الأحد، 1 مارس 2015

المنتجات المعدلة وراثيا


يمكن تعريف الكائنات المعدلة وراثيا على أنها كائنات حيوانية، نباتية أو بكتيرية تم تعديل المادة الوراثية لديها (مجموعة الجينات) وذلك باستعمال تقنية جديدة اسمها " الهندسة الوراثية" بغرض إكسابها صفة أو خاصية جديدة.


منذ تفطن الإنسان إلى أنه باستطاعته إنتاج النباتات وتربية الحيوانات والاستفادة منها بدأ في تطوير طرق تعامله مع هذه الكائنات باعتماد طريقة اختيار الأفضل من حيث الإنتاجية وتحمل الظروف المحيطة وتجلى ذلك في اعتماد طرق تفعيل تلقيح لالات حيوانية لإنتاج سلالات جديدة لم تكن موجودة بالطبيعة أو أفضل من الموجودة بها أو اعتماد عملية التطعيم لدى النباتات وكل ذلك ساهم في تحسينات سواء على مستوى الإنتاج كما و أو نوعا أو القدرة على تحمل الظروف البيئية المحيطة../

يرى مشجعي ظاهرة الكائنات المعدلة وراثيا أنها تطور طبيعي لتقنيات استعملها الإنسان منذ القدم غير أنها تستعمل تقنية متطورة جدا وأمام الرغبة في تطوير الإنتاجية وما يفرضه أقطاب الإنتاج الغذائي على السوق وبعد مناطق الانتاج عن مناطق الاستهلاك ....تم السماح بإنتاج هذه المواد المعدلة والسماح باستهلاكها .

 في حين يرى معارضي المشروع أن الكائنات المعدلة وراثيا لا تعتبر تطورا لطريقة عمل بل تعد تغيير جوهري أو تعديل في صلب الكائن الحي موضوع التطوير فتلقيح السلالات المختلفة وتطعيم النباتات يعد اقتراح على (الطبيعة يقول فريق العلماء المعارض) ويمكن للطبيعة أن ترفضه في حين التعديل الجيني هو نوع من الخلق الجديد لا كلمة للطبيعة فيه بما معنى أن النتيجة "منتج اصطناعي" غير طبيعي.

أمثلة :
القمح: تحسين الخصائص المطلوبة لصناعة الخبز.
البطاطس: زيادة محتوى المواد النشوية بما يسمح باستغلال صناعيا أفضل (خاصية امتصاص زيت أقل عند القلي)..

في الواقع تهدف تقنية التعديل الوراثي إلى توفير مواد استهلاكية بمواصفات ونكهة معينة لمستهلكين بعيدين عن مناطق الإنتاج. فالطماطم والبطيخ والموز والمواد سريعة التعفن مباشرة عند النضج يمكن إكسابها طعما ألذ والكثير من الفيتامينات عند الجني المبكر، والأهم هو أن نكسب هذه المواد خاصية عدم التلين السريع عند النضج بحيث يمكن لهذه المواد أن تحفظ لمدة أطول وبالتالي يمكن نقلها من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك البعيدة دون الخوف من تلفها وتعفنها.

ما يمكن القلق بشأنه هو مقاييس الجودة التكنولوجية التي ساهمت في تكوين بعض الكربوهيدرات أو السكريات والبروتينات أو الدهون و هل هذه المواد بالفعل طبيعية أم يمكن الحديث عن مواد صناعية أو مصنعة وما مدى الثقة بهذه التكنولوجيا الصناعية. سلطات الإشراف تهتم في الواقع بالجودة الصحية للمنتج و غياب المواد السامة ومدى مطابقة المكتوب على الملصقات وحقيقة المنتج. ويهتم الموزع بمظهر المنتج وقدراته على الحفظ ومواجهة التلين وخاصة سرعة الترويج في حين يهتم المستهلك بالجانب الحسي أو المظهري للسلعة وقد نجد من يهتم بالمصدر والشعار وبعض الكلمات ك "منج محلي" وغيره...

