الجمعة، 14 فبراير 2014

التسميد الأزوطي للزياتين

النيتروجين مادة لها تأثير حيني ومباشر على الشجرة، يسرع النمو ويكسب النبات المزيد من القدرة على تثبيت مادة الكلوروفيل وبالتالي القدرة على امتصاص مختلف المواد المتاحة كل هذه التفاعلات تؤدي في الغالب إلى زيادة في الإنتاج.
على أشجار الزياتين أكدت العديد من أعمال البحوث منذ سنوات أهمية مادة النيتروجين وتم تسجيل زيادات هامة في الإنتاج على أشجار تم تمكينها من هذه المادة مقارنة بغيرها من أشجار الزيتون انتفعت بنفس الخدمات وحرمت من مادة النيتروجين.

ملخص هذه البحوث أثبت أن زيادة في الإنتاج تقدر بـ10 إلى 30
% يمكن تسجيلها في صورة تمكين الشجرة من 01 إلى 1.7 وحدة من النيتروجين في السنة وهي كمية تعادل 3 إلى 5 كلغ من الأمونيتر 33.5 % مع ملاحظة أن هذه النتائج يمكن الحصول عليها بأشجار سليمة وتتلقى مختلف العمليات الزراعية المنصوح بها وليس مع أشجار مهملة ولا مريضة أو بتربتها الكثير من النجم أو الأعشاب الطفيلية.
تحتاج أشجار الزياتين إلى مادة النيتروجين خصوصا في مرحلة بداية النمو بعد فترة السبات الشتوي وفي مرحلة تكوين الثمار، وتمتد حسب الجهات من بداية شهر فيفري حتى انطلاق موجة الحرارة الصيفية.
يساهم النيتروجين في تطويل نموات شجرة الزيتون وبالتالي في مسافة أكثر للمناطق الحاملة للثمار مما يترجم بزيادة آلية في الإنتاج وتساهم عملية نثره بمزارع الزيتون مباشرة بعد فصل الشتاء في تعويض الكميات التي تسربت عميقا من جراء مياه الأمطار ولم تبقى في مستوى منطقة الجذور (جذور الزيتون تستغل المناطق السطحية للتربة ولا تنزل عميقا)، لذلك لا ينصح بتقديم مادة الأمونيتر مبكرا في فصل الشتاء بل انتظار ارتفاع درجات حرارة التربة. نثر الأمونيتر مبكرا يعرض الكمية المنثورة إلى التسرب إلى العمق مع مياه الأمطار فضلا عن أن أداء الجذور لا يرقى إلى المستوى المؤمل في تحويل هذه المادة في ظروف درجات حرارة منخفضة.
في المحصلة حاجة الزياتين من مادة الامونيتر تمتد من بداية الربيع إلى نهايته ويستحسن تقديم الكمية على مرتين.
لتسهيل تفاعل جذور الزياتين مع مادة الامونيتر وامتصاصه بسرعة ينصح بتقديمه عندما تتوفر نسبة من الرطوبة بالتربة.
كثرة الرطوبة بالتربة غالبا ما تساهم في تسرب الامونيتر عميقا بعيدا عن الجذور.
قلة الرطوبة بالتربة تنقص من امتصاص الجذور للمادة.
وهنا ننبه إلى مسألة الإفراط والتفريط، بحيث لا ينصح بتقديم الامونيتر في تربة جافة ( الحرص على أن لا يقل عمق الرطوبة على 35 صم) كما لا ينصح بتقديم الأمونيتر وري التربة مباشرة بدعوى توفير الرطوبة.
كثيرا ما حد الجفاف في المناطق الجافة المنتجة للزياتين كالجنوب التونسي من توفير الامونيتر لهذه الغابات البعلية، وينصح في هذا المجال بانتظار أمطار الربيع وتقديم مادة الأمونيتر في صورة توفر المعطى الفني المنصوح به وهو عمق رطوبة ب 35 صم على الأقل.
كما تحدثنا عن حاجة أشجار الزياتين إلى مادة الامونيتر خلال الفترة الربيعية ننوه إلى أن أشجار الزياتين تتميز أيضا بفترة نمو نشطة وإن كانت قصيرة وهي الفترة الخريفية التي يمكن تحديدها زمنيا منذ بداية الأمطار الخريفية الأولى " نهاية سبتمبر، بداية أكتوبر إلى النصف الأول من شهر نوفمبر" أي منذ بداية انخفاض درجات الحرارة ونزول الأمطار الخريفية إلى بداية الصقيع وتدني درجات حرارة التربة، هذه الفترة يمكن استغلالها وتمكين الزياتين من كمية من الأمونيتر ( خصوصا الأشجار الفتية أو بساتين الزياتين التي لا تحمل ثمارا "موسم معاومة").
بالنسبة للكميات يمكن اعتماد 3 كلغ أمونيتر 33 % للأشجار البالغة و 2 كلغ للأشجار الفتية في السنة مجزأة بين الفترة الربيعية والفترة الخريفية ومتى سمحت ظروف رطوبة التربة بذلك. غير أنه يمكن الترفيع في هذه القيم إلى 4 كلغ بالنسبة للزياتين البالغة ببساتين المناطق شبه الجافة والجافة والمزوعة بمسافات كبيرة بين الأسطر والأشجار.
في العموم يمكن اعتماد الجدول التالي في توزيع كميات الأمونيتر 33 % كلغ/شجرة.
المناطق
الفترة الربيعية
الفترة الخريفية

