمد على إكثار الزياتين بقطع خشبية تزن بين 2 إلى 5 كلغ وربما أكثر وذلك بتشتيلها لمدة موسم كامل في المشتل وعند ظهور نمواتها واكتسابها الصلابة تنقل إلى المكان الدائم، هذه الطريقة لا تزال مستعملة في العديد من البلدان خصوصا في الضيعات البعلية على الرغم مما يعاب عليها كطريقة من أنها تنقل الكثير من الأمراض أهمها مرض الذبول والأمراض الفيروسية. تحمل القرمة أو الكوبة في الغالب عديد النموات وباعتبار أن زبيرة التكوين تبدأ منذ اليوم الأول من الغراسة لذا يقع استئصال النموات الغير مرغوب فيها عند غراسة الكوبة في مكانها الدائم والمحافظة على غصن واحد أو إثنين يقدر أنهما الأصلح ليكون أحدهما جذع زيتونة المستقبل.
في السنة الثانية يقع اختيار أحد الجذعين وحذف النموات السفلية على طول 30 إلى 40 صم لتكوين الجذع.
في السنة الثالثة يكون الجذع في الغالب بطول 70 صم إلى 1 متر عندها يقطع من هذا المستوى لتشجيع النموات الجانبية على تكوين فروع شجرة الزيتون.
في السنة الرابعة تبدأ ملامح الشكل المطلوب في الظهور وعندها تحذف كل النموات الجانبية ونحافظ على الثلاثة أو الأربعة فروع العلوية والعمل على أن تكون متوازنة في الشكل وعدد النموات بحيث لو نظرنا إلى الشجرة من أعلى نجد أننا تحصلنا على شكل دائري.
في السنة الخامسة تدخل الشجرة نظريا في مرحلة بداية الإنتاج ولو بكميات قليلة جدا والمطلوب العمل على انطلاق زبيرة الإنتاج لتحضير الشجرة لحمل الثمار في السنة المقبلة.

بالنسبة للشتلات المتأتية من عقل خضرية عادة تكون على جذع وحيد منذ البداية، ننتظر عادة بلوغها العلو المطلوب وهو أكثر من 50 صم وقطع الجذع لتشجيع النموات الجانبية على النمو وتكوين هيكل الشجرة واتباع نفس التمشي أعلاه للحصول على شجرة بمواصفات زيتونة قادرة على حمل الثمار. 

الأحد، 10 نوفمبر 2013

زبيرة الزيتون.

زبيرة الإتناج للزياتين
تعتبر زبيرة الزيتون نقطة الانطلاق للمسار المؤدي إلى نقطة الجني، إذا تم إغفال هذه النقطة يجب انتظار بعض المفاجئات عند خط الوصول.
نموات هذا الموسم هي فقط من يحمل ثمار الموسم القادم.
بمعنى أدق : إذا كانت نموات هذا العام قليلة لا يمكن انتظار الكثير من الإنتاج في العام المقبل. بما معناه نموات كثيرة تساوي إنتاجا وافرا، والعكس صحيحا.

