الجمعة، 29 نوفمبر 2013

طماطم الباكورات في ظروف تسخين بالمياه الحارة. Géothermie


الطماطم الباكورات تأخذ مكانها في منظومة استغلال في الغالب مزدوج أي بعد زراعة خيار أو بطيخ تنتهي عملية جنيه في نهاية شهر ديسمبر.
الإضاءة: تتجلى أهمية الإضاءة للزراعات تحت البيوت المحمية في تأثيرها المباشر على نمو الزراعات، للعلم، الكثير من الإضاءة يمكن أن يؤدي إلى حروق على مستوى الثمار خصوصا منها المتواجدة في أعلى البيت الحامي.
 الظل تأثيره يمكن أن يكون إيجابيا في نهاية الموسم غير أنه قد يساهم في تدني درجات الحرارة إلى ما دون المطلوب.
درجات الحرارة: يمكن اختزال درجات الحرارة التي تتطلبها مختلف مراحل النمو الطبيعي لطماطم الباكورات المنتجة في ظروف تسخين بالمياه الحارة في الجدول التالي:
درجات الإنبات: الدنيا 10 مأوية. القصوى: 40 مأوية. المحبذة: 20 إلى 25 مأوية.
درجات النمو:
درجة حرارة التربة: الدنيا: 12 مأوية. القصوى: 27 مأوية. المحبذة: 18 إلى 20 مأوية.
درجة حرارة المحيط داخل البيت: الدنيا: 15 مأوية (عند 8 مأوية يتوقف النبات عن النمو) . القصوى: 18- 20 مأوية ليلا و 32 إلى 35 نهارا. المحبذة: 13 إلى 18 مأوية ليلا و 18 إلى 24 مأوية نهارا.
درجات التلقيح وتكوين الثمار:
الدرجات الليلية: الدنيا: 10 مأوية. القصوى: 18 مأوية.
خلال النهار: الدنيا: 15 مأوية. القصوى: 32 مأوية. المحبذة: 16 إلى 25.
التهوية:
التهوية ضرورية بداية من 27 درجة مأوية. الكثير من الحرارة يؤدي إلى تلين الثمار والتأثير السلبي على جودتها وحجمها. تدني درجات الحرارة في النهار يمكن أن يؤدي إلى تلون غير طبيعي للثمار. تدني درجات الحرارة في الليل يؤدي في الغالب إرباك عملية التلقيح ونقص في تكوين الثمار. الفارق الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار يؤدي إلى تشقق الثمار بشكل دائري.