ز. منتجة
ز. فتية
ز. منتجة
ز. فتية
المناطق الرطبة ( الشمال)
2 كلغ
1.25 كلغ
1 كلغ
0.750 كلغ
المناطق الجافة وشبه الجافة
1 الى 1.5 كلغ
1 كلغ
2 الى 2.5 كلغ
1.5 كلغ
تستغل جذور أشجار الزيتون خصوصا المنتجة البالغة كامل المساحة بيت الأسطر وتتفرع الجذور وتتشابك في هذه المناطق. الجذور التي تمتص المواد بعيدة في الواقع عن جذع الشجرة، لذا ينصح باستثناء المنطقة القريبة من الجذع عند نثر مادة الامونيتر ونثره في شكل شريط بين الأسطر أو شريط دائري حول كل شجرة.

قبل النهاية أود الإشارة إلى أنه لا يمكن انتظار نتائج إيجابية بعد نثر الامونيتر على أشجار مريضة أو مهملة أو بها الكثير من النباتات الطفيلية.
                                                                         محسن لافي

الجمعة، 31 يناير 2014

زبيرة الزياتين

تمر شجرة الزيتون في حياتها بثلاثة مراحل :
1.    المرحلة (1) وهي مرحلة التكوين تبدأ مند اليوم الأول لوضع شتلة الزيتون بمكانها الدائم وتنتهي بدخول الزيتونة في مرحلة الإنتاج.
2.    المرحلة (2) وهي مرحلة الإنتاج خلالها سيبلغ حجم الشجرة المستوى الأقصى ويتوازن نسق إنتاجها ويبلغ أقصاه.
3.    المرحلة (3) وهي مرحلة الشيخوخة  حيث يبدأ مستوى إنتاج الشجرة بالتدني وتتوقف نمواتها أو تكاد عن النمو فيما تتصلب قشرة الجذع والأغصان.
تعتبر الزبيرة عملية تقنية الهدف منها خلق نوع من التوازن بين أجزاء الشجرة والحرص على تهيئة الفروع لحمل الثمار المنتظرة. في غياب عملية التشذيب هذه تتشابك نموات الزيتونة وتمنع أو لنقل تحد من تسرب أشعة الشمس بين مختلف أجزاء الشجرة وبالتالي نقص في الطاقة ينجر عنه نقصا في الإنتاج.
وينصح عادة بالزبيرة المتوازنة التي نحصل من خلالها على شجرة ذات أغصان شبه أفقية تضمن ثمارا على أطراف الزيتونة وبداخلها.
نحذر من الإفراط في إفراغ داخل الشجرة من محتواه لأن النتيجة في الغالب الكثير من السرطانات ( أبغال) غير منتجة تزاحم بقية أغصان الشجرة وتنموا بشكل عمودي وتربك عملية توزيع المواد بين مختلف أغصان الشجرة، مما يؤدي إلى إنتاج ضعيف وربما حبات زيتون بحجم كبير تسقط مبكرا.
من باب العلم بالشيء بعض البحوث أثبتت أن أوراق الزيتون المظللة لا يتعدى أداءها ثلث أداء تلك المواجهة مباشرة لأشعة الشمس ( طاقة = إنتاج).
مواعيد زبيرة الزيتون:
تبدأ زبيرة الزيتون تقليديا مباشرة بعد عملية الجني وفي العموم تكون هذه العملية بالمناطق المنتجة للزيتون بين شهري نوفمبر وأفريل فنيا ينصح بالقيام بالعمليتين ( الجني والزبيرة ) مبكرا لسببين:
الأول للحصول على نوعية زيوت جيدة والثاني لتخليص الشجرة من إنتاجها والنموات الزائدة مبكرا وبالتالي تحضيرها لموسم زراعي جديد في ظروف طيبة. وتجدر الإشارة إلى أن المزارع لا يمكنه عند القيام بعملية الزبيرة المتأخرة تخليص الشجرة من الأغصان الكبيرة في الحجم والعمر وتقتصر العملية على التخفيف من النموات غير المرغوبة وبالتالي تتجمع بالشجرة الكثير من الأغصان المسنة وهو في الواقع أقرب طريق لبلوغ الشجرة إلى سن الشيخوخة.