ولو أردنا تعريف زبيرة إنتاج الزياتين لقلنا ما يلي:
زبيرة الإنتاج لشجرة زيتون منتجة هي عملية تقنية نحفز من خلالها شجرة زيتون في طور الإنتاج على إنتاج المزيد من النموات لضمان إنتاجا وافرا خلال الموسم المقبل مع الحرص على  المحافظة على الهيكل العام للشجرة بما يضمن مرور الهواء وأشعة الشمس ولا يعيق الأشغال الزراعية دون إغفال الجانب الصحي للشجرة المتمثل في استئصال الفروع التي تحمل إصابات أو علامات على مرض ما.
مثال رقم 1:
نحن الآن في سنة 2013 ، أمام شجرة قوية في صحة جيدة بها الكثير من النموات.
نظريا هذه الشجرة ستكون حاملة لكثير من الثمار سنة 2014.
ما الداعي إذا لتشذيب هذه الشجرة؟
لو أعدنا قراءة التعريف أعلاه لوجدنا في جزءه الثاني ضرورة ضمان مرور الهواء وأشعة الشمس ( أشعة الشمس ضرورية لبلوغ حبات الزيتون مرحلة النضج). طريقة التدخل إذا ستقتصر على إزالة ما يقدّر على أنها نموات زائدة حتى ولو كنا متأكدين أنها لو بقيت ستحمل ثمارا لضمان مرور الهواء وأشعة الشمس.
في المحصلة: شجرة قوية = زبيرة خفيفة.
مثال رقم 2:
نحن الآن في سنة 2013 أمام شجرة ضعيفة بنموات قصيرة لا تتجاوز 15 صم، هذه الشجرة سوف لن تكون حاملة لكثير من الثمار خلال الموسم المقبل والمطلوب العمل على التدخل وتشذيبها بشدة. قص ما أمكن من الأغصان القديمة وتحفيز الشجرة على تجديد نمواتها مع الحرص طبعا على مراعات ما ورد بالتعريف أعلاه خصوصا في ما يتعلق بالجانب الصحي في هذه الحالة. الإنتاج سوف لن يكون وافرا في سنة 2014 لا محالة ولكن بتدخلنا سنضمن إنتاجا وافرا سنة 2015.
في المحصلة: شجرة ضعيفة = زبيرة حادة.
هل يجب تشذيب أشجار الزيتون كل سنة أم كل سنتين؟
صدقا، لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال لأن إجابته نعم و لا.
شجرة الزيتون مميزة طبيعيا بخاصية المعاومة، وهي خاصية تمكن الشجرة من إنتاج النموات في السنة 1 وإنتاج الثمار على تلك النموات في السنة 2 وهكذا.
زبيرة الأشجار سنويا قد ( قد) تقلل من ظاهرة المعاومة وبذلك نحافظ على نسق إنتاج متوسط ومتوازن سنويا.
زبيرة الأشجار كل سنتين قد ( قد) تكرس ظاهرة المعاومة وبذلك يكون لدينا إنتاجا وافرا في موسم والقليل منه في الموسم الذي يليه.
في الحقيقة تدخل الكثير من العوامل في المعادلة، والزراعة اقتصاد، من هذه العوامل: الوقت، الكلفة، الضيعة مروية أم بعلية، تسميد الأشجار ( نعم / لا)، الأصناف ومدى تأثرها بظاهرة المعاومة.

شخصيا أفضل المرور سنويا على الأقل لضمان الجانب الصحي للشجرة ومراقبة هيكلها والتخلص من الأغصان الجافة والتأكد من مرور الهواء خلالها ووصول أشعة الشمس لمختلف أجزائها.

في التدوينة المقبلة سوف نحاول تلخيص زبيرة التكوين للزياتين. 
///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////


لطفا، أترك تعليقا، لا تقرأ وتمر... تعليقك يهمنا.

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

حاجز أخضر عظيم لصدّ التصحُّر في الساحل والصحراء

منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO"  والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تساند مبادرة الاتحاد الإفريقي للمضي في مشروع:

 »حاجز أخضر عظيم لصدّ التصحُّر في الساحل والصحراء  «

يضم "الحاجز الأخضر العظيم" في إفريقيا فسيفساء من التدخّلات المتوائمة مع البيئة المحليّة والمصمَّمة للإيفاء بالاحتياجات الاجتماعية.

تموز 2013، روما ...........



 
منذ عام 2010 تمضي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي "EU"، والهيئة الدولية لاتفاقية الأمم المتحدة المعنية بمكافحة التصحر "UNCDD" بدعم مفوضيّة الاتحاد الإفريقي "AUC" والبلدان المشاركة في تطوير مبادرة الحاجز الأخضر العظيم في إقليم الساحل والصحراء على امتداد البلدان الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى.

ويُعدّ هذا النموذج من المبادرات حاسماً لإقليم الساحل والصحراء، حيث تواجه حياة وموارد معيشة الملايين من سكان الريف تحديات خطيرة بسبب تدهور الأراضي المتفاقم وزحف الصحراء عليها.