الري:
المطلوب الربط بين كميات المياه المقدمة ونسبة تقدم نمو النباتات وكمية نور الشمس المسلطة على البيت الحامي. الكثير من المياه والتغيير الفجائي لمقدار الكميات المقدمة يؤدي في الغالب إلى تشقق الثمار على مستوى الساق إلى مقدمة الثمرة ( تشقق عمودي). الكميات التي يمكن تقديمها نظريا إلى بيت محمي بمساحة 500 م2 لطماطم معدة لإنتاج الباكورات ومزروعة بعد خيار أو بطيخ آخر فصلي ( بمعنى أن التربة كانت مستغلة ولم تتعرض إلى حالة جفاف مفرط)، يمكن تلخيصها في الجدول التالي:
المدة
كمية المياه ( لتر ) التي يمكن تقديمها يوميا للبيت الواحد
موعد الزراعة 1 – ديسمبر
موعد الزراعة 1 جانفي.
1-12 حتى
 15-12
325
-
16-12 حتى
 31-12
250
-
01-01 حتى
 15-01
425
325
16-01- حتى
 31-01
650
425
01-02 حتى
 15-02
800
650
16-02 حتى
 28-02
1250
925
01-03 حتى
 15-03
1325
1050
16-03 حتى
 31-03
1525
1525
01-04 حتى
 15-04
1700
1700
16-04 حتى
 30-04
1860
1860
01-05 حتى
 15-05
2100
2100
16-05 حتى
 31-05
2000
2000
الكميات المذكورة يمكن أن تزيد أو تنقص بنسبة 15 إلى 20 بالمائة، بالزيادة في الأيام المشمسة والعكس في الأيام التي نسجل فيها غياب أشعة الشمس.
نسبة الرطوبة بالهواء:
نسبة رطوبة بين 50 إلى 65 بالمائة كافية جدا.
 تدني نسبة الرطوبة تحت هذا المستوى أو الإفراط فيها ( أكثر من 85 بالمائة) يمكن أن يؤدي إلى إرباك عملية التلقيح.
العمليات الزراعية الخاصة بالطماطم تحت البيوت المحمية:
تحضير الأرض والتسميد:
في الغالب يمكن إهمال عملية تحضير الأرض للزراعة الثانية خصوصا إذا كانت زراعة الطماطم بعد خيار آخر فصلي تم الانتهاء من جني محصوله في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر، غير أن عملية تحضير الأرض ضرورية حتى بعد زراعة الخيار إذا كان قد تم جنيه في طور مبكر قبل 01 ديسمبر بكثير.
في صورة تحضير الأرض تستغل الفرصة لنثر السماد العضوي الجيد والسماد الفسفوري والقليل ( القليل) من البوطاس.
السماد الآزوطي والبوطاس يقع تقديمهما على مراحل ويستحسن أن يكون التقديم عبر الري (قطرة/ قطرة) وذلك حسب احتياجات النبتة، كما يستحسن تقديم الفسفور في شكل حامض فسفوري. بما معناه أنه عند تحضير الأرض لا يجب الإفراط في تقديم الأسمدة الكيماوية والاكتفاء بالسماد العضوي الجيد ( الجيد) والقليل من الأسمدة الكيماوية، على أن نحترم برنامج التسميد الكيماوي خلال فترة النمو والعمل على تقديم كافة الأسمدة الممعدنة على فترات وبالكميات المنصوح بها تدريجيا دون إفراط ولا تفريط.
لتحسين جودة المنتوج يجب ( لا أحب كلمة يجب) ... يستحسن، العمل على إتباع برنامج دقيق للري والتسميد وتدعيم التسميد البوطاسي عند بداية الإثمار للحصول على ثمار جيدة وتلافي العديد من المشاكل المتعلقة بالجودة.
طماطم الباكورات ومنذ يومها العشرين بعد الزراعة إلى غاية أسبوع قبل نهاية الموسم تفضل يوميا الحصول على 150 جرام أمونيتر، 450 جرام نيترات بوطاس، 60                                                س س حامض فسفوري ( أو ما يعادله "ولا أنصح بهذه الطريقة" من السيبار 45 بالمائة يردم عند تحضير الأرض وهي كمية تقدر ب15 كلغ). بقية المعادن النادرة (Oligoéléments) يقع تقديمها عبر رش الأوراق بمعدل مرة في الأسبوع.
الروزنامة الزراعية:
في زراعة الباكورات تبدأ في الغالب عملية الجني 90 إلى 95 يوم بعد الزراعة المباشرة خصوصا إذا ما توفرت الظروف الملائمة للنمو(يقصد بالزراعة المباشرة زراعة البذور مباشرة بالبيت الحامي دون المرور بالمنبت أي زراعة بذور وليست شتلات طماطم).
تدخل نبتة الطماطم في فترة الإزهار في الفترة بين 35 و 40 يوما بين فترة الإزهار وبداية الجني نحتسب 55 إلى 60 يوما، في الظروف العادية يمكن الحصول على 3 كؤوس زهرية في الشهر في حالة بيوت لا تتلقى تسخين إضافي (باردة ) يمكن الحصول على كأسين فقط.
الزراعة:
الزراعة المباشرة ينصح بها في صورة زراعة الطماطم في بداية ديسمبر، في الزراعة بعد هذا التاريخ ( في جانفي) ينصح بزراعة شتلات طماطم منتجة بالضيعة. لإنتاج شتلات جيدة بمنبت بالضيعة ينصح بزراعة البذور تحت أنفاق بمعدل 100 إلى 120 بذرة في المتر مربع، يقع تحويل الشتلات عند بلوغ مرحلة 4 إلى 5 أوراق.
متابعة النباتات وتربيتها:
تقع تربية نباتات الطماطم على ساق وحيدة و العمل على حذف النموات الجانبية تباعا وبصورة مبكرة لتحفيز الغصن الرئيسي على سرعة النمو.
بالنسبة للباكورات يقع العمل على الحفاظ على عدد محدود من الكؤوس الزهرية لا يتجاوز 8 بالنسبة لزراعة 1 ديسمبر و لا يتجاوز 6 بالنسبة إلى زراعة 1 جانفي. عند بلوغ عدد الكؤوس المنصوح به وقص البرعم الرئيسي يجب ترك عدد 2 أوراق بعد الكأس الزهرية الأخيرة.
حذف الأوراق يبذأ عند ظهور الثمار بالكأس الزهرية الثالثة.
نحافظ دائما على 12 إلى 14 ورقة بالنبتة. ينصح بأن تكون الأربعة أو 5 كؤوس الأخيرة مغطاة بالأوراق، بما معناه أن عملية حذف الأوراق تتوقف مباشرة بعد الكأس الأول أو الثاني في زراعة 1 جانفي ( 5 أو 6 كؤوس)، وبين الكأس الثاني أو الثالث في زراعة 1 ديسمبر (8 كؤوس).
المزيد عن درجات الحرارة:
يرجى العمل على عدم تجاوز درجات الحرارة في النهار 32 مأوية كحد أقصى لتفادي إرباك عملية الإثمار. عملية التهوية شديدة الأهمية في نهاية الشتاء لإنجاح عقد ثمار الكؤوس الأخيرة. وفي العموم ينصح بعدم ترك درجات الحرارة تتجاوز الــ27 مأوية. حتى في الشتاء لا يمكن إغفال التهوية لما لها من أهمية خصوصا في ما يتعلق بدرجة الرطوبة و ما لها من تأثير على ظهور الكثير من الأمراض.