بعض البحوث أثبتت أن أحسن المواعيد لزبيرة الزيتون هي الفترة التي تدخل فيها الشجرة في المرحلة الدورية للسبات الشتوي وبالرغم من أن هذا المصطلح التقني لا يمكن تأكيده لدى أشجار الزيتون لأنها أشجار مستديمة الأوراق غير أن التفاعلات البيولوجية لديها تتدنى خلال شهري نوفمبر وديسمبر وهي المدة المحبذة لممارسة عملية الزبيرة.
الزبيرة المتأخرة ( مارس ... أفريل) غالبا ما تتزامن مع بداية ظهور نموات غضة ودخول الشجرة في مرحلة نمو جديدة بعد موسم إنتاج وهي فترة لا ينصح خلالها بقص الأغصان الكبيرة خشية التسبب في ظهور بعض الأمراض خصوصا الفقاعية منها فضلا عن تأثر الشجرة وتدني أدائها.
في خصوص الدورة الزمنية لعملية الزبيرة يمكن العمل على أن تكون كل سنين غير أن شكل الشجرة وحالتها الصحية قد تلزمنا بالمرور سنويا.


السبت، 11 يناير 2014

الماء وشجرة الزيتون.

يعد الماء من العوامل الرئيسية التي تحدد حياة النبات فهو غالبا ما يمثل المكون الرئيسي للأنسجة النباتية حيث تبلغ نسبته 50 إلى 90 % حسب الأصناف. ويتدخل الماء مباشرة في نشاط خلايا النبتة بالتوازي مع غاز ثاني أكسيد الكربون وفي حضور النور لتأمين عملية التخليق الضوئي Photosynthèse.
من هذا المنطلق تتأكد حاجة شجرة الزيتون للماء لتأمين نموها وبالتالي إثمارها كما يدخل الماء في تعديل مختلف التفاعلات البيولوجية خصوصا تلك المتعلقة بكمية الإنتاج ونوعيته. تحدث كثيرون عن معادلة إيجابية بين قدرة النبات على امتصاص الماء وكمية الإنتاج بمعنى أنه كلما زادت قدرة النبات على امتصاص الماء زادت قدرته على الإنتاج.
Braham,1977. Ben rouina, 1998. Trigui et al. 1993
في العموم تعتبر طريقة تفاعل شجرة الزيتون وتعاملها مع الماء في محيطها معقدة نسبيا، فهي من ناحية تتواجد بشكل طبيعي في مناطق ذات مناخات تفوق بها معدلات الأمطار السنوية 400 مليمتر وحتى 1000 مليمتر ومن ناحية أخرى تتواجد شجرة الزيتون بمناطق شبة جافة وجافة وحتى صحراوية أين معدل الأمطار يتدنى تحت 150 مليمتر.
هويرو (1959) يمضي تحت كلام يقول فيه شجرة الزيتون تستطيع أن تثبت جدواها الاقتصادية تحت ظروف مناخية بمعدل أمطار بين 120 – 150 مليمتر.
التريقي (1994) يثبت أن مجموعة من الزياتين في أرض رملية عميقة ومعدل أمطار 185 مليمتر ( الجنوب التونسي) بلغ معدل إنتاجها 69.7 كلغ للشجرة الواحدة وهو معدل 57 موسم زراعي.
بن روينة (2002) يقول " الزيتون بالمناطق الصحراوية التونسية يعتبر هبة الجسور ومنشآت حفظ المياه والتربة".
Vernet et Al. (1964) احتياجات شجرة الزيتون من الماء يمكن مقارنتها بكمية المياه المتبخرة (ETP).
بضيعات زيتون مروية في إيطاليا يثبت Cirantos lopez –Villelta (1997) أن قيمة ما تخسره شجرة الزيتون يوميا يعتمد على كثافة الزياتين بالضيعة وقدّرها بــ 54 لتر للشجرة الواحدة يوميا في كثافة 400 شجرة بالهكتار الواحد و ب135 لتر في كثافة 100 شجرة .
تحت الظروف المناخية التونسية تعتبر احتياجات الزيتون المائية ضعيفة نسبيا ولا تتجاوز 75 % من مجموع نسبة التبخر ETP (Laouar 1977 ) ونفس الاستنتاج أكده التريقي 1987 الذي قدر الاحتياجات الحقيقية للزيتون من صنف شملالي ب 60 إلى 70 %  من نسبة التبخر ETP.