ولعكس هذه الاتّجاهات، كان رؤساء الدول والحكومات الإفريقية قد أقرّوا مبادرة إفريقية دعت إلى إقامة جدار أخضر عظيم عبر إقليم الساحل والصحراء، احتشد وراءها أكثر من عشرين بلداً إفريقيا إلى جانب المنظمات الدولية، ومعاهد البحوث، وهيئات المجتمع المدني، والمنظمات الشعبيّة.

وانطلاقاً من فكرة أوليّة لنصب خطّ من الأشجار بدءاً من شرق الصحراء الإفريقية إلى غربها، تطورت الرؤية الإفريقية والدولية لتشكِّل نهجاً علمياً أكثر تكاملاً، تجلّى على هيئة إنشاء فسيفساء من التدخّلات النوعية المتوائمة مع النُظم البيئية المحليّة والمصمَّمة للإيفاء بالاحتياجات المباشرة للمجتمعات المحلية والتجمّعات السكانية القريبة منها.

تصدياً للتدهور الاجتماعي والاقتصادي والبيئي

في عام 2007 بادرت حكومات إفريقيا بإقرار مبادرة الجدار الأخضر العظيم في إقليم الساحل والصحراء بهدف معالجة الأضرار البيئية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على تدهور الأراضي والتصحر، على امتداد بلدان إقليم الساحل والصحراء الإفريقي.

واليوم تدعم هذه المبادرة المجتمعات المحليّة في الإدارة المستدامة والاستخدام السليم للغابات والمراعي وغيرها من الموارد الطبيعية لا سيما في مناطق الأراضي القاحلة، وفي العمل على التخفيف من آثار تغيُّر المناخ والتكيُّف له، وأيضاً للنهوض بالأمن الغذائي وسبل معيشة السكان في بلدان الساحل والصحراء.

وفي البداية ساعدت الأشجار في حماية القرى من هبوب الرياح، بينما أتاحت أوراقها والنمو التحتي الأخضر حولها علفاً لرعي الحيوان.

غير أن جدار الأشجار سرعان ما بدأ يتلاشى تحت وطأة المجاعة الإفريقية الكبرى خلال الفترة 1984 - 1985. ويؤكد الخبير سيدي ساني، من هيئة النيجر للبيئة ومكافحة التصحر، أن "التحطيب المفرط والرعي الجائر سرعان ما أتيا على بقايا جدار إفريقيا الأخضر العظيم" في صورته الأوّلية.

تعاون إفريقي دولي

وفي الوقت الراهن تطبَّق خطط لمواصلة ما تبلوّر مع الوقت كمشروع "الحاجز الأخضر العظيم لإفريقيا"، عبر كل من بوركينا فاسو، وتشاد، وجيبوتي، وإريتريا، وإثيوبيا، وغامبيا، ومالي، والنيجر، ونيجيريا، والسنغال. وثمة مخططات لشمول كل من الجزائر وموريتانيا ومصر والسودان بالمبادرة الجارية.

وبالوسع مشاهدة النتائج الميدانية للمبادرة بوضوح، ففي السنغال، أمكن غرس 11 مليون شجرة ساهمت في ترميم 27000 هكتار من أشد الأراضي تدهوراً، بينما ساعدت الحدائق المتعددة الأهداف - من بساتين للفاكهة والخُضر وأراضي الرعي في قِطع مُدمجة - النساء على زيادة مستويات دخلهن وإنتاج غذاء لأسرهن في آن معاً.

وفي كل من مالي، وموريتانيا، وبوركينا فاسو، والنيجر نجحت جهود تثبيت الكثبان الرملية على نحو لافت للأنظار؛ وتعمل هذه البلدان سوياً الآن مع هيئة الحدائق النباتية الملكية البريطانية في "كيو" لإنتاج الأشجار الأكثر ملاءمةً والشجيرات والأعشاب المناسبة لإدارة أشد المناطق ضعفاً في المناطق الزراعية المُنتجة.