بالإضافة إلى ضرورة حسن اختيار الأصناف التي تتميز بمقاومتها للأمراض خصوصا منها المتفشية بمنطقة الإنتاج ينصح باعتماد برامج مداواة دقيقة ومنظمة لمقامة العناكب، الميلديو ، العفن الرمادي، الألترناريوز وغيره والحرص على التهوية في إبانها والري المنظم والتسميد ضمن برنامج واضح لإكساب النبتة قدرة على المقاومة الطبيعية.

النحل أصدق أنباء من البشر ....



عندما تدخل طائفة من النحل في مكان جديد، أول ما تبادر به هو صناعة تلك الخلايا المتراصة لتكوين ما يسمى بقرص العسل. عند تأملنا في الخلايا المكونة لقرص العسل، أول ما يتبادر لأذهاننا هو مدى الطبيعة الهندسية التي تتميز بها النحلة ومدى قدرتها على رسم الأبعاد الهندسية وتشكيل الخلايا بتلك الدقة.
هل وجدت النحلة حلا للمسألة التالية؟:
السؤال:
-        ابن في مساحة من اختيارك أكبر عدد ممكن من الخلايا باستعمال أقل قدر ممكن من المادة.

من باب العلم بالشيء، في بداية إنشاءها تأخذ الخلايا شكلا دائريا ثم يتطور الشكل إلى سداسي تحت الضغط، راقبوا الخلايا الطبيعية في بداية إنشاءها.
بشأن الدقة وأبعاد الخلايا  REAUMUR عالم الطبيعة والفيزيائي الفرنسي طرح السؤال التالي على KÖING عالم الرياضيات وأستاذ الفلسفة وقانون الطبيعة :
-        بين جميع الخلايا السداسية ذات القاع الهرمي والمكونة من معينات مماثلة ومتساوية، حدد أيها يمكن بناءها باستعمال أقل قدر ممكن من المادة؟ انتهى السؤال..
KÖING بحسابات دقيقة ولا متناهية يصل إلى النتيجة التالية:
لا بد أن تكون الزاوية المنفرجة بالأبعاد التالية: 109 درجة و 26 دقيقة.، والزاوية الحادة بالأبعاد التالية: 70 درجة و 34 دقيقة.
انتهى جواب KÖING .
REAUMUR يعرف أن الأبعاد التي تعتمدها النحلة تختلف عن جواب KÖING ب 2 دقيقة لكل زاوية غير أنه أقنع نفسه بأن النحلة "على كل حال" وجدت حلا ولو تقريبيا للمسألة معتبرا أن 2 دقيقة فرقا غير ذي أهمية. وطوي الملف.
لعقود طويلة، تم اعتماد معادلة KÖING دون مراجعتها من طرف أي كان لأنه لا يمكن الشك في دقة معلم مثل KÖING.
وبينما كان العلماء يعتمدون ويحترمون ما جاء في معادلة زميلهم وأستاذهم KÖING بشكل بديهي واعتبار المعادلة من مسلمات ثمار بحوثه، واصلت النحلة أكبر مهندس معماري عرفته البشرية عملها باعتماد أبعاد زوايا كالتالي:
109 درجة و 28 دقيقة للزاوية المنفرجة و 70 درجة و 32 دقيقة للزاوية الحادة. ولم تعدل نظريتها على اكتشاف KÖING.
بعد زمن طويل جاء تفسير الاختلاف بين KÖING والنحلة. كان ذلك بعد تحطم سفينة ونجاة ربانها وطاقمه وبالبحث في أسباب الكارثة اتضح أن الجداول اللوقاريتمية التي استعملها الربان لتحديد خط الطول تحتوي على خطأ والنتيجة، تقدير خاطئ لمسار السفينة ينتهي بتحطمها.
الجداول اللوقاريتمية... هي نفسها التي استعملها KÖING لحل المسألة التي طرحها عليه REAUMUR ...
بعد تصحيح الخطأ اتضح أن جداول النحلة أدق وأدق .. لأن الزوايا النظرية الصحيحة هي تلك التي تعتمدها النحلة في بناء خلايا العسل.