نتائج مماثلة أكدها بوعزيز بمحطة INGREF بالغريس ( المكناسي) وهي منطقة جافة بالجنوب التونسي أين أثبت أن الزيتونة تنمو وتنتج بنفس الطريقة عند توفر كمية من الماء تقدر ب4000 م3 أي ما يعادل 400 مليمتر من الأمطار. 

الأحد، 8 ديسمبر 2013

الفصة أو البرسيم الحجازي

الفصة، نبتة علفية معمرة يمكن استغلالها لمدة قد تصل إلى 10 سنوات، تتميز بجذر وتدي يمكن أن ينزل عميقا إلى غاية 7 وحتى 9 أمتار. والفصة معروفة منذ القدم ولعل آسيا موطنها الأصلي ( أفغانستان، إيران، تركيا وبلاد القوقاز). وهي جنس نباتي يتبع الفصيلة البقولية ويحوي نحو 83 نوعا أهمها الفصة المعمرة أو البرسيم الحجازي. للفصة أزهار مجمعة بلون بنفسجي وأوراق متفرعة في 3 وريقات مسننة في جزءها الأعلى. لجذور الفصة الفرعية خاصية تثبيت النيتروجين عبر العقيدات « nodosités » التي تحمل بكتيريا ريزوبيوم « Rhizobium meliloti » مما يجعلها في غنى عن التسميد الأزوطي، وهي نبات يساهم في تحسين الخصائص الكيماوية للتربة وتثبيتها ومقاومة انجرافها. فضلا عن ما ذكر من فوائد تساهم الفصة في تهوئة التربة وتثمين الأراضي الهامشية كتلك التي فقدت خصوبتها لكثافة الاستغلال، كما تحد الفصة من انتشار مرض سل الزيتون « tuberculose » وتساهم في القضاء على بعض الأعشاب الطفيلية كالحمرة « millepertuis » .


علاوة على كل هذه الفوائد تتميز الفصة بمزايا اقتصادية لعل أهمها:
·       مساهمتها في تنويع الأغذية الحيوانية ( أبقار، أغنام، دواجن ، أرانب).
·       توفير أعلاف مركزة وبتكاليف مخفضة.
·       نسبة كلفة إنتاج الفصة أقل بكثير من العديد من الأعلاف الأخرى لامتلاكها خاصية الاستغناء عن الأسمدة الآزوطية.
·       الاستفادة من حقول الفصة خلال فترة الإزهار لتغذية طوائف النحل.