شوط طويل ينبغي قطعه

لكن رؤية الحاجز الأخضر العظيم عبر إقليم الساحل والصحراء في إفريقيا لكي تصبح واقعاً مُعاشاً، لا بد أولاً من تجاوز تحديات ضخمة على مستويات الالتزام السياسي، والتمويل، وتطوير القدرات، بالإضافة إلى عقد صفقات شراء مُرضية مع السكان المحليين .

وعلى نحو ما أكده الخبير سيدي ساني، من هيئة النيجر للبيئة ومكافحة التصحر، فإن النجاح عندئذ يصبح مسألة وقت... "ففي النيجر أصبح بالوسع اليوم مشاهدة الغابات التي تلاشت تماماً عن الأنظار تعود إلى الحياة من جديد أمامنا جميعاً".

السبت، 2 نوفمبر 2013

الفسفور


يمثل الفسفور عنصرا أساسيا في تغذية النباتات ويساهم بصفة رئيسية في تكوين الأنسجة الداخلية وتكوين الجذور ويعتبر عنصرا مفتاحيا في عديد التفاعلات الكيماوية. ويعد الفسفور من أهم عناصر تحسين الإنتاج باعتباره أحد المكونات الرئيسية للحبوب إذ يمثل ما لا يقل عن 0.1 إلى 0.3 من وزن المادة الجافة للنبتة.


 والفسفور عنصرا بطيء الحركة في محلول التربة وقليل الغسل
« Lessivage » ، في حالة نقصه غالبا ما نسجل اضطرابات فيزيولوجية للنبتة تترجم بتدني لمستوى التجدير مرفوقا باكتساب الأوراق للون الأحمر. في الغالب لا يؤدي تقديمه بشكل مفرط للنباتات إلى مضاعفات تذكر عدى ارتفاع سعر كلفة الإنتاج. من الضروري في كل الحالات القيام بتحليل التربة مخبريا وذلك لمعرفة المعادن المتوفرة وتحديد المعادن الغائبة أو الممثلة بكميات قليلة لا تفي بأغراض كميات الإنتاج المطلوبة. مع ضرورة المعرفة الدقيقة لتاريخ الأرض موضوع التحليل المعملي كالزراعة السابقة وبرنامج التسميد الذي تم اعتماده في السنوات الأخيرة وطريقة الري التي استعملت والتي سيتم استعمالها وكميات الأمطار المسجلة في العام الفارط ومعدلات الأمطار بالجهة دون إغفال الخصائص الفيزيائية للأرض وما إذا كانت في سهل أو منحدر وهل تضاريسها متشابهة أم مختلفة وهل بها طرق تجفيف أم لا « Drainage » وما إذا كانت متجانسة من حيث اللون والتركيبة ...
مع الحرص على أخذ العينات حسب المقاييس التالية:
. متى:
بعد الحصاد مباشرة.
. كيف:
مثال: إذا كان لدينا حقلا يحتوي على نفس الزراعة "حبوب" بمساحة 10 هك منها 4 هك طينية و 6 هك رملية............. نأخذ عينة من كل نوعية تربة.
حقل ب 10 هك به نفس الزراعة " حبوب" لكن بمستويين مجتلفين 6 هك هضبة و 4 هك منحدر .............. نأخذ عينة من كل مستوى.
حقل ب 10 هك به نفس الزراعة " حبوب" يتوسطه مجرى مياه ........... نأخذ عينة من كل ضفة.
تأخذ العينات من المنطقة التي يفترض أن تستغلها عروق الزراعة المبرمجة كل 20 صم.
اجتناب المناطق التالية: أطراف العابة والبساتين، حواشي مجاري المياه والأودية، المراعي حديثة العهد، حواشي مصدات الرياح والحواجز. ( بالطبع لا يمكن أخذ العينات بعد عملية نثر الأسمدة لأنها تصبح دون جدوى).
يعتبر قانون "ليبنغ" في نظريته الخاصة بالغذاء المعدني للنباتات « Loi de minimum » أن قيمة المحصول لا يحددها مجموع أو إجمالي المواد المتوفرة بالتربة من فسفور ونيتروجين وبوطاسيوم ومانيزيوم وغيرهم... وإنما تحددها قيمة العنصر الأقل توفرا من بين المواد المعدنية في بيئة النمو.
مثال مبسط:
لتقديم كوب من القهوة لشخص واحد يجب أن يتوفر لدينا:
. 1 ملعقة أكل من البن.
. 2 قوالب سكر.
. 1 كوب من الماء.
إذا كان لدينا بالمطبخ 10 ملاعق بن و 10 أكواب ماء و4 قوالب سكر.
السؤال: هل يمكن تقديم القهوة لعشرة أشخاص؟
الجواب: طبعا لا. لأنه لدينا من السكر ما يكفي لصنع عدد 2 أكواب من القهوة فقط.
يعني أن النتيجة مرتبطة بالعنصر الأقل تمثيلا بالمعادلة وهو السكر بقيمة 4 .
لنفترض أنه ليس لدينا مصدر حرارة بالمطبخ إذا لا يمكننا تحضير القهوة أصلا، مهما كانت الكميات المتوفرة من المواد الضرورية لصنع القهوة. لأن مصدر الحرارة ممثل في المعادلة بصفر وهو أقل من 4 (قيمة السكر). هكذا هو الحال بالنسبة لتفاعل المعادن في التربة كمية الإنتاج تحددها قيمة العنصر الأقل توفرا من بين المواد المعدنية في بيئة النمو، بالطبع بحضور مواد أخرى بكميات كافية كالماء والضوء والحرارة.
يقول المثل " قوة السلسلة في أضعف حلقاتها" .