النحلة إذن هي أول من وجد حلا للمشكلة ونحن صدقا ندين لها باعتذار ....
محسن لافي

السبت، 23 نوفمبر 2013

احتياجات شجرة الزيتون (1)

الأرض:
يعتبر الشرق الأوسط أو أسيا الصغرى المهد الأصلي لزراعة شجرة الزيتون، ومن هذا المنطلق تتكيف أشجار الزيتون بشدة مع مناخ هذه المناطق الذي يتميز بصيف طويل حار وجاف وبطول فترات الجفاف. 98 بالمائة من غابات الزياتين توجد بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، لعل اسبانيا ب167 مليون شجرة تصنف الأولى عالميا على مستوى عدد الأشجار والإنتاج تليها إيطاليا ب125 مليون ثم اليونان ب 120 مليون فــ تركيا وتونس والبرتغال بــ83 و 60 و 50 مليون شجرة على التوالي.

 البلدان خارج حوض البحر الأبيض المتوسط بها 2 بالمائة فقط من مجموع زياتين العالم أي حوالي 35 مليون شجرة على مساحة تقدر ب250 ألف هكتار.
طالما هناك فارق في الجهد « Potentiel » بين الجذور والأرض هناك تنقل للماء باتجاه النبات لذلك تلعب الخاصيات الفيزيائية والكيماوية للأرض دورا تفاعليا هاما في تغذية النباتات بالماء. بالإضافة لهذا المعطى يدخل في المعادلة العديد من المعطيات من ذلك نوعية التربة، نفاذيتها، كميات الأمطار والتبخر ... وقدرة الجذور على الامتصاص ومساحة انتشارها وعمقها.
أكاد أقول أن شجرة الزيتون تتكيف مع أغلب أنواع التربة والمناخ غير أنها ولتكون منتجة تفضل الأراضي العميقة المهواة وذات النفاذية العالية. بالأراضي الطينية ضعيفة الارتشاح  أين تتجمع المياه لمدة طويلة وتتسبب في اختناق الجذور لا تجد شجرة الزيتون مكانا لها وغالبا ما ينتهي بها الأمر إلى الفناء ( جذور أشجار الزيتون لا يمكنها أن تعيش لأكثر من أسبوع في ظروف انعدام الهواء). طبيعيا لا نجد أشجار الزيتون في السهول المنخفضة التي تتميز بتجمع مياه السيلان والصعود الفجائي للمائدة السطحية.
بالمناطق الجافة وشبه الجافة تتميز الأراضي بطبقة سطحية فقيرة من حيث المواد العضوية والنيتروجينية والفسفاطية فضلا عن خصائصها الفيزيائية غير الملائمة خصوصا منها الأراضي الطمية والطينية والتي بها قدر من الجبس، هذه الخاصية تعد عائقا حقيقيا أمام قدرة التربة على تخزين كميات من الماء تفي باحتياجات النباتات خصوصا في فترات الجفاف.
تحدد الخصائص الفيزيائية والكيماوية للطبقة السطحية للأرض قدرة التربة على امتصاص مياه السيلان وتخزينها. تدهور إمكانيات الطبقة السطحية للتربة ينتج عنه في الغالب محدودية في رشح المياه بالطبقة السفلية وذلك من جراء نقاط الأمطار التي تكون في شكل عواصف ومرور المعدات الفلاحية التي تكسب الطبقة العلوية صلابة كبيرة. هذه الظاهرة تحد بشدة من استمرار الجذور في التوسع وتعيق النمو الطبيعي للنباتات.
بالمقابل كميات كافية من الأمطار وعمق تربة بين 80 إلى 100 صم يمثل محيطا جيدا خصوصا إذا كانت الخصائص الكيماوية والفيزيائية للتربة ملائمة والتبادل الإيوني « pH » لمختلف العناصر المغذية وتهوية التربة طبيعية.