كما أن للفصة عدة استعمالات أخرى في مجال الصيدلة وعلاج بعض الأمراض. من ذلك أنها تحوي العديد من الأملاح المعدنية ذات الجودة العالية كالحديد والكالسيوم والمانزيوم والبوتاسيوم. وتعتبر الفصة مضادا فعالا للنزيف لاحتوائها على الفيتامين K كما تحتوي على الاستروجين النباتي الذي يساهم في تعديل نسبة الكولستيرول في الدم. وتوصف الفصة تقليديا لعديد الأمراض من بينها: فقر الدم وارتفاع نسبة الكولستيرول وبعض الأمراض البكتيرية والفيروسية والالتهابات الصدرية وهشاشة العظام والأمراض الجلدية.

السبت، 30 نوفمبر 2013

زراعة الحمص (1).

ينتمي الحمص إلى عائلة القرنيات وهو نبتة حولية ذات تلقيح ذاتي، يتراوح علو نبتة الحمص بين 30 إلى 90 سم حسب الصنف وظروف الزراعة.
تتميز نبتة الحمص بجذر وتدي ينزل عميقا و جذور جانبية قوية. ككل القرنيات تحمل جذور الحمص عقيدات صغيرة تأوي بكتيريا « Rhisobium ciceri » لها قدرة تثبيت النيتروجين الهوائي وتساهم في رفع خصوبة التربة وتحسين انتاجية الزراعة الموالية.
لنبتة الحمص الكثير من الفروع الجانبية التي تتكون على مستوى العقدتين السفليتين وتتميز تفرعات الحمص بقلة انحناءها خصوصا منها الأصناف الشتوية المحسنة مما يساهم في تسهيل عملية الحصاد الآلي.


يعتبر الحمص من الزراعات الحولية ذات الأهمية في التداول الزراعي ضمن الزراعات الكبرى إذ يعتبرها الكثير من المزارعين كعنصر أساسي في الدورة يساهم في تخصيب التربة بتثبيت النيتروجين كما تساهم الخدمات الزراعية التي تقدم للحمص من الحد من انتشار الأعشاب الطفيلية ( زراعة نظيفة).
يفضل نبات الحمص درجات الحرارة المرتفعة نسبيا غير أنه لا يحبذ الكثير من الماء على غرار بقية البقوليات وقد تواجدت في الأسواق في السنوات الأخيرة بعض الأصناف الشتوية التي تتميز فضلا عن وفرة إنتاجها بتحملها لدرجات الحرارة المنخفضة التي غالبا ما تتسبب في إرباك نمو الحمص في مرحلة النمو الخضري (2 – 3 أوراق) كما تتميز الأصناف الجديدة بمقاومتها لبعض الأمراض كلفحة الحمص « Antracnose ».
نبات الحمص لا يحبذ المياه الراكدة ولا يتحمل كثرة الملوحة.
يتطلب إخصاب أزهار الحمص درجات حرارة لا تقل عن 15 مأوية.
تقدر الحاجيات المائية للحمص ب300 مم.
ترتفع الاحتياجات المائية بداية من فترة الإزهار إلى غاية تكوين الثمار.
غالبا ما يؤدي نقص المياه إلى سقوط الأزهار والنضج المبكر.
يحبذ الحمص الأراضي الطينية الرملية العميقة ولا بأس بالأراضي الغرينية الطينية الغنية بالمواد العضوية وحسنة البناء.
يفضل نبات الحمص « pH » بين 6 و 9.
الأراضي الرملية الخفيفة التي تفتقر للمواد العضوية والأراضي التي بها نسبة عالية من الكلس غير منصوح بها.
التداول الزراعي:
تحتل زراعة الحمص صدارة الدورة الزراعية لما لها من دور فعال في تحسين الخصائص الفيزيوكيماوية للتربة ومن تأثير إيجابي على الزراعة التي تليها وينصح بعدم الرجوع بنفس الزراعة على نفس القطعة إلا بعد 3 إلى 4 سنوات لتلافي انتشار بعض الأعشاب الطفيلية وخصوصا تجنب انتشار الأمراض مثل لفحة الحمص و مرض الذبول وتعفن الجذور وربما النيماتود.
بالمناطق الجافة وشبه الجافة يمكن اعتماد تداول زراعي ثنائي أو ثلاثي ويستحسن بذر الأصناف الشتوية لما تتميز به من قدرة على مقاومة الجفاف واستغلال المخزون المائي بالتربة.
تحضير الأرض:
يفضل الحمص أن تكون التربة عميقة ومهيأة بشكل يسمح باستقبال البذور والسماح للجذور بالنزول عميقا: لذلك ينصح بالعمل على استعمال آلات ذات أسنان وتحضير الأرض بشكل يمكن من خلاله تكوين 3 طبقات الأولى بعمق 10 صم لاستقبال البذور مكونة من كتلات طوب صغيرة لمنع تكوين ما يسمى بالقشرة الكتمية  « pellicule de battance » والثانية بعمق 10 إلى 15 صم مهوأة وطبقة ثالثة مشققة لاستقبال الجذور.
يمكن استعمال آلة الشيزل أو محراث بالسكة لضمان تشقق الطبقة السفلى وتجنب استعمال المحاريث بالاسطوانات.
التسميد:
يتم تسميد مزارع الحمص حسب نتائج تحليل التربة وكمية الإنتاج المرجوة غير أنه وهي صورة تعذر القيام بعملية التحليل المخبري للتربة يمكن تقديم الكميات التالية للهكتار الواحد ( 1 هك = 10000 مم):
الفسفور: 50 إلى 100 كلغ من مادة super phosphate  المعروفة ب super 45%.
البوطاس: 20 إلى 50 كلغ من مادة sulfate potasse 48%.
أما في خصوص التسميد بالعناصر الصغرى ينصح بتقديمها في حالة ثبوت نقصها مخبريا أو ظهور أعراض على النبات تأكد ذلك وترش هذه العناصر على مرتين الأولى عند اكتمال النمو الخضري والثانية عند بداية الإزهار.
مع ملاحظة أنه في صورة زراعة الحمص في أراض لم يزرع بها الحمص لمدة طويلة إضافة المخصب البيولوجي المثبت للنيتروجين الهوائي وذلك بمزجه بالبذور قبل عملية البذر. ( يتبع)....
..... محسن لافي.


