السبت، 2 نوفمبر 2013

الفسفور


يمثل الفسفور عنصرا أساسيا في تغذية النباتات ويساهم بصفة رئيسية في تكوين الأنسجة الداخلية وتكوين الجذور ويعتبر عنصرا مفتاحيا في عديد التفاعلات الكيماوية. ويعد الفسفور من أهم عناصر تحسين الإنتاج باعتباره أحد المكونات الرئيسية للحبوب إذ يمثل ما لا يقل عن 0.1 إلى 0.3 من وزن المادة الجافة للنبتة.


 والفسفور عنصرا بطيء الحركة في محلول التربة وقليل الغسل
« Lessivage » ، في حالة نقصه غالبا ما نسجل اضطرابات فيزيولوجية للنبتة تترجم بتدني لمستوى التجدير مرفوقا باكتساب الأوراق للون الأحمر. في الغالب لا يؤدي تقديمه بشكل مفرط للنباتات إلى مضاعفات تذكر عدى ارتفاع سعر كلفة الإنتاج. من الضروري في كل الحالات القيام بتحليل التربة مخبريا وذلك لمعرفة المعادن المتوفرة وتحديد المعادن الغائبة أو الممثلة بكميات قليلة لا تفي بأغراض كميات الإنتاج المطلوبة. مع ضرورة المعرفة الدقيقة لتاريخ الأرض موضوع التحليل المعملي كالزراعة السابقة وبرنامج التسميد الذي تم اعتماده في السنوات الأخيرة وطريقة الري التي استعملت والتي سيتم استعمالها وكميات الأمطار المسجلة في العام الفارط ومعدلات الأمطار بالجهة دون إغفال الخصائص الفيزيائية للأرض وما إذا كانت في سهل أو منحدر وهل تضاريسها متشابهة أم مختلفة وهل بها طرق تجفيف أم لا « Drainage » وما إذا كانت متجانسة من حيث اللون والتركيبة ...
مع الحرص على أخذ العينات حسب المقاييس التالية:
. متى:
بعد الحصاد مباشرة.
. كيف:
مثال: إذا كان لدينا حقلا يحتوي على نفس الزراعة "حبوب" بمساحة 10 هك منها 4 هك طينية و 6 هك رملية............. نأخذ عينة من كل نوعية تربة.
حقل ب 10 هك به نفس الزراعة " حبوب" لكن بمستويين مجتلفين 6 هك هضبة و 4 هك منحدر .............. نأخذ عينة من كل مستوى.
حقل ب 10 هك به نفس الزراعة " حبوب" يتوسطه مجرى مياه ........... نأخذ عينة من كل ضفة.
تأخذ العينات من المنطقة التي يفترض أن تستغلها عروق الزراعة المبرمجة كل 20 صم.
اجتناب المناطق التالية: أطراف العابة والبساتين، حواشي مجاري المياه والأودية، المراعي حديثة العهد، حواشي مصدات الرياح والحواجز. ( بالطبع لا يمكن أخذ العينات بعد عملية نثر الأسمدة لأنها تصبح دون جدوى).
يعتبر قانون "ليبنغ" في نظريته الخاصة بالغذاء المعدني للنباتات « Loi de minimum » أن قيمة المحصول لا يحددها مجموع أو إجمالي المواد المتوفرة بالتربة من فسفور ونيتروجين وبوطاسيوم ومانيزيوم وغيرهم... وإنما تحددها قيمة العنصر الأقل توفرا من بين المواد المعدنية في بيئة النمو.
مثال مبسط:
لتقديم كوب من القهوة لشخص واحد يجب أن يتوفر لدينا:
. 1 ملعقة أكل من البن.
. 2 قوالب سكر.
. 1 كوب من الماء.
إذا كان لدينا بالمطبخ 10 ملاعق بن و 10 أكواب ماء و4 قوالب سكر.
السؤال: هل يمكن تقديم القهوة لعشرة أشخاص؟
الجواب: طبعا لا. لأنه لدينا من السكر ما يكفي لصنع عدد 2 أكواب من القهوة فقط.
يعني أن النتيجة مرتبطة بالعنصر الأقل تمثيلا بالمعادلة وهو السكر بقيمة 4 .
لنفترض أنه ليس لدينا مصدر حرارة بالمطبخ إذا لا يمكننا تحضير القهوة أصلا، مهما كانت الكميات المتوفرة من المواد الضرورية لصنع القهوة. لأن مصدر الحرارة ممثل في المعادلة بصفر وهو أقل من 4 (قيمة السكر). هكذا هو الحال بالنسبة لتفاعل المعادن في التربة كمية الإنتاج تحددها قيمة العنصر الأقل توفرا من بين المواد المعدنية في بيئة النمو، بالطبع بحضور مواد أخرى بكميات كافية كالماء والضوء والحرارة.
يقول المثل " قوة السلسلة في أضعف حلقاتها" .

سوف نحاول التركيز في التدوينة المقبلة إن شاء الله على نتائج تحليل العينات والنصائح.