بالمناطق الجافة وشبه الجافة ولكي تكون زراعة الزياتين مجدية يتطلب الأمر أرضا عميقة بطبقة سطحية جيدة النفاذية ومعدل طين لا يتجاوز 40 بالمائة. بالضيعات السقوية أين يمكننا التحكم في احتياجات النبتة تبقى الخصائص الكيماوية والفيزيائية العامل المحدد لتوسع غراسات الزياتين.
(بن روينة و التريقي 2002) درسوا ردة فعل الزيتون من صنف شملالي صفاقس بمنطقة الشعال التونسية وأثبتوا أنه وتحت ظروف مناخية متشابهة ومتساوية وقطع زياتين تتلقى نفس تقنيات الصيانة لا تنتج نفس الإنتاج و لا حتى بشكل متقارب ويرجع ذلك أساسا إلى نوعية التربة رملية عميقة أم طينية طمية جبسية حيث سجلت معدلات إنتاج كالتالي: بالأراضي الرملية كان معدل إنتاج الشجرة 69.7 كلغ، في حين لم يتجاوز 13.2 بالأراضي الجبسية ويمتد هذا المعدل بين موسمي 1939-1940 إلى 2000-2001.




الأحد، 17 نوفمبر 2013

زبيرة تكوين أشجار الزياتين

في الواقع تعتبر زبيرة التكوين الخاصة بالزياتين السبيل إلى الحصول على شجرة زيتون في الشكل المتعارف عليه وهو في الغالب شكل دائري إلى بيضاوي، وتختلف الطرق باختلاف الأهداف من الغراسة فأشجار الزياتين التي تزرع بغاية مصدات رياح أو للزينة بالحدائق لا تتلقى نفس تقنية التشذيب الخاصة بالزياتين المزروعة بغرض الإنتاج، والزياتين المروية تختلف عن البعلية وهناك العديد من نقاط الاختلاف حتى على مستوى الأصناف لكي لا نقول على مستوى كل شجرة.
تعتبر الزبيرة أو التشذيب عملية جراحية على كائن حي ننقل من خلالها صورة الشجرة من الوضع "أ" إلى الوضع "ب" دون استعمال الممحاة بمعنى أن الأغصان التي يقع استئصالها لا يمكن إرجاعها وبالتالي تعتمد العملية على المعرفة والتجربة وخصوصا سرعة القرار.