............في الواقع، فإن الجوانب المختلفة التي يشملها مفهوم الجودة يمكن تعديلها من قبل التكنولوجيا الحيوية ونقل الجينات، مثل التغيرات في محتوى مختلف الأحماض الدهنية في البذور الزيتية، وتحسين قدرة المنتوجات للخضوع لبعض عملية التحويل بعد الحصاد، وزيادة محتوى الفيتامينات، الخ

ويرى البعض أن التكنولوجيا الحيوية تمكن من تحسين الجودة، وخاصة في جانب من جوانب تكوين المنتج، بينما على العكس من ذلك فإن معارضي الهندسة الوراثية ينظرون للمسألة من زاوية مختلفة، ويعتقدون أنه لا يمكن الحديث عن تحسين الجودة بل على العكس يمكن الحديث عن تدني جودة المنتج باعتبار ما حصل من تلاعب صناعي بكائنات حية....

محسن لافي 1 مارس 2015
.

الأحد، 7 ديسمبر 2014

تقليم الخوخ

تهدف عملية تقليم الخوخ إلى الحصول على شجرة ذات هيكل قوي ومتوازن بما يضمن التهوية اللازمة ومرور أشعة الشمس بسهولة بين مختلف أجزاء الشجرة ويسمح لمختلف الأغصان بتقاسم المواد المغذية بصفة معتدلة وبحمل الثمار بسهولة وبطريقة متكافئة بين مختلف أغصانها. بالنسبة للخوخ يمكن الحديث عن نوعين من التقليم وهما تقليم التكوين وتقليم الإثمار أو الإنتاج وتعتمد نظرية التقليم على أهداف تخول للمزارع الحصول على هيكل شجرة يمكن تصنيفه ضمن الثلاثة أنواع من الهياكل التالية:

-        الهيكل الكأس : Goblet












-        الهيكل الجريدة : Palmette














-        الهيكل اللولب : Fuseau













أكثر هذه الهياكل استعمالا وشيوعا ومعرفة لدى مزارعي الخوخ هو الهيكل الكأس أو طريقة الكأس، وهي طريقة تهدف بالأساس إلى تكوين هيكل قوي، متوازن، دائري يتكون من 3 إلى 4 فروع وسوف نتطرق خلال هذه التدوينة لدراسة هذه الطريقة وهي طريقة الكأس.
1.   تقليم التكوين: بمعنى التقليم الذي من خلاله نحصل على الهيكل المطلوب للشجرة، وفي حالتنا هذه سنتكلم عن طريقة الكأس ... يبدأ تقليم التكوين منذ اليوم الأول لغراسة شجرة الخوخ، نعني ب" شجرة الخوخ" شجرة مطعمة وبطعم ظاهر بحيث يمكننا تمييزه بسهولة عن الأصل، وهي شجرة تحصلنا عليها من منبت مصادق عليه من وزارة الفلاحة ونقلناها إلى الضيعة في ظروف فنية ملائمة.
غالبا ما تكون  شجيرات الخوخ المتأتية من المنتبت بطول 70 إلى 90 صم تحمل أصلا بجذور عارية و طعم مثبت على الأصل بطول 40 صم تقريبا، وفي الغالب ما عدى الطعم أو الطعوم لا تكون هناك فروع ثانوية (نموات غير مطعمة ) إلا في ما ندر.

. يوم الغراسة ( ديسمبر – جانفي).. هو نقطة انطلاق تقليم التكوين وهو في الواقع فرصة نتفقد من خلالها مختلف أجزاء النبات قبل غراسته بصفة مباشرة بداية بالجذور فنزيل المكسور منها والغير ملائم وبذلك نحفز الشجرة على تكوين مزيد من الجذور الجانبية وبالتالي الحصول على مجموع جذري يسمح للشجرة بالحصول على أكثر كمية ممكنة من المياه والمواد الغذائية ومزيد التشبث بالتربة وبالتالي مقاومة الرياح وحتى الانجراف بمياه السيلان. ثم نتفقد الطعم والاطمئنان على أنه بالفعل طعم مركب على أصل وكلاهما بسمك يسمح باعتبارهما شجرة خوخ قابلة لنقلها من المنتبت إلى المكان الدائم وأن هذا الطعم ينمو بشكل طبيعي ولا تشوبه شائبة ولا يعاني من مرض ما وليس معه فروع منافسة والعمل على حذفها إن وجدت. الشتلة في الغالب بطول يقدر بـــ 60 إلى 80 صم، ينصح بقصها على هذا المستوى وهي عملية تدخل في إطار تقليم التكوين وتعد من الأساسيات لتحفيز الشجرة لظهور أغصان جانبية.

