الأربعاء، 31 يوليو 2013

مساهمة الزراعة في اقتصاديات إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.



لا
تتجاوز مساهمة القطاع الزراعي في مجموع الناتج المحلي الإجمالي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا نسبة 12.6 في المائة. (2005 ) ويختلف هذا المعدل باختلاف البلدان في الإقليم. فمعدل مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي للجزائر والأردن ولبنان هو أقل من 10 في المائة بينما هو 21 في المائة في الجمهورية العربية السورية و 34 في المائة في السودان. وعموماً فإن ما يعيق تنمية القطاع الزراعي في الإقليم هو قلة الأراضي القابلة للزراعة المتاحة وشح المياه الحاد. فزراعة المحاصيل تتم في معظمها في الأراضي الجافة التي تعتمد اعتماداً مباشراً على هطول الأمطار في مناطق تتكرر فيها كثيراً حالات الجفاف. ويشهد الإقليم تراجعاً في نسبة الصادرات الزراعية إلى إجمالي الصادرات ولم تتجاوز هذه النسبة 7 في المائة عام 2005. وتشمل المعيقات الرئيسية القائمة في وجه التجارة الزراعية في الإقليم عدم القدرة على تحقيق المعايير الدولية الخاصة بجودة وسلامة الأغذية وقصور نظم التسويق التي لا تيسر انتقال السلع الزراعية إلى الأسواق الخارجية. وفضلاً عن هذا وعلى الرغم من التحسينات الكبيرة المحققة فإن الهياكل الحمائية للتجارة الزراعية ما زالت فاعلة نسبياً في كل بلدان الإقليم تقريباً مما يحد من حوافز القطاع الزراعي على تعزيز تنافسيته وبناء ميزته النسبية ويفضي إلى تخصيص الموارد الزراعية مثل الأراضي والعمالة والمياه تخصيصاً يقوم على التحيز ويتسم بانعدام الكفاءة. ولا يتناسب انخفاض حصة الزراعة في مجموع الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض معدل الصادرات الزراعية إلى مجموع الصادرات مع ارتفاع نسبة السكان النشطين اقتصادياً العاملين في الزراعة في الإقليم.