الجمعة، 29 نوفمبر 2013

طماطم الباكورات في ظروف تسخين بالمياه الحارة. Géothermie


الطماطم الباكورات تأخذ مكانها في منظومة استغلال في الغالب مزدوج أي بعد زراعة خيار أو بطيخ تنتهي عملية جنيه في نهاية شهر ديسمبر.
الإضاءة: تتجلى أهمية الإضاءة للزراعات تحت البيوت المحمية في تأثيرها المباشر على نمو الزراعات، للعلم، الكثير من الإضاءة يمكن أن يؤدي إلى حروق على مستوى الثمار خصوصا منها المتواجدة في أعلى البيت الحامي.
 الظل تأثيره يمكن أن يكون إيجابيا في نهاية الموسم غير أنه قد يساهم في تدني درجات الحرارة إلى ما دون المطلوب.
درجات الحرارة: يمكن اختزال درجات الحرارة التي تتطلبها مختلف مراحل النمو الطبيعي لطماطم الباكورات المنتجة في ظروف تسخين بالمياه الحارة في الجدول التالي:
درجات الإنبات: الدنيا 10 مأوية. القصوى: 40 مأوية. المحبذة: 20 إلى 25 مأوية.
درجات النمو:
درجة حرارة التربة: الدنيا: 12 مأوية. القصوى: 27 مأوية. المحبذة: 18 إلى 20 مأوية.
درجة حرارة المحيط داخل البيت: الدنيا: 15 مأوية (عند 8 مأوية يتوقف النبات عن النمو) . القصوى: 18- 20 مأوية ليلا و 32 إلى 35 نهارا. المحبذة: 13 إلى 18 مأوية ليلا و 18 إلى 24 مأوية نهارا.
درجات التلقيح وتكوين الثمار:
الدرجات الليلية: الدنيا: 10 مأوية. القصوى: 18 مأوية.
خلال النهار: الدنيا: 15 مأوية. القصوى: 32 مأوية. المحبذة: 16 إلى 25.
التهوية:
التهوية ضرورية بداية من 27 درجة مأوية. الكثير من الحرارة يؤدي إلى تلين الثمار والتأثير السلبي على جودتها وحجمها. تدني درجات الحرارة في النهار يمكن أن يؤدي إلى تلون غير طبيعي للثمار. تدني درجات الحرارة في الليل يؤدي في الغالب إرباك عملية التلقيح ونقص في تكوين الثمار. الفارق الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار يؤدي إلى تشقق الثمار بشكل دائري.

