السبت، 23 نوفمبر 2013

احتياجات شجرة الزيتون (1)

الأرض:
يعتبر الشرق الأوسط أو أسيا الصغرى المهد الأصلي لزراعة شجرة الزيتون، ومن هذا المنطلق تتكيف أشجار الزيتون بشدة مع مناخ هذه المناطق الذي يتميز بصيف طويل حار وجاف وبطول فترات الجفاف. 98 بالمائة من غابات الزياتين توجد بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، لعل اسبانيا ب167 مليون شجرة تصنف الأولى عالميا على مستوى عدد الأشجار والإنتاج تليها إيطاليا ب125 مليون ثم اليونان ب 120 مليون فــ تركيا وتونس والبرتغال بــ83 و 60 و 50 مليون شجرة على التوالي.

 البلدان خارج حوض البحر الأبيض المتوسط بها 2 بالمائة فقط من مجموع زياتين العالم أي حوالي 35 مليون شجرة على مساحة تقدر ب250 ألف هكتار.
طالما هناك فارق في الجهد « Potentiel » بين الجذور والأرض هناك تنقل للماء باتجاه النبات لذلك تلعب الخاصيات الفيزيائية والكيماوية للأرض دورا تفاعليا هاما في تغذية النباتات بالماء. بالإضافة لهذا المعطى يدخل في المعادلة العديد من المعطيات من ذلك نوعية التربة، نفاذيتها، كميات الأمطار والتبخر ... وقدرة الجذور على الامتصاص ومساحة انتشارها وعمقها.
أكاد أقول أن شجرة الزيتون تتكيف مع أغلب أنواع التربة والمناخ غير أنها ولتكون منتجة تفضل الأراضي العميقة المهواة وذات النفاذية العالية. بالأراضي الطينية ضعيفة الارتشاح  أين تتجمع المياه لمدة طويلة وتتسبب في اختناق الجذور لا تجد شجرة الزيتون مكانا لها وغالبا ما ينتهي بها الأمر إلى الفناء ( جذور أشجار الزيتون لا يمكنها أن تعيش لأكثر من أسبوع في ظروف انعدام الهواء). طبيعيا لا نجد أشجار الزيتون في السهول المنخفضة التي تتميز بتجمع مياه السيلان والصعود الفجائي للمائدة السطحية.
بالمناطق الجافة وشبه الجافة تتميز الأراضي بطبقة سطحية فقيرة من حيث المواد العضوية والنيتروجينية والفسفاطية فضلا عن خصائصها الفيزيائية غير الملائمة خصوصا منها الأراضي الطمية والطينية والتي بها قدر من الجبس، هذه الخاصية تعد عائقا حقيقيا أمام قدرة التربة على تخزين كميات من الماء تفي باحتياجات النباتات خصوصا في فترات الجفاف.
تحدد الخصائص الفيزيائية والكيماوية للطبقة السطحية للأرض قدرة التربة على امتصاص مياه السيلان وتخزينها. تدهور إمكانيات الطبقة السطحية للتربة ينتج عنه في الغالب محدودية في رشح المياه بالطبقة السفلية وذلك من جراء نقاط الأمطار التي تكون في شكل عواصف ومرور المعدات الفلاحية التي تكسب الطبقة العلوية صلابة كبيرة. هذه الظاهرة تحد بشدة من استمرار الجذور في التوسع وتعيق النمو الطبيعي للنباتات.
بالمقابل كميات كافية من الأمطار وعمق تربة بين 80 إلى 100 صم يمثل محيطا جيدا خصوصا إذا كانت الخصائص الكيماوية والفيزيائية للتربة ملائمة والتبادل الإيوني « pH » لمختلف العناصر المغذية وتهوية التربة طبيعية.


بالمناطق الجافة وشبه الجافة ولكي تكون زراعة الزياتين مجدية يتطلب الأمر أرضا عميقة بطبقة سطحية جيدة النفاذية ومعدل طين لا يتجاوز 40 بالمائة. بالضيعات السقوية أين يمكننا التحكم في احتياجات النبتة تبقى الخصائص الكيماوية والفيزيائية العامل المحدد لتوسع غراسات الزياتين.
(بن روينة و التريقي 2002) درسوا ردة فعل الزيتون من صنف شملالي صفاقس بمنطقة الشعال التونسية وأثبتوا أنه وتحت ظروف مناخية متشابهة ومتساوية وقطع زياتين تتلقى نفس تقنيات الصيانة لا تنتج نفس الإنتاج و لا حتى بشكل متقارب ويرجع ذلك أساسا إلى نوعية التربة رملية عميقة أم طينية طمية جبسية حيث سجلت معدلات إنتاج كالتالي: بالأراضي الرملية كان معدل إنتاج الشجرة 69.7 كلغ، في حين لم يتجاوز 13.2 بالأراضي الجبسية ويمتد هذا المعدل بين موسمي 1939-1940 إلى 2000-2001.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق