الأحد، 6 أبريل 2014

غراسة الخوخ


يعتبر العديد من متتبعي الشأن النباتي الصين الموطن الأصلي لشجرة الخوخ، لعله كذلك فالصينيون يعتبرون شجرة الخوخ شجرة نبيلة ورمزا للخصوبة . الخوخ شجرة من جنس البرقوق والفصيلة الوردية يمكن أن يبلغ طولها 2 إلى 7 أمتار تفضل المناخات المعتدلة ويخشى على أزهارها ذات الخمسة بتلات من صقيع الربيع الذي يمكن أن يلحق بها أضرارا كبيرة ( أزهار الخوخ حساسة لدرجات الحرارة المرتفعة أيضا وتخشى الرياح بشدة). يمكن الجزم بأن الصقيع والرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة تعتبر حوادث مناخية بالنسبة لشجرة الخوخ ويكنها أن تحد من انتشار الصنف جغرافيا.
تتميز شجرة الخوخ بعديد الأصناف التي نصادفها في مناطق الإنتاج وهي شجرة كانت ولا تزال موضوع بحث لدى عديد البحاثة بالمؤسسات العلمية حيث ظهرت للوجود أصنافا جديدة بمواصفات معينة كمقاومة الأمراض أو الاستهلاك الطازج أو التحويل أو الإثمار المبكر أو المتأخر وغير ذلك من الصفات...


المتطلبات الزراعية لشجرة الخوخ:
تفضل شجرة الخوخ الشتاء البارد والصيف المعتدل وكما سبق ذكره تخشى الجليد الربيعي الذي غالبا ما يؤثر سلبا في أداء الأصناف ذات الإزهار المبكر، شجرة الخوخ لا تفضل الرياح القوية والرياح الرملية التي تساهم في سقوط الزهور والثمار وينصح في هذا المجال بالعمل على تركيز صفوف كاسرات الرياح حول بساتين الخوخ وعدم تهميش هذه النقطة خصوصا بالمناطق الداخلية والمناطق الجبلية التي تكثر فيها الرياح.
 نود التأكيد بأن المناخ يكتسي أهمية كبيرة في ملف زراعة الخوخ لذا يجب العمل على دراسة المعطيات المناخية المحلية قبل تحديد الأصناف واختيار الملائم منها. من المتعارف عليه أن أصناف الخوخ التقليدية يتطلب حسن نموها وإثمارها بشكل طبيعي من 800 إلى 1000 ساعة برد وتجدر الإشارة إلى أن الأصناف البدرية الجديدة لا تتطلب سوى 150 إلى 200 ساعة برد وهو معطى ساهم في انتشار زراعة الخوخ البدري في  بعض المناطق التي كانت لا تستجيب لهذه الزراعة.
تحبذ أشجار الخوخ التربة المتوازنة بنسبة ضعيفة من الكلس الفعال ذات النفاذية الجيدة والمهوية ويستحسن في كل الحالات عدم تجاوز نسبة الطين في مكونات تربة الخوخ 30%، أما الآس الهيدروجيني « pH » يستحسن أن يكون بين 6.5 إلى 7.5.
ننصح الإخوة المزارعين بضرورة العمل على إجراء تحليل للتربة ومياه الري قبل إقرار زراعة الخوخ في أي مكان وذلك لمعرفة كميات الأسمدة التي يجب تقديمها قبل الحراثة العميقة وتحديد الأصول التي تتلاءم مع التربة.
أنواع الخوخ:
تنقسم أصناف الخوخ المتواجدة إلى نوعين :
1.    خوخ للاستهلاك الطازج:
تتميز هذه الأصناف بقشرة الثمرة المغطات بزغب أبيض دقيق ونواة منفصلة عن اللب (خوخ بلب أبيض وخوخ بلب أصفر). أو بقشرة الثمرة الملساء ( بدون زغب) وبنواة منفصلة عن اللب (( برزقان:nectarine ) بلب أبيض أو بلب أصفر)
2.    خوخ منتج خصيصا للتحويل:
تتميز هذه الأصناف بصلابة لبها وبنواة ملتصقة باللب ويمكن تصنيفها حس القشرة:
-         قشرة الثمرة مغطات بزغب مثل Pavie " بافي" ذات اللب الأصفر وذات اللب الأبيض.
-         قشرة الثمرة ملساء "برويون" Broubioune  ذات اللب الأصفر والأبيض.
عند اختيار الأصناف يجب الاعتماد على المعطيات المناخية المتوفرة والتي يمكن من خلالها تجنب اختيار الأصناف البدرية في المناطق التي تتميز بربيع به الكثير من الجليد والرياح كالمناطقق الداخلية وتجنب الأصناف التي تتطلب الكثير من ساعات البرد في المناطق الساحلية.
ويمكن تقسيم الأصناف حسب حاجياتها من البرد:
من باب العلم بالشيء كل نبات متساقط الأوراق لديه حاجة يمكن تقديرها من ساعات البرد وذلك لرفع ما يسمى بالسبات الشتوي.
الأصناف الجديدة مكنت في الحقيقة من تمديد فترة الانتاج إلى أكثر من 5 أشهر.
الأصناف البدرية ذات اللب الأبيض:

أفريل
مـــــــاي
جوان

25
30
5
10
15
20
25
30
5
10
أوريون Orion










مارافيلا     Maravilha










سبرينغتايمSpringtime










الأصناف البدرية ذات اللب الأصفر:

5
10
15
20
25
31
5
10
15
20
San pedro










Flordastar










Queen crest










May crest










Spring crest










Spring lady











فترة نضج الأصناف المتأخرة ذات اللب الأبيض:





جوان
جويلية
أوت
سبتمبر

20
25
30
5
10
15
20
25
31
5
10
15
20
25
31
5
10
15
Fidelia


















Aline


















Plate de chine
بوطبقاية


















Chatos tardivos


















Gladys


















فترة نضج الأصناف المتأخرة ذات اللب الأصفر:





جوان
جويلية
أوت

5
10
15
20
25
30
5
10
15
20
25
31
5
10
15
20
25
31
Royal gem


















Royal Gloy


















Rich Lady


















Red top


















Rome star


















Elegant lady


















Fire red


















O’ henry


















Carnaval



















أصول الخوخ:
تنقسم الأصول التي تلائم طعوم الخوخ إلى قسمين :
1.    اللوز المر والأصناف المنتقية: أصول متأتية من بذور اللوز المر أو أصناف منتقية   « Marcona, Desmaya » وهي أصول تستعمل بغرض تكييف الغراسات مع الأراضي الكلسية خصوصا بالضيعات البعلية. يعاب على هذه الأصول قلة انسجامها الذي يحد من طول عمر الشجرة.
2.    هجين (لوز/خوخ): تتميز هذه الأصول بتحملها الشديد للكلس كما تمنح طعوم الخوخ القوة والقدرة على مقاومة الجفاف وتوفر ميزة الانسجام بين الأصول والطعوم، يذكر أن الأصل GF677 أظهر نجاعة تامة مع أغلبية الأصناف وينصح به في الغراسات السقوية.
ينصح باستعمال الأصول التالية بالاعتماد على نسبة الكلس الفعال ( الجير النشط) بالتربة:
1.    النسبة أقل من 7 % : يمكن استعمال الأصول التالية ( Nemagard, Nemared).
2.    النسبة أكثر من 7% : نستعملGf577-GF677 garnem-cadaman
كاسرات الرياح:
نظرا لما تشكله الرياح من خطر على حسن نمو وإنتاج أشجار الخوخ، تعتبر مصدات الرياح تقنيا معطى ضروري يمكن احتسابه لتحديد كمية انتاج الأشجار. ينصح البعض بتركيز كاسرات الرياح ثلاثة سنوات على الأقل قبل تركيز بساتين الخوخ، أما المسافة الفاصلة بين صفوف الكاسرات فيمكن تحديدها حسب مناخ الجهة وأنواع الأشجار المستعملة ( العلو خاصة ) ويمكن أن تكون المسافة ما بين الأشجار على السطر 1 م إلى 1.2 م (حسب عرض الشجرة).
تحضير الأرض:
يعتبر المجموع الجذري لشجرة الخوخ شبه وتدي لذلك يستحسن زراعة الخوخ في أراضي عميقة إلى عميقة نسبيا. تحبذ شجرة الخوخ الأراضي الخفيفة والمهواة وذات الفاذية العالية في حين لا تتأقلم مع الأراضي الطينية عالية الرطوبة التي تتسبب في اختناق جذورها بسهولة.
نسبة كلس "جير نشط" أكثر من 7 % يمكن أن تسبب ما يسمة بالكلوروز وهو ظاهرة تترجم على الشجرة باصفرار الأوراق وتيبس النموات الحديثة.
في هذا الصدد يرجى العمل على القيام بتحليل التربة لمعرفة نسبة الجير النشط، ثم اختيار الأصول حسب نتيجة التحاليل المخبرية للتربة التي يجب أن يقوم بها طرف موثوق به ( مصالح وزارة الفلاحة).


الحراثة العميقة:
في الحالات العادية  إي عندما لا نصادف طبقة كلسية على عمق أقل من متر واحد يمكن القيام بحراثة عميقة ( بعمق 80 إلى 100 صم) نسهل من خلال هذه العملية تنقل الجذور إلى مختلف الجهات في الطبقة التي تستغلها الجذور.
في حالة وجود طبقة كلسية على مستوى الطبقة المستغلة من الجذور يجب العمل على القيام بحراثة أكثر عمقا « Sous-soulage » تساهم في تفتيت الطبقات الصلبة وتهوية التربة وسهولة حفظ كميات من المياه.
                                                                                                                                 محسن اللافي
اقرأ أيضا في هذه المدونة:
1. تقليم الخوخ:http://agronomique.blogspot.com/2014/12/blog-post_7.html

2. فوائد الخوخ:http://agronomique.blogspot.com/2013/04/blog-post_16.html

الجمعة، 14 فبراير 2014

التسميد الأزوطي للزياتين

النيتروجين مادة لها تأثير حيني ومباشر على الشجرة، يسرع النمو ويكسب النبات المزيد من القدرة على تثبيت مادة الكلوروفيل وبالتالي القدرة على امتصاص مختلف المواد المتاحة كل هذه التفاعلات تؤدي في الغالب إلى زيادة في الإنتاج.
على أشجار الزياتين أكدت العديد من أعمال البحوث منذ سنوات أهمية مادة النيتروجين وتم تسجيل زيادات هامة في الإنتاج على أشجار تم تمكينها من هذه المادة مقارنة بغيرها من أشجار الزيتون انتفعت بنفس الخدمات وحرمت من مادة النيتروجين.

ملخص هذه البحوث أثبت أن زيادة في الإنتاج تقدر بـ10 إلى 30
% يمكن تسجيلها في صورة تمكين الشجرة من 01 إلى 1.7 وحدة من النيتروجين في السنة وهي كمية تعادل 3 إلى 5 كلغ من الأمونيتر 33.5 % مع ملاحظة أن هذه النتائج يمكن الحصول عليها بأشجار سليمة وتتلقى مختلف العمليات الزراعية المنصوح بها وليس مع أشجار مهملة ولا مريضة أو بتربتها الكثير من النجم أو الأعشاب الطفيلية.
تحتاج أشجار الزياتين إلى مادة النيتروجين خصوصا في مرحلة بداية النمو بعد فترة السبات الشتوي وفي مرحلة تكوين الثمار، وتمتد حسب الجهات من بداية شهر فيفري حتى انطلاق موجة الحرارة الصيفية.
يساهم النيتروجين في تطويل نموات شجرة الزيتون وبالتالي في مسافة أكثر للمناطق الحاملة للثمار مما يترجم بزيادة آلية في الإنتاج وتساهم عملية نثره بمزارع الزيتون مباشرة بعد فصل الشتاء في تعويض الكميات التي تسربت عميقا من جراء مياه الأمطار ولم تبقى في مستوى منطقة الجذور (جذور الزيتون تستغل المناطق السطحية للتربة ولا تنزل عميقا)، لذلك لا ينصح بتقديم مادة الأمونيتر مبكرا في فصل الشتاء بل انتظار ارتفاع درجات حرارة التربة. نثر الأمونيتر مبكرا يعرض الكمية المنثورة إلى التسرب إلى العمق مع مياه الأمطار فضلا عن أن أداء الجذور لا يرقى إلى المستوى المؤمل في تحويل هذه المادة في ظروف درجات حرارة منخفضة.
في المحصلة حاجة الزياتين من مادة الامونيتر تمتد من بداية الربيع إلى نهايته ويستحسن تقديم الكمية على مرتين.
لتسهيل تفاعل جذور الزياتين مع مادة الامونيتر وامتصاصه بسرعة ينصح بتقديمه عندما تتوفر نسبة من الرطوبة بالتربة.
كثرة الرطوبة بالتربة غالبا ما تساهم في تسرب الامونيتر عميقا بعيدا عن الجذور.
قلة الرطوبة بالتربة تنقص من امتصاص الجذور للمادة.
وهنا ننبه إلى مسألة الإفراط والتفريط، بحيث لا ينصح بتقديم الامونيتر في تربة جافة ( الحرص على أن لا يقل عمق الرطوبة على 35 صم) كما لا ينصح بتقديم الأمونيتر وري التربة مباشرة بدعوى توفير الرطوبة.
كثيرا ما حد الجفاف في المناطق الجافة المنتجة للزياتين كالجنوب التونسي من توفير الامونيتر لهذه الغابات البعلية، وينصح في هذا المجال بانتظار أمطار الربيع وتقديم مادة الأمونيتر في صورة توفر المعطى الفني المنصوح به وهو عمق رطوبة ب 35 صم على الأقل.
كما تحدثنا عن حاجة أشجار الزياتين إلى مادة الامونيتر خلال الفترة الربيعية ننوه إلى أن أشجار الزياتين تتميز أيضا بفترة نمو نشطة وإن كانت قصيرة وهي الفترة الخريفية التي يمكن تحديدها زمنيا منذ بداية الأمطار الخريفية الأولى " نهاية سبتمبر، بداية أكتوبر إلى النصف الأول من شهر نوفمبر" أي منذ بداية انخفاض درجات الحرارة ونزول الأمطار الخريفية إلى بداية الصقيع وتدني درجات حرارة التربة، هذه الفترة يمكن استغلالها وتمكين الزياتين من كمية من الأمونيتر ( خصوصا الأشجار الفتية أو بساتين الزياتين التي لا تحمل ثمارا "موسم معاومة").
بالنسبة للكميات يمكن اعتماد 3 كلغ أمونيتر 33 % للأشجار البالغة و 2 كلغ للأشجار الفتية في السنة مجزأة بين الفترة الربيعية والفترة الخريفية ومتى سمحت ظروف رطوبة التربة بذلك. غير أنه يمكن الترفيع في هذه القيم إلى 4 كلغ بالنسبة للزياتين البالغة ببساتين المناطق شبه الجافة والجافة والمزوعة بمسافات كبيرة بين الأسطر والأشجار.
في العموم يمكن اعتماد الجدول التالي في توزيع كميات الأمونيتر 33 % كلغ/شجرة.
المناطق
الفترة الربيعية
الفترة الخريفية

ز. منتجة
ز. فتية
ز. منتجة
ز. فتية
المناطق الرطبة ( الشمال)
2 كلغ
1.25 كلغ
1 كلغ
0.750 كلغ
المناطق الجافة وشبه الجافة
1 الى 1.5 كلغ
1 كلغ
2 الى 2.5 كلغ
1.5 كلغ
تستغل جذور أشجار الزيتون خصوصا المنتجة البالغة كامل المساحة بيت الأسطر وتتفرع الجذور وتتشابك في هذه المناطق. الجذور التي تمتص المواد بعيدة في الواقع عن جذع الشجرة، لذا ينصح باستثناء المنطقة القريبة من الجذع عند نثر مادة الامونيتر ونثره في شكل شريط بين الأسطر أو شريط دائري حول كل شجرة.

قبل النهاية أود الإشارة إلى أنه لا يمكن انتظار نتائج إيجابية بعد نثر الامونيتر على أشجار مريضة أو مهملة أو بها الكثير من النباتات الطفيلية.
                                                                         محسن لافي

الجمعة، 31 يناير 2014

زبيرة الزياتين

تمر شجرة الزيتون في حياتها بثلاثة مراحل :
1.    المرحلة (1) وهي مرحلة التكوين تبدأ مند اليوم الأول لوضع شتلة الزيتون بمكانها الدائم وتنتهي بدخول الزيتونة في مرحلة الإنتاج.
2.    المرحلة (2) وهي مرحلة الإنتاج خلالها سيبلغ حجم الشجرة المستوى الأقصى ويتوازن نسق إنتاجها ويبلغ أقصاه.
3.    المرحلة (3) وهي مرحلة الشيخوخة  حيث يبدأ مستوى إنتاج الشجرة بالتدني وتتوقف نمواتها أو تكاد عن النمو فيما تتصلب قشرة الجذع والأغصان.
تعتبر الزبيرة عملية تقنية الهدف منها خلق نوع من التوازن بين أجزاء الشجرة والحرص على تهيئة الفروع لحمل الثمار المنتظرة. في غياب عملية التشذيب هذه تتشابك نموات الزيتونة وتمنع أو لنقل تحد من تسرب أشعة الشمس بين مختلف أجزاء الشجرة وبالتالي نقص في الطاقة ينجر عنه نقصا في الإنتاج.
وينصح عادة بالزبيرة المتوازنة التي نحصل من خلالها على شجرة ذات أغصان شبه أفقية تضمن ثمارا على أطراف الزيتونة وبداخلها.
نحذر من الإفراط في إفراغ داخل الشجرة من محتواه لأن النتيجة في الغالب الكثير من السرطانات ( أبغال) غير منتجة تزاحم بقية أغصان الشجرة وتنموا بشكل عمودي وتربك عملية توزيع المواد بين مختلف أغصان الشجرة، مما يؤدي إلى إنتاج ضعيف وربما حبات زيتون بحجم كبير تسقط مبكرا.
من باب العلم بالشيء بعض البحوث أثبتت أن أوراق الزيتون المظللة لا يتعدى أداءها ثلث أداء تلك المواجهة مباشرة لأشعة الشمس ( طاقة = إنتاج).
مواعيد زبيرة الزيتون:
تبدأ زبيرة الزيتون تقليديا مباشرة بعد عملية الجني وفي العموم تكون هذه العملية بالمناطق المنتجة للزيتون بين شهري نوفمبر وأفريل فنيا ينصح بالقيام بالعمليتين ( الجني والزبيرة ) مبكرا لسببين:
الأول للحصول على نوعية زيوت جيدة والثاني لتخليص الشجرة من إنتاجها والنموات الزائدة مبكرا وبالتالي تحضيرها لموسم زراعي جديد في ظروف طيبة. وتجدر الإشارة إلى أن المزارع لا يمكنه عند القيام بعملية الزبيرة المتأخرة تخليص الشجرة من الأغصان الكبيرة في الحجم والعمر وتقتصر العملية على التخفيف من النموات غير المرغوبة وبالتالي تتجمع بالشجرة الكثير من الأغصان المسنة وهو في الواقع أقرب طريق لبلوغ الشجرة إلى سن الشيخوخة.
بعض البحوث أثبتت أن أحسن المواعيد لزبيرة الزيتون هي الفترة التي تدخل فيها الشجرة في المرحلة الدورية للسبات الشتوي وبالرغم من أن هذا المصطلح التقني لا يمكن تأكيده لدى أشجار الزيتون لأنها أشجار مستديمة الأوراق غير أن التفاعلات البيولوجية لديها تتدنى خلال شهري نوفمبر وديسمبر وهي المدة المحبذة لممارسة عملية الزبيرة.
الزبيرة المتأخرة ( مارس ... أفريل) غالبا ما تتزامن مع بداية ظهور نموات غضة ودخول الشجرة في مرحلة نمو جديدة بعد موسم إنتاج وهي فترة لا ينصح خلالها بقص الأغصان الكبيرة خشية التسبب في ظهور بعض الأمراض خصوصا الفقاعية منها فضلا عن تأثر الشجرة وتدني أدائها.
في خصوص الدورة الزمنية لعملية الزبيرة يمكن العمل على أن تكون كل سنين غير أن شكل الشجرة وحالتها الصحية قد تلزمنا بالمرور سنويا.