الري:
المطلوب الربط بين كميات المياه المقدمة ونسبة تقدم نمو النباتات وكمية نور الشمس المسلطة على البيت الحامي. الكثير من المياه والتغيير الفجائي لمقدار الكميات المقدمة يؤدي في الغالب إلى تشقق الثمار على مستوى الساق إلى مقدمة الثمرة ( تشقق عمودي). الكميات التي يمكن تقديمها نظريا إلى بيت محمي بمساحة 500 م2 لطماطم معدة لإنتاج الباكورات ومزروعة بعد خيار أو بطيخ آخر فصلي ( بمعنى أن التربة كانت مستغلة ولم تتعرض إلى حالة جفاف مفرط)، يمكن تلخيصها في الجدول التالي:
المدة
كمية المياه ( لتر ) التي يمكن تقديمها يوميا للبيت الواحد
موعد الزراعة 1 – ديسمبر
موعد الزراعة 1 جانفي.
1-12 حتى
 15-12
325
-
16-12 حتى
 31-12
250
-
01-01 حتى
 15-01
425
325
16-01- حتى
 31-01
650
425
01-02 حتى
 15-02
800
650
16-02 حتى
 28-02
1250
925
01-03 حتى
 15-03
1325
1050
16-03 حتى
 31-03
1525
1525
01-04 حتى
 15-04
1700
1700
16-04 حتى
 30-04
1860
1860
01-05 حتى
 15-05
2100
2100
16-05 حتى
 31-05
2000
2000
الكميات المذكورة يمكن أن تزيد أو تنقص بنسبة 15 إلى 20 بالمائة، بالزيادة في الأيام المشمسة والعكس في الأيام التي نسجل فيها غياب أشعة الشمس.
نسبة الرطوبة بالهواء:
نسبة رطوبة بين 50 إلى 65 بالمائة كافية جدا.
 تدني نسبة الرطوبة تحت هذا المستوى أو الإفراط فيها ( أكثر من 85 بالمائة) يمكن أن يؤدي إلى إرباك عملية التلقيح.
العمليات الزراعية الخاصة بالطماطم تحت البيوت المحمية:
تحضير الأرض والتسميد:
في الغالب يمكن إهمال عملية تحضير الأرض للزراعة الثانية خصوصا إذا كانت زراعة الطماطم بعد خيار آخر فصلي تم الانتهاء من جني محصوله في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر، غير أن عملية تحضير الأرض ضرورية حتى بعد زراعة الخيار إذا كان قد تم جنيه في طور مبكر قبل 01 ديسمبر بكثير.
في صورة تحضير الأرض تستغل الفرصة لنثر السماد العضوي الجيد والسماد الفسفوري والقليل ( القليل) من البوطاس.
السماد الآزوطي والبوطاس يقع تقديمهما على مراحل ويستحسن أن يكون التقديم عبر الري (قطرة/ قطرة) وذلك حسب احتياجات النبتة، كما يستحسن تقديم الفسفور في شكل حامض فسفوري. بما معناه أنه عند تحضير الأرض لا يجب الإفراط في تقديم الأسمدة الكيماوية والاكتفاء بالسماد العضوي الجيد ( الجيد) والقليل من الأسمدة الكيماوية، على أن نحترم برنامج التسميد الكيماوي خلال فترة النمو والعمل على تقديم كافة الأسمدة الممعدنة على فترات وبالكميات المنصوح بها تدريجيا دون إفراط ولا تفريط.
لتحسين جودة المنتوج يجب ( لا أحب كلمة يجب) ... يستحسن، العمل على إتباع برنامج دقيق للري والتسميد وتدعيم التسميد البوطاسي عند بداية الإثمار للحصول على ثمار جيدة وتلافي العديد من المشاكل المتعلقة بالجودة.