سوف نحاول التركيز في التدوينة المقبلة إن شاء الله على نتائج تحليل العينات والنصائح.

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

مرض عين الطاووس أو عين الطائر

مرض عين الطاووس أو عين الطائر، مرض فطري خاص بأشجار الزياتين تم اكتشافه بأغلب بلدان العالم في بداية النصف الثاني من القرن العشرين لوحظ انتشاره خصوصا بمناطق في بلدان البحر الأبيض المتوسط. ينتشر المرض بكثرة خاصة بالمناطق ذات الرطوبة العالية والبساتين المروية أين تتوفر الظروف الملائمة والعوامل البيئية المناسبة لتفشي الإصابة.
غالبا ما يتسبب مرض عين الطاووس في تساقط الأوراق المصابة مما يسبب تعري مجحف للشجرة حسب درجة الإصابة التي تفقد قدرتها على تكوين البراعم الزهرية وهي عوامل تربك الدورة البيولوجية للشجرة التي تتجه نحو إنتاج البراعم الخضرية لتعويض ما فقدته وبالتالي نسجل نقصا في الإنتاج بسبب نقص البراعم الزهرية.
يظهر المرض عادة على الأوراق ومعاليق الثمار ويتجلى خصوصا على الوجه العلوي للأوراق في شكل تبقعات دائرية وسطها رمادي وقد يكون بنيا شبيهة بعين الطاووس بقطر 5 إلى 10 صم. في بداية الإصابة غالبا ما تكون البقع الرمادية أو البنية غير محددة الحواف وتكون صغيرة الحجم من 3 إلى 5 صم ثم تتسع وربما يصل قطرها إلى 20 صم في حالة الإصابة القوية.
يستمر تغير لون نسيج الورقة تدريجيا في مراكز البقع فيصبح أصفر اللون وتأخذ الحواف المحيطة اللون الداكن ويزداد لون نسيج الورقة اصفرارا خارج البقع حتى يشمل كامل الورقة. أما بالنسبة لأعناق الأوراق والأنسجة القريبة منها فتعتريها حالة من الجفاف والتيبس يؤدي إلى تساقط كثيف للأوراق خصوصا لدى الأصناف الحساسة كصنف زيتون المائدة من المسكي.
ويمكن لبعض الفطريات أن تصيب العناقيد الزهرية فتذبل وتسقط، أما الثمار فنادرا ما تصاب.
تنقسم العدوى إلى 3 مراحل تبدأ في أوائل الخريف بظهور الأبواغ عندما تكزن الظروف الطبيعية ملائمة وتمتد فترة الحضانة من أسبوعين إلى 12 أسبوعا بعدها يمكن مشاهدة البقع على الأوراق.
في صورة الإصابة يستحسن مراجعة المصالح الزراعية، أما التدابير الوقائية فهي كالتالي:
تجنب غراسة الزياتين في المنخفضات الرطبة..
تقليم مناسب.
تطعيم من أشجار سليمة.
تجنب الاستعمال المفرط للنتروجين والحرص على تسميد متوازن مع تجنب نقص البوطاسيوم.
استعمال الأصناف الأكثر مقاومة للمرض خصوصا بالمناطق الرطبة ( المسكي والمنزني والبسباسي: أصناف حساسة ، صنف الشتوي أقل حساسية، صنف بيشولين والشملالي مقاومان للمرض، صنف أربيكوينا حساس، صنف الأربوزانا مقاوم)..