. التقليم الخضري ( جوان – جويلية ).. بعد 5 إلى 6 أشهر أي خلال شهر جوان أو جويلية المواليين للغراسة يتم اختيار 3 إلى 4 أغصان فرعية يقدر أنها ستكون الأغصان الرئيسية لشجرة المستقبل لا يقع المساس بها ويتم تحبيس (قص) ما تبقى من الأغصان على مستوى 25 صم من نقطة التحامها وذلك تحضيرا للتخلص منها في التقليم الشتوي المقبل بعد 5 إل 6 أشهر (ديسمبر – جانفي ).
هذا بالنسبة للسنة الأولى.




السنة الثانية:
.                                                التقليم الشتوي ( ديسمبر – جانفي):

نحن أمام شجيرة عمرها سنة واحدة دون اعتبار العمر بالمنبت، طبيعيا لهذه الشجرة ما يكفي من الجذور ليمكنها من حسن التشبث بالتربة و مقاومة الرياح وامتصاص المياه والمواد المعدنية ولديها من المجموع الخصري ما يسمح بإجراء عملية التحليل الضوئي غير أنها لا تزال في مرحلة التكوين ووضعها يتطلب تدخل المزارع لضمان الحصول على شجرة مربحة اقتصاديا. هذه الشجرة بها أغصان وقع تحبيسها في الربيع الماضي، هذه الأغصان يجب حذفها تماما من نقاط التحامها مع الجذع الرئيسي ولا نحتفظ سوى بالأغصان الكاملة التي قدرنا أنها ستكون فروع شجرة المستقبل وهي بعدد 3 إلى أربعة أغصان.





.                                              التقليم الخضري ( جوان – جويلية ):


نحن أمام شجيرة طبيعيا بعلو أكثر من متر مكونة من جذع واضح  و3 أو أربعة فروع، بدأت تأخذ شكلها الدائري (كأس) وتتميز فروعها الثلاثة أو الأربعة بكثرة النموات الجانبية. المطلوب في هذه المرحلة العمل على تحديد ما يسمى بالجبادات Tires sève ويعد "جباد" كل غصن باتجاه جانبي يفضل أن يكون على بعد 60 صم من الجذع ونحافظ على جباد على الأقل بكل فرع ونحاول تحبيس ما تبقى من نموات على بعد 30 إلى 40 صم.
انتهت السنة الثانية.



السنة الثالثة:
.                                                                         




 التقليم الشتوي
يقع مباشرة حذف ما وقع تحبيسه من نموات خلال شهر جويلية أو جوان الماضي وذلك بقصها على برعمين وهي في الواقع عملية تسهم في مضاعفة النموات وليس في التخلص منها، مع الحرص على المحافظة على الجبادات وتنظيفها من النموات الجانبية من نقاط التحامها مع الفرع بطول 30 إلى 40 صم.
.                                           




   التقليم الخضري ( جوان – جويلية ):
نحن قريبا من نهاية السنة الثالثة وبذلك نحن على أبواب دخول شجرة الخوخ في طور الإنتاج، في هذه المرحلة المطلوب اختيار غصن ثان " جباد" إضافي على مستوى كل فرع وذلك على بعد 50 صم من أقرب جباد بنفس الفرع وباتجاه معاكس ويتم تحبيس كل الأغصان الأخرى التي يفوق طولها 25 صم بحيث يجب الحصول على فروع رئيسية في شكل أهرام.