تمتد فترة زبيرة التكوين من اليوم الأول لغراسة الشجرة إلى غاية دخولها في طور الإنتاج، وهي الفترة التي يمكن خلالها للمزارع أو المختص تكوين الشجرة في شكلها النهائي.
الشكل المتعارف عليه لشجرة الزيتون هو كتلة قائمة على جذع وحيد يبلغ طوله حوالي متر واحد تتفرع منه ثلاثة إلى أربعة فروع حاملة للأغصان الحاملة للبراعم، ويمكن تلخيص زبيرة التكوين في العمل على الحصول على هذا الشكل خلال السنوات الأولى لحياة شجرة الزيتون.
من بين طرق إكثار الزيتون الإكثار بالقرمة أو الكوبة وهي طريقة تقليدية تعتمد على إكثار الزياتين بقطع خشبية تزن بين 2 إلى 5 كلغ وربما أكثر وذلك بتشتيلها لمدة موسم كامل في المشتل وعند ظهور نمواتها واكتسابها الصلابة تنقل إلى المكان الدائم، هذه الطريقة لا تزال مستعملة في العديد من البلدان خصوصا في الضيعات البعلية على الرغم مما يعاب عليها كطريقة من أنها تنقل الكثير من الأمراض أهمها مرض الذبول والأمراض الفيروسية. تحمل القرمة أو الكوبة في الغالب عديد النموات وباعتبار أن زبيرة التكوين تبدأ منذ اليوم الأول من الغراسة لذا يقع استئصال النموات الغير مرغوب فيها عند غراسة الكوبة في مكانها الدائم والمحافظة على غصن واحد أو إثنين يقدر أنهما الأصلح ليكون أحدهما جذع زيتونة المستقبل.
في السنة الثانية يقع اختيار أحد الجذعين وحذف النموات السفلية على طول 30 إلى 40 صم لتكوين الجذع.
في السنة الثالثة يكون الجذع في الغالب بطول 70 صم إلى 1 متر عندها يقطع من هذا المستوى لتشجيع النموات الجانبية على تكوين فروع شجرة الزيتون.
في السنة الرابعة تبدأ ملامح الشكل المطلوب في الظهور وعندها تحذف كل النموات الجانبية ونحافظ على الثلاثة أو الأربعة فروع العلوية والعمل على أن تكون متوازنة في الشكل وعدد النموات بحيث لو نظرنا إلى الشجرة من أعلى نجد أننا تحصلنا على شكل دائري.
في السنة الخامسة تدخل الشجرة نظريا في مرحلة بداية الإنتاج ولو بكميات قليلة جدا والمطلوب العمل على انطلاق زبيرة الإنتاج لتحضير الشجرة لحمل الثمار في السنة المقبلة.

بالنسبة للشتلات المتأتية من عقل خضرية عادة تكون على جذع وحيد منذ البداية، ننتظر عادة بلوغها العلو المطلوب وهو أكثر من 50 صم وقطع الجذع لتشجيع النموات الجانبية على النمو وتكوين هيكل الشجرة واتباع نفس التمشي أعلاه للحصول على شجرة بمواصفات زيتونة قادرة على حمل الثمار. 

الأحد، 10 نوفمبر 2013

زبيرة الزيتون.

زبيرة الإتناج للزياتين
تعتبر زبيرة الزيتون نقطة الانطلاق للمسار المؤدي إلى نقطة الجني، إذا تم إغفال هذه النقطة يجب انتظار بعض المفاجئات عند خط الوصول.
نموات هذا الموسم هي فقط من يحمل ثمار الموسم القادم.
بمعنى أدق : إذا كانت نموات هذا العام قليلة لا يمكن انتظار الكثير من الإنتاج في العام المقبل. بما معناه نموات كثيرة تساوي إنتاجا وافرا، والعكس صحيحا.