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

خزن البطاطا

يلجئ البعض من مزارعي البطاطا إلى طرق خزن تقليدية لمادة البطاطا الفصلية خصوصا عند تدني أسعارها  أمام وفرة العرض. طرق الخزن التقليدية للبطاطا لها في الحقيقة بعض المساوي متمثلة خصوصا في:
-         عدم استقرار درجة الحرارة.
-         ربما انخفاض نسبة الرطوبة
-         في أغلب الحالات يسجل المزارع  نقص في ميزان البطاطا قد يصل إلى نسبة 10 بالمائة.
قبل الخوض في طرق الخزن يستحسن التذكير بمختلف التحولات الفيزيولوجية التي تتعرض لها درنات البطاطا المعدة للاستهلاك أو للبذور أثناء عملية الخزن بحيث يمكن تلخيصها في أربعة حالات وهي :
التنفس – الرشح – الإنبات – الإصابات بالتعفنات الجافة والطرية.
1.    التنفس أو ما يعبر عنه بالفرنسية بـــ  Respiration :
درنات البطاطا تتنفس إذا هي في حاجة لمادة الأكسيجين وبالتالي إلى التهوية ومرور الهواء النقي.
درنات البطاطا تتنفس إذا هناك إفراز لمادة ثاني أكسيد الكربون الذي يجب التخلص منه.
درنات البطاطا تتنفس إذا هناك إفراز لكميات من الماء في شكل بخار.
درنات البطاطا تتنفس إذا هناك استعمال للطاقة.
2.    الرشح : Transpiration
ينجر عن عملية الرشح تبخر نسبة كبيرة من الماء وهي المكون الرئيس للدرنات. ومن أسباب ارتفاع عملية الرشح تدني نسبة الرطوبة في محل الخزن إلى ما دون 80 بالمائة وهي نسبة تشجع على خروج الماء من الدرنات إلى المحيط.
أهم مسببات الرشح يمكن تلخيصها في:
جني البطاطا قبل النضج النهائي وقبل تماسك القشرة.
كثرة الجروح والكدمات بدرنات البطاطا ( التعامل بخشونة مع الدرنات خلال الجني والتعبئة و النقل و الخزن).
للتذكير يعد الرشح أهم العناصر المسببة للنقص في وزن البطاطا في نهاية فترة الخزن.
3.    الإنبات:
ينجر عن عملية الإنبات ظهور براعم على الدرنات وبالتالي ارتفاع كبير في نسق التنفس والرشح معا.
4.    المشاكل الصحية:
أثناء الخزن وفي صورة إهمال مختلف التوصيات الخاصة بحفظ صحة المنتج وعدم فرز الدرنات المريضة والتي تحمل جروحا وكدمات وتعفنات جافة أو رطبة يمكن أن تظهر بعض الأمراض مثل:
Fusariose – Mildiou – Phoma foveata وغيرها....
في المحصلة:
يمكن تلخيص التحولات الفيزيولوجية خلال فترة الخزن في ما يلي:
1.    نقص في وزن المخزون وهذا النقص في الحقيقة مرتبط أساسا في طريقة الخزن ( خزن بالتبريد – خزن تقليدي محسن – خزن تقليدي).
2.    تدهور القيمة الغذائية أو المطبخية لدرنات البطاطا Sucrage وربما القيمة التصنيعية ( تلون عند التحويل).
3.    تدني القدرة الإنتاجية للبذور.
التوصيات:
-         يعد قرار الإذن ببداية الجني من أهم القرارات التي يتم إقرارها منذ بداية زراعة البطاطا إلى تخزينها، والمطلوب،
-          الحرص على جني البطاطا في إبانها أي عند التأكد من عملية النضج التام ويظهر ذلك من خلال قشرة الدرنة التي يجب أن تكون متماسكة ( التأخير في جني البطاطا الفصلية وتركها صيفا تحت الأرض يؤدي إلى تسوس الدرنات).
-         قبل بداية عملية الجني الحرص على جمع كل الدرنات التي تظهر كلها أو جزءا منها لأشعة الشمس والتي غالبا ما تكون ملونة بالأخضر في الطرف المقابل لأشعة الشمس، والحرص على عزلها عن الدرنات التي يتم جنيها من مكانها الطبيعي تحت الأرض.
-         الحرص على استعمال محاريث تنزل بعمق إلى ما تحت مستوى الدرنات لتفادي كثرة الدرنات المجروحة.
-         الحرص على فرز الدرنات التي بها تشوهات أو جروح أو أعطاب أو كدمات أو تبقع أو تعفنات مهما كانت جافة أو رطبة.
-         تفادي العمل في الجو الحار والحرص على جني المحصول صباحا وعدم تعريضه لمدة طويلة لأشعة الشمس مباشرة.
-         التعامل بسلاسة ولطف مع الدرنات أثناء الجمع والتعبئة والنقل والخزن وتلافي خزن الدرنات غير الطبيعية.
-         باختصار، الحرص على خزن منتوج سليم خال من السوسة والآفات الفطرية والبكتيرية والجروح.
هناك الكثير من المواد الحيوية التي تم إقرارها لمعاملة درنات البطاطا قبل حفظها وذلك للتقليل من عملية الإنبات نذكر من بينها:

l’hydrazyde maléique ،CIPC كما أن هناك مواد ذات أصل طبيعي تعمل على تثبيط   النمو وإيقاف الإنبات كــ: زيت النعناع الأخضر والإيتيلين

 (l’éthylène et l’huile de menthe verte.)