2.   تقليم الإثمار:






قبل الحديث عن تقليم الإثمار لا بد من الحديث عن طريقة إثمار الخوخ، بخلاف أشجار اللوز حيث يمكن أن تظهر البراعم الزهرية في أي جزء من أغصان الشجرة فبراعم الخوخ الزهرية تظهر فقط بأغصان السنة الماضية أي بالزيادات الحديثة (عمرها أقل من سنة). ظهور الثمار فقط بالنموات الحديثة وفي صورة عدم تدخلنا، يجعل الثمار تتمركز في أطراف الشجرة أي بنهايات الأغصان بعيدا عن محورها وغالبا ما تتسبب طريقة إثمار الخوخ في تكسر أغصان الشجرة. لذا ينصح في مجال تقليم الخوخ بالعمل على تشجيع النموات المتجهة إلى وسط الشجرة والعمل على الحد من تلك المتجهة بعيدا عن محورها.
تختلف زبيرة إثمار الخوخ عن زبيرة الأشجار الأخرى مثل اللوز والمشمش والعوينة وحب الملوك. لأن ثمار الخوخ تظهر خصوصا على الأغصان التي يكون عمرها أقل من سنة، مع ملاحظة أن الأغصان التي أثمرت مرة لا تثمر مرة أخرى وبالتالي يجب إزالتها أو التقليل منها على الأقل وتجديدها. لذا يجب تقليم أشجار الخوخ سنويا علما وأن صنف الخوخ يتحمل التقليم الحاد.
ولتفادي تعرية الشجرة ولاجتناب إثمار بعيد عن محورها ننصح بما يلي:
. مع المحافظة على الشكل الهرمي للأفرع الرئيسية، العمل على قص النموات الجانبية الرديئة وسيئة التموقع على مستوى برعمين قويين لإنتاج أغصان تعويضية تحمل ثمار في الموسم المقبل قريبة لمحور الشجرة أو محمور الفرع.
. قص الأغصان الزائدة والتي عمرها عام على مستوى برعمين سليمين قويين (لتفادي الإنتاج الكثيف والرديء) وتحفيز الشجرة على تكوين نموات تعويضية.
. تنظيف  أطراف الجبابيد "Tires seves" وإزالة الثمار في إطار عملية التخفيف وذلك على طول 30 إلى 40 صم ( هذه الطريقة تمكن من تفادي الإثمار في الجباد وبالتالي تفادي تكسره وتسهيل مهمته في القيام بدور المضخة و جذب المياه والمواد المغذية وتعديل توزيعها بين أجزاء فرع شجرة الخوخ في شكله الهرمي).
تخفيف النموات المثمرة إذا كان عددها كبيرا وكثيفة وقريبة من بعضها البعض وذلك لتفادي إضعاف الشجرة أو الحصول على ثمار صغيرة لا تستجيب لمقاييس الجودة.
تقليم الأشجار القوية بشكل معتدل.
تقليم الأشجار الضعيفة بشكل حاد.

تغطية أماكن القص الكبيرة بمادة الفلانكوت لحمايتها وبالتالي حماية الأغصان من الجفاف والتعفن.
الحرص على نقل الأغصان التي وقع قصها خارج الضيعة.
إزالة النموات السفلية المجانبة للجذع "  Gourmands" التأخير في إزالة هذه النموات عواقبه غير محمودة ويربك النمو الطبيعي للشجرة لذا ننصح بمراقبة مستديمة لهذه النموات وإزالتها تباعا.
أما في خصوص تخفيف الثمار ننبه أن الأصناف السقوية المتداولة كثيرة الإنتاج وأن التردد في تخفيف الثمار غالبا ما تنتج عنه صابة بمواصفات قليلة الجودة والمنصوح به العمل على تخفيف الثمار وذلك في مرحلة ما قبل تيبس النواة " حجم اللوزة" وننصح بترك ثمرة كل 6 صم.
ملاحظة: تكتسي عملية التقليم الخضري أو ما يسمى بالزبيرة الخضراء أهمية بالغة إذ من خلالها يعرف المزارع ماذا يفعل في فصل الزبيرة الشتوية ثم أن التقليم الخضري يساهم في توجيه المياه والمواد المغذية إلى الأغصان والأجزاء التي سوف تستغلها الشجرة في التكوين أو في الإنتاج فضلا عن أنها عملية تسهم بشكل فاعل في تسهيل دخول أشعة الشمس ووصول الضوء داخل الشجرة وبالتالي سهولة تلوين الثمار.
 محسن اللافي...