الخميس، 19 سبتمبر 2013

زراعة القمح


ينتمي القمح إلى عائلة النجيليات، وهو نبتة حولية وحيدة الفلقة. والقمح نوعان، قمح صلب(قاس) توجد في نواة خلاياه 28 صبغية ويستعمل طحينه (السميد) أساسا في صناعة المعجنات (الكسكسي – المقرونة - الخبز) وقمح لين توجد في نواة خلاياه 42 صبغية ويستعمل أساسا لصناعة الخبز  ويسمى في تونس " فرينة " (الدقيق).


للقمح جذور متفرعة ومتشعبة وتتكون من جذور بذرية متأتية من حبة القمح المزروعة وجذور عرضية تخرج من منطقة الإشطاء وتساهم في تغذية النبتة طوال مراحل نموها الباقية. ترتفع سيقان القمح من 60 إلى 150 صم حسب الأصناف. ويتراوح طول أغلب الأصناف المتداولة حاليا حوالي 90 صم تشتمل سيقانها على 5 إلى 8 عقد تخرج منها أغماد الأوراق.
أزهار القمح ثنائية الجنس « Bisexuées » مجمعة في سنيبلات يصل عددها إلى حوالي 20  في السنبلة الواحدة، ويمكن أن يختلف العدد باختلاف الأصناف و العوامل البيئية المحيطة.

الأربعاء، 31 يوليو 2013

تحديات الفقر الريفي في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا




حقق
إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تقدماً أقل من غيره من الأقاليم في الحد من الفقر خلال السنوات الأخيرة. ويعود ذلك إلى بطء التقدم في إصلاح السياسات وتحرير التجارة وإلى النزاعات وغياب اللامركزية الفعالة وقلة الاستثمارات العامة والخاصة في المناطق التي يتمركز فيها الفقر وهي عادة المناطق الريفية. والفقر في الإقليم، شأنه في كل مكان آخر من العالم، يبقى أساساً ظاهرة ريفية: إذ يقدر أن 25 في المائة من سكان الإقليم هم من الفقراء الذين يعيش 58 في المائة منهم في المناطق الريفية. وفضلاً عن هذا، يقدر أن نحو 34 في المائة من مجموع سكان المناطق الريفية في الإقليم هم فقراء مقارنة بنسبة 18 في المائة من سكان المناطق الحضرية. ويتصف توزع الفقراء ضمن البلدان بالتباين أيضاً إذ يتفشى الفقر بمعدلات عالية في بعض المناطق )مثل صعيد مصر مقارنة بإقليم الدلتا مثلاً(.  وفي بعض البلدان نجد جيوباً للفقر في مناطق الدخل المنخفض (تونس والمغرب(  بينما تعاني بلدان أخرى -جيبوتي والصومال والسودان واليمن )وكلها من أقل البلدان نمواً(  من الفقر الريفي على نطاق واسع