السبت، 11 يناير 2014

الماء وشجرة الزيتون.

يعد الماء من العوامل الرئيسية التي تحدد حياة النبات فهو غالبا ما يمثل المكون الرئيسي للأنسجة النباتية حيث تبلغ نسبته 50 إلى 90 % حسب الأصناف. ويتدخل الماء مباشرة في نشاط خلايا النبتة بالتوازي مع غاز ثاني أكسيد الكربون وفي حضور النور لتأمين عملية التخليق الضوئي Photosynthèse.
من هذا المنطلق تتأكد حاجة شجرة الزيتون للماء لتأمين نموها وبالتالي إثمارها كما يدخل الماء في تعديل مختلف التفاعلات البيولوجية خصوصا تلك المتعلقة بكمية الإنتاج ونوعيته. تحدث كثيرون عن معادلة إيجابية بين قدرة النبات على امتصاص الماء وكمية الإنتاج بمعنى أنه كلما زادت قدرة النبات على امتصاص الماء زادت قدرته على الإنتاج.
Braham,1977. Ben rouina, 1998. Trigui et al. 1993
في العموم تعتبر طريقة تفاعل شجرة الزيتون وتعاملها مع الماء في محيطها معقدة نسبيا، فهي من ناحية تتواجد بشكل طبيعي في مناطق ذات مناخات تفوق بها معدلات الأمطار السنوية 400 مليمتر وحتى 1000 مليمتر ومن ناحية أخرى تتواجد شجرة الزيتون بمناطق شبة جافة وجافة وحتى صحراوية أين معدل الأمطار يتدنى تحت 150 مليمتر.
هويرو (1959) يمضي تحت كلام يقول فيه شجرة الزيتون تستطيع أن تثبت جدواها الاقتصادية تحت ظروف مناخية بمعدل أمطار بين 120 – 150 مليمتر.
التريقي (1994) يثبت أن مجموعة من الزياتين في أرض رملية عميقة ومعدل أمطار 185 مليمتر ( الجنوب التونسي) بلغ معدل إنتاجها 69.7 كلغ للشجرة الواحدة وهو معدل 57 موسم زراعي.
بن روينة (2002) يقول " الزيتون بالمناطق الصحراوية التونسية يعتبر هبة الجسور ومنشآت حفظ المياه والتربة".
Vernet et Al. (1964) احتياجات شجرة الزيتون من الماء يمكن مقارنتها بكمية المياه المتبخرة (ETP).
بضيعات زيتون مروية في إيطاليا يثبت Cirantos lopez –Villelta (1997) أن قيمة ما تخسره شجرة الزيتون يوميا يعتمد على كثافة الزياتين بالضيعة وقدّرها بــ 54 لتر للشجرة الواحدة يوميا في كثافة 400 شجرة بالهكتار الواحد و ب135 لتر في كثافة 100 شجرة .
تحت الظروف المناخية التونسية تعتبر احتياجات الزيتون المائية ضعيفة نسبيا ولا تتجاوز 75 % من مجموع نسبة التبخر ETP (Laouar 1977 ) ونفس الاستنتاج أكده التريقي 1987 الذي قدر الاحتياجات الحقيقية للزيتون من صنف شملالي ب 60 إلى 70 %  من نسبة التبخر ETP.