اقرأ أيضا في هذه المدونة:
1. غراسة الخوخ :https://agronomique.blogspot.com/2014/04/blog-post.html
2. فوائد الخوخ:https://agronomique.blogspot.com/2013/04/blog-post_16.html
  

الخميس، 4 ديسمبر 2014

اللوبيا الخضراء أو الفاصوليا الخضراء

تسمى أيضا الحبوب الفرنسية، والفاصوليا الطويلة، وتسمى الفاصوليا الهشة، والفاصوليا التي تصدر صريرا .. تلك هي الأسماء التي أطلقت على الفاصوليا التي يقع استهلاكها في شكل قرون خضراء قبل نضجها بشكل نهائي.
والفاصوليا نبات سنوي موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية ينتمي إلى عائلة الفاباسي "Fabacées" - العائلة البقولية - ثماره في شكل قرون تستهلك خضراء في مرحلة ما قبل النضج.

هي زراعة خاصة بالفصل الحار، لا تتطلب الكثير من حيث نوعية التربة وتنمو بصفة طبيعية في الأراضي الغرينية وحتى بالأراضي الغرينية الصلبة فقط تتطلب آس هيدروجيني بين 6 و 7.5 ولا تفضل المياه المالحة ولا المواد العضوية غير المحللة، تزرع في فصل الربيع عندما ترتفع درجة حرارة التربة، التربة الباردة تؤثر في نسبة النمو عند الزراعة. تتطلب زراعة الفاصوليا احترام عملية الري كما ونوعا وتوقيتا، تفضل الري بالرش في صورة الزراعة الموسمية والري قطرة / قطرة تحت البيوت الحامية ومن حيث الكم يجب توفير ما لا يقل عن 200 إلى 250 مم خلال الموسم الزراعي وهو موسم قصير.
لا تتحمل زراعة اللوبيا نقص المياه خصوصا خلال فترتي ما بعد الزراعة مباشرة لأن النقص يؤثر سلبا في عملية الإنبات وينتج عنه تخلف بعض الحبوب التي لا يمكن تعويضها. ومرحلة ما بين فترة الإزهار والجني وهي فترة تؤثر في نسبة تلقيح الزهور وبالتالي في جودة قرون الفاصوليا.


 بالنسبة لتحضير الأرض ينصح بحراثة عميقة متبوعة بعملية ترطيب ونثر 20 إلى 30 طن من الغبار الجيد .
تمد فترة الزراعة بداية من نصف شهر مارس إلى منتصف شهر ماي ويستحسن أن تكون على فترات لضمان تزويد السوق أطول مدة ممكنة وضمان متوسط مردودية اقتصادية.
بالنسبة للأسمدة الكيماوية ينصح ب 30 إلى 50 كلغ من مادة الأمونيتر و 50 إلى 60 كلغ من مادة الفسفاط و 100 إلى 150 كلغ من مادة البوطاس في الهكتار الواحد ويستحسن القيام بتحليل التربة لتحيين الأرقام المدرجة.

يقع جني القرون الخضراء الجاهزة للاستهلاك 60 يوما بعد الزراعة ويمكن للهكتار الواحد أن ينتج 9 إلى 14 طن من القرون.

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

الفول المصري أو الفول ذو الحبوب الصغيرة. (FEVEROLE)