وفي رأينا يبقى حسن التصرف في الرطوبة ودرجات الحرارة داخل المخزن أهم بكثير من اللجوء إلى معاملة الدرنات بالمواد الكيماوية.

الحرص على التخلص من ثاني أكسيد الكربون في المخزن.

الحرص على توفير مصدر هواء نظيف ( أكسيجين)

الحرص على أن تكون درجة الرطوبة بالمخزن أكثر أو تساوي درجة الرطوبة بالدرنة لتفادي تنقل الماء من الدرنة إلى خارجها (أكثر من 80 بالمائة).

الحرص على أن تكون درجات حرارة حفظ الدرنات كالتالي:

من 3 إلى 5 مأوية بالنسبة للبطاطا المعدة للبذور.


من 8 إلى 10 مأوية بالنسبة للبطاطا المعدة للإستهلاك.

الاثنين، 29 يوليو 2013

الأرض...

المصدر الرئيسي للتربة هو تطور وتحلل وتحول الصخور تحت تأثير الماء والهواء والكائنات الحية.
بمرور الزمن تكبر طبقة التربة وتتشكل مكوناتها من معادن و مواد عضوية وتكتسب خصوصيات فيزيائية كاللون ونسبة المكونات وظهور طبقات مميزة وغير ذلك.
تتغير خصوصيات التربة حسب الصخرة الأم، التضاريس، المناخ، الغطاء النباتي وعمر التربة.
يعد عمق التربة بسيط مقارنة بحجم الأرض ككوكب فهو لا يتعدى بعض السنتيمترات إلى بعض الأمتار وتعتبر طبقة التربة الغشاء الحي لكوكب الأرض.
تتشكل التربة ببطء شديد على عكس خصائصها التي تتطور بسرعة. فنحن نتحدث عن مئات وآلاف وربما ملايين السنين لنشهد ميلاد تربة في حين تتطور خصائص التربة بشكل آني وبسرعة بل يمكن تدخل البشر في المعادلة فضلا عن حركة الأحياء الدقيقة والمقصود هنا الخصائص الفيزيائية والنفاذية والنشاط البيولوجي ونسبة بعض المواد المغذية بالتربة.
كل المؤشرات توحي بأن التربة وجدت قبل وجود الإنسان فقد قامت واندثرت حضارات بالاعتماد على معطى التربة التي شهدت تغييرات عديدة منذ بداية الخلق.
بالنسبة لنا كبشر نتعامل مع الأرض بشكل يومي وآني وفي كل لحضه فهي تحت أقدامنا وتحت منازلنا وتحملنا. حتى ونحن بالبحر فهي تحتنا، نحن نشاهد الأرض في كل الاتجاهات ونشاهد الحقول التي تحمل المناظر الطبيعية والغذاء البشري وباختصار الأرض " مستقر لنا".
الأرض تطعم العالم، والأرض تحوي كل مقومات الحياة من نيتروجين، فوسفور، كالسيوم، بوطاسيوم، حديد وغير ذلك من المعادن.... الأرض تحوي الماء والهواء، الأرض تلعب دور خزانة الأطعمة الكبيرة. ونحن كبشر ندين للأرض لأننا نأكل من نباتاتها وحيواناتها.
الأرض مكون رئيسي للدورة المائية القارية. بعد نزول الأمطار تمنع الأراضي ذات النفاذية العالية مياه السيلان من الرجوع إلى البحر وتساهم في تغذية الموائد المائية السطحية منها والعميقة وتساهم في التحكم في النظام المائي وتغذية الموائد المائية والبحيرات. الأرض تساهم في تصفية وتنظيف المياه من الشوائب والمواد الملوثة. الأرض تتحكم بشدة في مكونات الغلاف الجوي وتمتص أو تبعث بالغازات إلى غلافها (الغازات الدفيئة).
تمثل الأرض خزان كبير لمادة الكربون، خزن الكربون بالأرض خصوصا في شكل مواد عضوية يزيد في خصوبة التربة وينقص من نسبة ثاني أكسيد الكربون بالهواء. الأرض أحد أكبر وأهم المتداخلين في تحديد العوامل المناخية.
الأرض ميدان للحياة ومسار إلزامي لعديد الحيوانات والنباتات والكثير من الدورات البيولوجية تمر عبر الأرض وهذه الدورات البيولوجية نفسها ضرورة لاستمرار التطور الفيزيائي والكيماوي للتربة. الكثير من المضادات الحيوية تصنع من فطريات التربة. والتربة خزان وراثي فلو لا التربة لما أمكن المحافظة على خاصيات ملايين الأصناف عبر القرون خصوصا النباتية وفي المحصلة كل نشاط بيولوجي يساهم في بناء التربة وخصوبتها... إذا الحياة تصنع التربة... والتربة تصنع الحياة.
الأرض توفر لنا العديد من المواد كمواد البناء والخامات الصناعية والتقليدية والثقافية وغير ذلك فضلا عن احتوائها العديد من المعادن كالذهب والألمنيوم والنحاس و الحديد وغيره والأرض توفر في الغالب كل ما هو طبيعي بما في ذلك الألوان التي نستعملها لدهن أبواب منازلنا.
الأرض كتاب تاريخ حقيقي بل يمكن أن تكون أصدق كتاب تاريخ وجد أو سيوجد يوما فمن خلال ما يوجد فيها من أثر وآثار يمكن قراءة التاريخ حتى البعيد سواء تعلق التاريخ بأحداث البشر طرفا فيها أو أحداث طبيعية كالعوامل المناخية والزلازل وغير ذلك.
الأرض رمز ديني وتاريخي وثقافي وليس أشد من الرابط بين الإنسان وأرضه والأرض عرض والأرض وطن والوطن كرامة.