طماطم الباكورات ومنذ يومها العشرين بعد الزراعة إلى غاية أسبوع قبل نهاية الموسم تفضل يوميا الحصول على 150 جرام أمونيتر، 450 جرام نيترات بوطاس، 60                                                س س حامض فسفوري ( أو ما يعادله "ولا أنصح بهذه الطريقة" من السيبار 45 بالمائة يردم عند تحضير الأرض وهي كمية تقدر ب15 كلغ). بقية المعادن النادرة (Oligoéléments) يقع تقديمها عبر رش الأوراق بمعدل مرة في الأسبوع.
الروزنامة الزراعية:
في زراعة الباكورات تبدأ في الغالب عملية الجني 90 إلى 95 يوم بعد الزراعة المباشرة خصوصا إذا ما توفرت الظروف الملائمة للنمو(يقصد بالزراعة المباشرة زراعة البذور مباشرة بالبيت الحامي دون المرور بالمنبت أي زراعة بذور وليست شتلات طماطم).
تدخل نبتة الطماطم في فترة الإزهار في الفترة بين 35 و 40 يوما بين فترة الإزهار وبداية الجني نحتسب 55 إلى 60 يوما، في الظروف العادية يمكن الحصول على 3 كؤوس زهرية في الشهر في حالة بيوت لا تتلقى تسخين إضافي (باردة ) يمكن الحصول على كأسين فقط.
الزراعة:
الزراعة المباشرة ينصح بها في صورة زراعة الطماطم في بداية ديسمبر، في الزراعة بعد هذا التاريخ ( في جانفي) ينصح بزراعة شتلات طماطم منتجة بالضيعة. لإنتاج شتلات جيدة بمنبت بالضيعة ينصح بزراعة البذور تحت أنفاق بمعدل 100 إلى 120 بذرة في المتر مربع، يقع تحويل الشتلات عند بلوغ مرحلة 4 إلى 5 أوراق.
متابعة النباتات وتربيتها:
تقع تربية نباتات الطماطم على ساق وحيدة و العمل على حذف النموات الجانبية تباعا وبصورة مبكرة لتحفيز الغصن الرئيسي على سرعة النمو.
بالنسبة للباكورات يقع العمل على الحفاظ على عدد محدود من الكؤوس الزهرية لا يتجاوز 8 بالنسبة لزراعة 1 ديسمبر و لا يتجاوز 6 بالنسبة إلى زراعة 1 جانفي. عند بلوغ عدد الكؤوس المنصوح به وقص البرعم الرئيسي يجب ترك عدد 2 أوراق بعد الكأس الزهرية الأخيرة.
حذف الأوراق يبذأ عند ظهور الثمار بالكأس الزهرية الثالثة.
نحافظ دائما على 12 إلى 14 ورقة بالنبتة. ينصح بأن تكون الأربعة أو 5 كؤوس الأخيرة مغطاة بالأوراق، بما معناه أن عملية حذف الأوراق تتوقف مباشرة بعد الكأس الأول أو الثاني في زراعة 1 جانفي ( 5 أو 6 كؤوس)، وبين الكأس الثاني أو الثالث في زراعة 1 ديسمبر (8 كؤوس).
المزيد عن درجات الحرارة:
يرجى العمل على عدم تجاوز درجات الحرارة في النهار 32 مأوية كحد أقصى لتفادي إرباك عملية الإثمار. عملية التهوية شديدة الأهمية في نهاية الشتاء لإنجاح عقد ثمار الكؤوس الأخيرة. وفي العموم ينصح بعدم ترك درجات الحرارة تتجاوز الــ27 مأوية. حتى في الشتاء لا يمكن إغفال التهوية لما لها من أهمية خصوصا في ما يتعلق بدرجة الرطوبة و ما لها من تأثير على ظهور الكثير من الأمراض.

بالإضافة إلى ضرورة حسن اختيار الأصناف التي تتميز بمقاومتها للأمراض خصوصا منها المتفشية بمنطقة الإنتاج ينصح باعتماد برامج مداواة دقيقة ومنظمة لمقامة العناكب، الميلديو ، العفن الرمادي، الألترناريوز وغيره والحرص على التهوية في إبانها والري المنظم والتسميد ضمن برنامج واضح لإكساب النبتة قدرة على المقاومة الطبيعية.