الفول المصري أو الفول ذو الحبوب الصغيرة. (FEVEROLE)
هو زراعة ملائمة للفصل البارد، ويعد من أحسن الزراعات التي تسبق زراعة الحبوب لما تتركه بالتربة من مواد آزوطية فضلا عن أنها تعد من الزراعات النظيفة لما تتطلب من خدمات قصد التخلص من بذور النباتات الطفيلية قبل نضجها وسقوطها بالتربة. استهلاكها في شكل حبوب مجروشة يثمن الأعلاف وتعد العلائق الغنية بالفول من أحسن ما يقدم للحيوانات خصوصا في مجال التسمين.
من أهم الأصناف المتداولة في تونس نذكر: Aquaduce ، De Seville ، Histal  ، Précoce d’Aquitaine.
بالرغم من كثافة مجموعها الجذري لا تصنف زراعة الفول المصري من بين الزراعات المتعبة للتربة (Culture peu épuisante) تفضل زراعة الفول الأراضي الطينية الغرينية  ولا تتلائم مع الأراضي ذات الحموضة المرتفعة ( شوارد هيدروجين أو آس أقل من 5.5 pH )، تتحمل بشكل نسبي كثرة المياه أو تغدق التربة الوقتي ولا تتحمل الجفاف المتواصل وكثرة الحرارة خصوصا خلال فترة الإزهار حيث تتسبب الحرارة المرتفعة في إجهاض زهرات الفول وغالبا ما يتسبب ارتفاع الحرارة في الحصول على قرون فول بدون ثمار.
بالرغم من أن زراعة الفول المصري لا تتطلب الكثير من حيث خصوبة التربة إلا أننا ننصح بضرورة العمل على تحضير التربة بحراثة عميقة إلى متوسطة  بما يسمح بردم حبات الفول جيدا لتفادي التجمد الذي يحول دون نموها وما يسمح بتكوين مجموع جذري قادر على تغذية النبتة و تمكين التربة بعمق من مادة النتروجين الطبيعي التي تثبتها نباتات الفول.
في خصوص ري الفول المصري، لا ننصح بالري قبل فترة الإزهار لما للعملية من تأثير سلبي على عقد الأزهار حيث تشجع عملية الري على النموات الخضرية وتحد من الزهور أو تساهم في إجهاضها. لذلك ننصح ببداية عملية الري في نهاية فترة الإزهار ومواصلتها حتى عشرين يوما بعد نهاية هذه الفترة.
لا تستدعي زراعة الفول باعتباره من عائلة القرنيات تسميد نتروجيني لما تتميز به هذه العائلة النباتية من خاصية تثبيت النينروجين الطبيعي  غير أنه من الضروري الحرص على توفير الأسمدة الفسفاطية والبوطاسية حسب خصوبة التربة وكميات الإنتاج المطلوبة أو المنتظرة والعمل على توفير ما لا يقل عن 15 طن من الغبار واحترام عمليات التخلص من الأعشاب الطفيلية مبكرا قبل تفرع نباتات الفول (قبل مرحلة 2 إلى 3 ورقات).
بالنسبة للأمراض والآفات التي تستهدف الفول المصري نذكر المن الأسود، البوتريتيس، الصدأ والأنتراكنوز وكلها تستدعي المقاومة لما لها من تأثير سلبي على حسن نمو الفول وعلى النتائج النهائية من حيث تقلص الإنتاج.
في خصوص عمليات الجني ينصح بالقيام بالعملية في مرحلة رطوبة بحبات الفول تقدر بـــ20 % وهي مرحلة مرور حبات الفول من اللون الأصفر المخضر إلى الأصفر البني و ننبه إلى أن لون قرون الفول التي تميل إلى السواد ليست مؤشر نضج فهي في الغالب تنبئ بوصول حبات الفول إلى مرحلة 40 % رطوبة لا غير وهي مرحلة ما قبل النضج.
في حالة الخزن المطول يرجى مراجعة المصالح الزراعية للحصول على معلومات حول المواد المضادة للتسوس.
 

السبت، 29 نوفمبر 2014

التين الشوكي


التين الشوكي Opuntia ficus-indica حسب اللهجات المحلية يسمى " الهندي" و"الهندية " و"كرموس النصارى" في شمال افريقيا ويسمى برشومي في بلاد الخليج العربي.  هو نوع من الصبار من أصل مكسيكي ( يمكن رؤيته بوضوح على العلم أو الراية المكسيكية). ينمو التين الشوكي بكثافة ودون عوائق طبيعية بمختلف دول حوض المتوسط يرجح  البعض نقل الصبار من المكسيك إلى حوض المتوسط إلى تنقلات الرحالة كريستوف كولومب، وإذا علمنا أن تكاثر الصبار يمكن أن يكون بالبذرة كما بالسوق عرفنا سر انتشاره بكثافة في مختلف مناطق حوض المتوسط، فالطيور تستهلك الثمار وتتكفل بنقل البذور في كل الاتجاهات.