نتائج مماثلة أكدها بوعزيز بمحطة INGREF بالغريس ( المكناسي) وهي منطقة جافة بالجنوب التونسي أين أثبت أن الزيتونة تنمو وتنتج بنفس الطريقة عند توفر كمية من الماء تقدر ب4000 م3 أي ما يعادل 400 مليمتر من الأمطار. 

الأحد، 8 ديسمبر 2013

الفصة أو البرسيم الحجازي

الفصة، نبتة علفية معمرة يمكن استغلالها لمدة قد تصل إلى 10 سنوات، تتميز بجذر وتدي يمكن أن ينزل عميقا إلى غاية 7 وحتى 9 أمتار. والفصة معروفة منذ القدم ولعل آسيا موطنها الأصلي ( أفغانستان، إيران، تركيا وبلاد القوقاز). وهي جنس نباتي يتبع الفصيلة البقولية ويحوي نحو 83 نوعا أهمها الفصة المعمرة أو البرسيم الحجازي. للفصة أزهار مجمعة بلون بنفسجي وأوراق متفرعة في 3 وريقات مسننة في جزءها الأعلى. لجذور الفصة الفرعية خاصية تثبيت النيتروجين عبر العقيدات « nodosités » التي تحمل بكتيريا ريزوبيوم « Rhizobium meliloti » مما يجعلها في غنى عن التسميد الأزوطي، وهي نبات يساهم في تحسين الخصائص الكيماوية للتربة وتثبيتها ومقاومة انجرافها. فضلا عن ما ذكر من فوائد تساهم الفصة في تهوئة التربة وتثمين الأراضي الهامشية كتلك التي فقدت خصوبتها لكثافة الاستغلال، كما تحد الفصة من انتشار مرض سل الزيتون « tuberculose » وتساهم في القضاء على بعض الأعشاب الطفيلية كالحمرة « millepertuis » .


علاوة على كل هذه الفوائد تتميز الفصة بمزايا اقتصادية لعل أهمها:
·       مساهمتها في تنويع الأغذية الحيوانية ( أبقار، أغنام، دواجن ، أرانب).
·       توفير أعلاف مركزة وبتكاليف مخفضة.
·       نسبة كلفة إنتاج الفصة أقل بكثير من العديد من الأعلاف الأخرى لامتلاكها خاصية الاستغناء عن الأسمدة الآزوطية.
·       الاستفادة من حقول الفصة خلال فترة الإزهار لتغذية طوائف النحل.

كما أن للفصة عدة استعمالات أخرى في مجال الصيدلة وعلاج بعض الأمراض. من ذلك أنها تحوي العديد من الأملاح المعدنية ذات الجودة العالية كالحديد والكالسيوم والمانزيوم والبوتاسيوم. وتعتبر الفصة مضادا فعالا للنزيف لاحتوائها على الفيتامين K كما تحتوي على الاستروجين النباتي الذي يساهم في تعديل نسبة الكولستيرول في الدم. وتوصف الفصة تقليديا لعديد الأمراض من بينها: فقر الدم وارتفاع نسبة الكولستيرول وبعض الأمراض البكتيرية والفيروسية والالتهابات الصدرية وهشاشة العظام والأمراض الجلدية.