ولو أردنا تعريف زبيرة إنتاج الزياتين لقلنا ما يلي:
زبيرة الإنتاج لشجرة زيتون منتجة هي عملية تقنية نحفز من خلالها شجرة زيتون في طور الإنتاج على إنتاج المزيد من النموات لضمان إنتاجا وافرا خلال الموسم المقبل مع الحرص على  المحافظة على الهيكل العام للشجرة بما يضمن مرور الهواء وأشعة الشمس ولا يعيق الأشغال الزراعية دون إغفال الجانب الصحي للشجرة المتمثل في استئصال الفروع التي تحمل إصابات أو علامات على مرض ما.
مثال رقم 1:
نحن الآن في سنة 2013 ، أمام شجرة قوية في صحة جيدة بها الكثير من النموات.
نظريا هذه الشجرة ستكون حاملة لكثير من الثمار سنة 2014.
ما الداعي إذا لتشذيب هذه الشجرة؟
لو أعدنا قراءة التعريف أعلاه لوجدنا في جزءه الثاني ضرورة ضمان مرور الهواء وأشعة الشمس ( أشعة الشمس ضرورية لبلوغ حبات الزيتون مرحلة النضج). طريقة التدخل إذا ستقتصر على إزالة ما يقدّر على أنها نموات زائدة حتى ولو كنا متأكدين أنها لو بقيت ستحمل ثمارا لضمان مرور الهواء وأشعة الشمس.
في المحصلة: شجرة قوية = زبيرة خفيفة.
مثال رقم 2:
نحن الآن في سنة 2013 أمام شجرة ضعيفة بنموات قصيرة لا تتجاوز 15 صم، هذه الشجرة سوف لن تكون حاملة لكثير من الثمار خلال الموسم المقبل والمطلوب العمل على التدخل وتشذيبها بشدة. قص ما أمكن من الأغصان القديمة وتحفيز الشجرة على تجديد نمواتها مع الحرص طبعا على مراعات ما ورد بالتعريف أعلاه خصوصا في ما يتعلق بالجانب الصحي في هذه الحالة. الإنتاج سوف لن يكون وافرا في سنة 2014 لا محالة ولكن بتدخلنا سنضمن إنتاجا وافرا سنة 2015.
في المحصلة: شجرة ضعيفة = زبيرة حادة.
هل يجب تشذيب أشجار الزيتون كل سنة أم كل سنتين؟
صدقا، لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال لأن إجابته نعم و لا.
شجرة الزيتون مميزة طبيعيا بخاصية المعاومة، وهي خاصية تمكن الشجرة من إنتاج النموات في السنة 1 وإنتاج الثمار على تلك النموات في السنة 2 وهكذا.
زبيرة الأشجار سنويا قد ( قد) تقلل من ظاهرة المعاومة وبذلك نحافظ على نسق إنتاج متوسط ومتوازن سنويا.
زبيرة الأشجار كل سنتين قد ( قد) تكرس ظاهرة المعاومة وبذلك يكون لدينا إنتاجا وافرا في موسم والقليل منه في الموسم الذي يليه.
في الحقيقة تدخل الكثير من العوامل في المعادلة، والزراعة اقتصاد، من هذه العوامل: الوقت، الكلفة، الضيعة مروية أم بعلية، تسميد الأشجار ( نعم / لا)، الأصناف ومدى تأثرها بظاهرة المعاومة.

شخصيا أفضل المرور سنويا على الأقل لضمان الجانب الصحي للشجرة ومراقبة هيكلها والتخلص من الأغصان الجافة والتأكد من مرور الهواء خلالها ووصول أشعة الشمس لمختلف أجزائها.

في التدوينة المقبلة سوف نحاول تلخيص زبيرة التكوين للزياتين. 
///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////


لطفا، أترك تعليقا، لا تقرأ وتمر... تعليقك يهمنا.

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

حاجز أخضر عظيم لصدّ التصحُّر في الساحل والصحراء

منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO"  والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تساند مبادرة الاتحاد الإفريقي للمضي في مشروع:

 »حاجز أخضر عظيم لصدّ التصحُّر في الساحل والصحراء  «

يضم "الحاجز الأخضر العظيم" في إفريقيا فسيفساء من التدخّلات المتوائمة مع البيئة المحليّة والمصمَّمة للإيفاء بالاحتياجات الاجتماعية.

تموز 2013، روما ...........



 
منذ عام 2010 تمضي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" بالتعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي "EU"، والهيئة الدولية لاتفاقية الأمم المتحدة المعنية بمكافحة التصحر "UNCDD" بدعم مفوضيّة الاتحاد الإفريقي "AUC" والبلدان المشاركة في تطوير مبادرة الحاجز الأخضر العظيم في إقليم الساحل والصحراء على امتداد البلدان الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى.

ويُعدّ هذا النموذج من المبادرات حاسماً لإقليم الساحل والصحراء، حيث تواجه حياة وموارد معيشة الملايين من سكان الريف تحديات خطيرة بسبب تدهور الأراضي المتفاقم وزحف الصحراء عليها.

ولعكس هذه الاتّجاهات، كان رؤساء الدول والحكومات الإفريقية قد أقرّوا مبادرة إفريقية دعت إلى إقامة جدار أخضر عظيم عبر إقليم الساحل والصحراء، احتشد وراءها أكثر من عشرين بلداً إفريقيا إلى جانب المنظمات الدولية، ومعاهد البحوث، وهيئات المجتمع المدني، والمنظمات الشعبيّة.