يتميز نبات الصبار في فصل الربيع بزهوره الصفراء كبيرة الحجم التي تظهر على مستوى سيقان النبات لتتحول إلى ثمار تنضج خلال الثلاثة أشهر الموالية.

ثمار التين الشوكي تختلف أوزانها من 40 إلى 150 غرام وقد يصل وزن الثمرة الواحدة 400 غرام حسب الصنف وطريقة العناية وهي مغطاة بأشواك صفراء صغيرة وهي ثمار غنية بالمواد المغذية وتمثل نسبة اللب بها من 34 إلى 42 بالمائة وتستخدم على نطاق واسع في الصناعات الغذائية كمصدر للفيتامين
C والألوان الطبيعية، تتواجد بثمرة التين الشوكي الكثير من البذور يمكن أن يصل عددها حسب الصنف إلى 300 بذرة في الثمرة الواحدة. بذور التين الشوكي تقلل من جودة الثمار الموجهة للاستهلاك، غير أن كثرة البذور محبذة بالثمار الموجهة لإنتاج الزيوت.

تحتوي بذور الهندي على 5 بالمائة من زيت الصبار وهو مادة تدرج ضمن قائمة مواد التجميل الأغلى في العالم نظرا لعلاقتها بمقاومة التجاعيد وتأخير الشيخوخة. وقد بدأت مشاريع الاستفادة تجاريا من زيوت الصبار تظهر في بعض الدول كتونس والمغرب وهي مشاريع ذات ربحية عالية ولا تتطلب الكثير من المهارة وتمر دورة تصنيع زيت الصبار بدورة شبيهة بدورة زيت الزيتون غير أنها تحت الضغط البارد "
Presse à froid" .
فزيت الصبار يعتبر من أفضل المواد المتاحة ومن أقواها ضد للتجاعيد  وهو مادة مضادة للشيخوخة بفضل المحتوى الفريد من فيتامين E (حوالي 1000 ملغ لكل رطل) وأوميغا 6 الاحماض الدهنية الأساسية (أو حمض اللينوليك).
وفي المطلق يمكن اختصار مكونات زيت التين الشوكي تقريبا في الجدول التالي:



Actifs
Teneur
Acides gras polyinsaturés
Acide linoléique (Oméga 6)
60%
Acide linolénique (Oméga 3)
0,3%
Acides gras monoinsaturés
Acide oléique (Oméga 9)
21%
Acides gras saturés
Acide palmitique
13%
Acide stéarique
3%
Stérols
β-sitostérol, campéstérol, stigmastérol, cholestérol
8,8g/kg
Tocophérols
Vitamine E
700mg/kg

الأحماض الدهنية (المكون الرئيس حسب الجدول أعلاه) هي مصدر هام للطاقة في الجسم، كما أنها تستخدم لتركيب وتخليق دهونا أخرى، بما فيها الدهون الفوسفاتية، والتي تشكل غشاء الخلايا. توفر الأحماض الدهنية يعطي أغشية الخلايا خصائص معينة (المرونة، اللزوجة ...). الأحماض الدهنية مهمة جدا في بناء الجلد ومنع شيخوخته، وتمكن  من  ترطيبه والحفاظ على مرونته وتنظيم قدرته على التغذية بالسوائل وهي خاصيات وقائية علاجية مطلوبة بشدة في مجال مقاومة شيخوخة الجلد.أما فيتامين E فهي مكون يلعب دورا جذريا في مقاومة الأكسدة.
الستيرول هي الدهون التي تسهم في تأخير الشيخوخة عن طريق تقليل الالتهاب وتعزيز المحافظة على رطوبة وليونة الجلد وتلعب دورا هيكليا في تكوين أغشية الخلايا...
800 إلى 1000 كلغ من ثمار الهندي تمكننا من استخلاص 01 واحد لتر من زيت الصبار.