" لا تتحدث عن (الأصل) مع رجل أدار ظهره للمكان الذي ولد فيه وسار به حافيا"

الجمعة، 26 يوليو 2013

البياض الدقيقي بمزارع العنب

البياض الدقيقي أو مرض الأويديوم يعتبر من أمراض القارة الأمريكية ظهر في أوروبا سنة 1947 وتحديدا في باريس ثم سنة 1854 تضررت كافة مزارع العنب الفرنسية بفطر الاويديوم وتدنت المحاصيل بشكل لافت وظهرت مباشرة وفي سنة 1855 المواد الكبريتية لمقاومة مرض البياض الدقيقي.
يصيب مرض الاويديوم كافة أجزاء المجموع الخضري للعنب وتتمثل علاماته على الأوراق في ظهور بقع لماعة على الجهة العليا للأوراق أما الجهة السفلى فتكون خيوط بيضاء تتحول تدريجيا إلى اللون الرمادي وتغطي كافة الوجه الأسفل للورقة مما يسبب التواءها إلى الأعلى.
في خصوص الإصابات على الأغصان يمكن أن تظهر عليها بقع بيضاء تتحول شيئا فشيئا إلى اللون الرمادي ويمكن لمرض   البياض الدقيقي أن يصيب العناقيد ويتسبب في الغالب في سقوط الأزهار.
أما الثمار المصابة فتغطى بغشاء أبيض يتحول في ما بعد إلى اللون الرمادي ، تجف الثمار إذا كانت في مرحلة بداية النمو وتتشقق إذا كانت في مرحلة النضج.
 الدورة الحياتية للفطر: يقضي فطر الأويديوم الشتاء في أكياس يكونها أو في البراعم وحتى على سطح الأغصان ويبدأ نشاطه بظهور أول الأوراق وغالبا ما تساعد الرياح على انتشار المرض وتوسع دائرته كما تساعد الرطوبة المرتفعة ودرجات الحرارة العالية 25 إلى 28 مأوية على تطور الفطر وتكاثره.
طرق المكافحة:
الطرق الزراعية ..... تقليم جيد يسمح بدخول الهواء لمختلف أجزاء الشجرة،. جمع وحرق البقايا الزراعية للموسم المنقضي والعمل على نظافة الضيعة واتباع الطرق السليمة من حيث التعامل مع المعدات أثناء الزبيرة ومختلف العمليات الزراعية كلها عمليات زراعية  تقلل من درجة الإصابة من مختلف الأمراض بما فيها الأويديوم أو البياض الدقيقي.
الطرق الكيماوية:
·       المبيدات اللاصقة: « Contact » خصوصا مادة ( البخارة souffre كبريت) وهي مادة موجودة تحت ثلاثة أشكال: مادة مسحوقة، مادة مهيأة، مادة تحل في الماء. يمكن تقديم مسحوق البخارة على ثلاثة مراحل :
المرحلة الأولى مرحلة ورقتين إلى 3 أوراق.
المرحلة الثانية مرحلة الإزهار
المرحلة الثالثة مرحلة عقد الثمار
ويمكن في صورة الإصابة الشديدة أو التعامل مع أصناف عنب شديدة الحساسية للأويديوم الترفيع في عدد التدخلات من 3 إلى 4 أو حتى 5 إذا لزم الأمر.