وانطلاقاً من فكرة أوليّة لنصب خطّ من الأشجار بدءاً من شرق الصحراء الإفريقية إلى غربها، تطورت الرؤية الإفريقية والدولية لتشكِّل نهجاً علمياً أكثر تكاملاً، تجلّى على هيئة إنشاء فسيفساء من التدخّلات النوعية المتوائمة مع النُظم البيئية المحليّة والمصمَّمة للإيفاء بالاحتياجات المباشرة للمجتمعات المحلية والتجمّعات السكانية القريبة منها.

تصدياً للتدهور الاجتماعي والاقتصادي والبيئي

في عام 2007 بادرت حكومات إفريقيا بإقرار مبادرة الجدار الأخضر العظيم في إقليم الساحل والصحراء بهدف معالجة الأضرار البيئية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على تدهور الأراضي والتصحر، على امتداد بلدان إقليم الساحل والصحراء الإفريقي.

واليوم تدعم هذه المبادرة المجتمعات المحليّة في الإدارة المستدامة والاستخدام السليم للغابات والمراعي وغيرها من الموارد الطبيعية لا سيما في مناطق الأراضي القاحلة، وفي العمل على التخفيف من آثار تغيُّر المناخ والتكيُّف له، وأيضاً للنهوض بالأمن الغذائي وسبل معيشة السكان في بلدان الساحل والصحراء.

وفي البداية ساعدت الأشجار في حماية القرى من هبوب الرياح، بينما أتاحت أوراقها والنمو التحتي الأخضر حولها علفاً لرعي الحيوان.

غير أن جدار الأشجار سرعان ما بدأ يتلاشى تحت وطأة المجاعة الإفريقية الكبرى خلال الفترة 1984 - 1985. ويؤكد الخبير سيدي ساني، من هيئة النيجر للبيئة ومكافحة التصحر، أن "التحطيب المفرط والرعي الجائر سرعان ما أتيا على بقايا جدار إفريقيا الأخضر العظيم" في صورته الأوّلية.

تعاون إفريقي دولي

وفي الوقت الراهن تطبَّق خطط لمواصلة ما تبلوّر مع الوقت كمشروع "الحاجز الأخضر العظيم لإفريقيا"، عبر كل من بوركينا فاسو، وتشاد، وجيبوتي، وإريتريا، وإثيوبيا، وغامبيا، ومالي، والنيجر، ونيجيريا، والسنغال. وثمة مخططات لشمول كل من الجزائر وموريتانيا ومصر والسودان بالمبادرة الجارية.

وبالوسع مشاهدة النتائج الميدانية للمبادرة بوضوح، ففي السنغال، أمكن غرس 11 مليون شجرة ساهمت في ترميم 27000 هكتار من أشد الأراضي تدهوراً، بينما ساعدت الحدائق المتعددة الأهداف - من بساتين للفاكهة والخُضر وأراضي الرعي في قِطع مُدمجة - النساء على زيادة مستويات دخلهن وإنتاج غذاء لأسرهن في آن معاً.

وفي كل من مالي، وموريتانيا، وبوركينا فاسو، والنيجر نجحت جهود تثبيت الكثبان الرملية على نحو لافت للأنظار؛ وتعمل هذه البلدان سوياً الآن مع هيئة الحدائق النباتية الملكية البريطانية في "كيو" لإنتاج الأشجار الأكثر ملاءمةً والشجيرات والأعشاب المناسبة لإدارة أشد المناطق ضعفاً في المناطق الزراعية المُنتجة.

شوط طويل ينبغي قطعه

لكن رؤية الحاجز الأخضر العظيم عبر إقليم الساحل والصحراء في إفريقيا لكي تصبح واقعاً مُعاشاً، لا بد أولاً من تجاوز تحديات ضخمة على مستويات الالتزام السياسي، والتمويل، وتطوير القدرات، بالإضافة إلى عقد صفقات شراء مُرضية مع السكان المحليين .

وعلى نحو ما أكده الخبير سيدي ساني، من هيئة النيجر للبيئة ومكافحة التصحر، فإن النجاح عندئذ يصبح مسألة وقت... "ففي النيجر أصبح بالوسع اليوم مشاهدة الغابات التي تلاشت تماماً عن الأنظار تعود إلى الحياة من جديد أمامنا جميعاً".