                                                               محسن الـــــلافي




الثلاثاء، 3 يونيو 2014

غابات الزياتين بين التقليدي والتكثيف

تحتل زراعة الزياتين مكانة هامة بأغلب مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط وتلعب كزراعة أدوارا اقتصادية وبيئية واجتماعية هامة. غابات الزياتين بهذه المناطق تقدر بــ900 مليون شجرة وتغطي مساحة لا تقل عن مليونان و600 ألف هكتار ويمثل هذا الرقم 95 % من مجموع غابات الزياتين في العالم.
منذ الثمانينات وإلى يومنا هذا تطورت غابات الزياتين يوما بعد يوم ولعل تطورها يعزى إلى التقدم التكنولوجي خصوصا في مجالي الإكثار والتحويل وتتوجه الجهود منذ نهايات القرن الماضي إلى تكثيف غابات الزياتين وربما زراعتها بمواصفات محددة لتتماشى والتطور التكنولوجي الخاص بالجني.
منذ العشرية الأخيرة من القرن الماضي وبعد فتح العديد من الملفات البيئة خصوصا منها المتعلقة بالمبيدات واستعمالها في المجال الزراعي أصبح لدى المستهلك رغبة في اختيار المنتجات الأقل معاملة بالكيماويات ولم يكن زيت الزيتون بمنأى عن هذا الطرح بل ربما كان من المواد الأكثر حساسية لأنه من المنتجات النبيلة ويعتبر لدى البعض أقرب إلى الدواء منه إلى  الغذاء.
الدول المنتجة للزيتون والتي لها حصة تصدير من زيت الزيتون أصبحت مطالبة أكثر من أي وقت مضى للالتزام بالتشريعات التي صدرت في مجال إنتاج زيت الزيتون البيولوجي وهي مطالبة بتحقيق ثلاثة أهداف على الأقل :
-         حسن التحكم في كلفة الإنتاج لضمان الدخول في منافسة الأسعار العالمية وذلك بتحسين الإنتاجية بغابات الزياتين والعمل على تكثيف الغراسات والاستفادة من التكنولوجيات الجديدة ما أمكن.
-         العمل على تحسين نوعية الزيوت باحترام العديد من النقاط أهمها: طريقة الجني، فترة الجني، سرعة التحويل وغير ذلك.
-         حسن التعبئة والتعليب.
تجدر الملاحظة في هذا المجال أن توجه بعض الدول المنتجة للزيوت نحو تكثيف غابات الزياتين وإدراج ضيعات الزياتين ضمن الضيعات المروية هو سلاح ذو حدين. فهو معطى يساهم فعلا في الرفع من إنتاجية الهكتار الواحد لكنه لا يخلو من العديد من المخاطر كتفشي بعض الأمراض ربما أهمها تلك المتعلقة بالجذور ( تعفن الجذورverticilium ) فضلا عن عدم ضمان مستقبل واضح لهذه الغابات من حيث العمر التقريبي.
هذه الدول المنتجة وجدت نفسها في الحقيقة أمام ضرورة تحقيق هدفين متناقضين فهي من ناحية تريد تكثيف غابات الزياتين وتحقيق وفرة في الإنتاج، ومن ناحية أخرى تريد الحصول على زيوت ذات جودة.
في الواقع مع التكثيف لا يمكن ضمان الجودة ومع استغلال الغابات ضمن النمط التقليدي لا يمكن ضمان الكمية.
من بين الحلول توجه العديد من الدول المنتجة إلى زراعة الزياتين ضمن أنماط صديقة للبيئة وأقل كثافة بما يعني أقل إنتاجا وأكثر جودة وهو في الحقيقة حل يرضي المستهلك الذي يبحث عن النوعية ويضمن استدامة الزياتين وعدم اندثارها بسرعة. هذا الحل يمكن أن يساهم في تثمين غابات الزياتين بالضفة الجنوبية للمتوسط كغابات الزيتون التونسية التقليدية بحيث يمكن إدراجها ضمن النمط البيولوجي واستغلال المعطى المطروح لتثمين النوعية والاكتفاء بكميات إنتاج متواضعة.

                                                                                             محسن اللافي / تونس