هناك بخارة تحل في الماء وهي في الواقع أقل فاعلية فير أنها مفيدة خصوصا عند مزجها مع مضادات أخرى لمداواة أمراض متقاطعة كالميلديو والأويديوم مثلا.
·       المبيدات الجهازية: Systemiques : تتنقل هذه المبيدات داخل أنسجة النبتة ولا تتأثر بمفعول الأمطار وتستعمل للعلاج مرة كل 14 يوما عند ظهور الظروف الملائمة للمرض ولكن تعميم استعمالها وكثرته يؤدي في الغالب إلى ظهور أصناف فطرية مقاومة لذا ننوه بضرورة العمل على التقليل من استعمال نفس المواد بصفة مستمرة واتباع طرق التداول والحرص على تغيير المواد الفعالة باستمرار والعمل على استعمال المواد المرخص فيها والمصادق عليها دون غيرها.

مواضيع ذات صلة:
رزنامة حراثة مزارع العنب، الزبيرة الخضراءبمزارع العنب، تسميد كروم العنب، التعريش العالي بمزارع العنب، تقليم العنب "الطريقة الخاصة بالتعريش العالي"، طريقة التقليم المناسبة للتعريش البسيط، تقليم العنب: المنطق لا الدراية، تقليم العنب للأمر علاقة بالحمير، إختيار طعومالعنب وحاملاتها، تحضير مشاتل العنب قبل زراعتها، الأصول المناسبة لتطعيم العنب، أصناف العنب حسب الأغراض من الإنتاج، ما قبل غراسة العنب، احتياجات شجرة العنب ، البياض الدقيقي بمزارع العنب

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

الميلديو بمزارع العنب.

تكاد الإصابة بهذا المرض تهم كافة أصناف العنب ويرتبط انتشار مرض البياض الزغبي خاصة بالعوامل المناخية حيث ينتشر في مزارع العنب التي تتوفر بها ظروف تداول بين الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة ويقدر في الغالب أن ترتفع درجات الإصابة بهذا الفطر خلال الفترة بين شهري جوان ونوفمبر خصوصا بالمناطق الساحلية ولا تستثنى المزارع المروية بالمناطق الداخلية.
تتحدث بعض المصادر الزراعية بالوطن العربي على أن الخسارة الاقتصادية الناتجة عن الإصابة بفطر البياض الزغبي مهما بلغت لا تتجاوز 10 إلى 12 بالمائة غير أن الإصابات خاصة عند التقصير في عمليات التدخل قد تتجاوز هذا المعدل بكثير خصوصا إذا تعدت مرحلة إصابة الأوراق وانتقلت إلى الثمار والأغصان بحيث تؤثر على جودة المنتج وعندها لا يمكن الحديث عن نسبة إصابة لأن جودة الإنتاج تعتبر مقياسا غير قابل للمساومة وغالبا ما يكون الإنتاج بدون قيمة مهما بلغ كمه في تدني معطى الجودة، فضلا عن أن تطور الإصابة قد يحد من نمو الشجرة ويؤثر سلبا على إنتاجها من حيث الكم ويشجع بعض الأمراض الأخرى أكثر خطورة على الظهور.

أعراض الإصابة بفطر البياض الزغبي:
الأوراق:
 تظهر على الأوراق بقع زيتية صفراء باهتة على وجه الورقة العلوي وقد تظهر على كافة السطح العلوي للورقة في حالة الإصابة الشديدة مما يؤدي في الغالب إلى موت بعض الأنسجة خصوصا بين العروق الرئيسية للورقة أما في خصوص الوجه السفلي للورقة نلاحظ تواجد نموات زغبية بيضاء وهي عبارة عن الحوامل الجرثومية للفطر. في صورة تطور الإصابة يتحول لون البقع على سطح الورقة العلوي من اللون الأصفر إلى البني فاتح أو غامق حسب درجة الإصابة ويتحول الزغب الأبيض بالسطح السفلي إلى زغب رمادي وعند هذه المرحلة قد تسقط الورقة التي غالبا ما تصاب على مستوى العنق أو نقطة إلتحامها مع الغصن. ننوه أن هذا المرض قد لا يظهر على بعض أصناف العنب في مراحله الأولى خصوصا على مستوى السطح السفلي للورقة حيث يمكن الخلط بين لون البقع المصابة ووبر الورقة الذي يعد خصوصية لبعض الأصناف.
النموات الجانبية للأغصان:
في الغالب لا تنتقل الإصابة إلى النموات الجانبية إلا في حالات تطور الإصابة بمرض الميلديو وقد تؤدي إلى تشوه النموات أو الأغصان الطرية وتوقفها عن النمو أو نموها في شكل حرف S إلى الأعلى وربما سقوطها.
العناقيد:
لا تكون عناقيد العنب بمنأى عن الإصابة خصوصا عند توفر الظروف المناخية وانعدام التهوية بالشجرة نتيجة أخطاء في الزبيرة وتظهر علامات الإصابة خصوصا عند فترة الإزهار حيث تغطى العناقيد بغبار رمادي يعبر عنه ب  « Rot-gris » أو في فترة نمو الثمار وربما في بداية مرحلة النضج حيث تظهر على الثمار بقعا داكنة وبدايات تعفن أو ارتخى لأنسجة الثمرة « Rot-brun ».
 الدورة الحياتية لفطر الملديو:
يقضي فطر الميلديو فصل الشتاء في مخلفات أوراق السنة الماضية وفي بداية فصل الربيع يبدأ نشاط الفطر وينتشر المرض في ظروف طبيعية تتمثل في 10 درجات مأوية ونسبة رطوبة كافية نقدر أن نزول الأمطار بكمية 10 مم خلال 24 ساعة معطيات كافية لإحداث نسبة الرطوبة المطلوبة.
طرق المقاومة:
.        بما أن فطر الميلديو فصل الشتاء في بقايا الأوراق الجافة والتي عادة ما تكون في الأرض تحت الشجرة لذا ينصح بقص كل الأغصان التي تنموا على الجذع وتلامس التربة وذلك للحد من تنقل الفطر من التراب إلى المجموع الخضري للشجرة.
.        تتم المعالجة الكيماوية باستعمال:
 المبيدات الوقائية اللاصقة
 « Fongicides Préventifs De Couverture »
المبيدات الجهازية أو القابلة للإمتصاص
 « Fongicides Pénétrants ou Systémiques »
وهي مبيدات لها دور وقائي وعلاجي وتمكن خصوصا من حماية الأغصان الجديدة.