الاثنين، 11 فبراير 2013

الكمبوست " المستسمد الطبيعي"


لا يمكن الحديث عن الزراعات دون إيلاء موضوع الأرض الأهمية التي يستحقها. وإذا تحدثنا عن الأرض لا يمكن إهمال جانب الخصوبة بها. فالأرض تبقى أرضا مهما كانت خصوبتها غير أن الخصوبة تختلف من أرض إلى أخرى ويمكن قياسها بمستوى غناها بالعناصر الغذائية المعدنية الضرورية لحياة النباتات. ففي المجال الزراعي كثيرا ما يتدخل الفلاح لتعديل مستوى الخصوبة بالأرض موضوع الزراعة، وعادة ما يكون هذا التعديل بإضافة بعض المواد الطبيعية أو الكيماوية خصوصا بعدما وصلت إليه التكنولوجيا من مجال معرفي يمكن من خلاله تحديد احتياجات النبتة. وقد لا يعتمد الفلاح دائما على الاحتياجات النظرية للنبتة للقيام بعملية التسميد بل يعتمد في حالات الإنتاج المكثف على الكميات المزمع إنتاجها في الهكتار الواحد وبذلك يضيف كميات من الدبال  HUMUS » « أو الأسمدة المعدنية بأشكالها المختلفة.
هذا الكلام يجرنا طبعا إلى التفكير في البيئة  والمحيط لأن الأرض تعد رأس مال البشرية وكل منا يريد فعلا القيام بحركة تجاه محيطه وأول ما نتذكره عادة (طبقة الأوزون) و الفضلات المنزلية.
عملا بمقولة ليس من رأى كمن سمع، لنترك طبقة الأوزون لذوي الاختصاص ولمن رآها ونتكلم عن الفضلات المزلية التي نراها يوميا في مغلفات سوداء قد تحول دون تحللها في الأماكن والمصبات التي سوف تستقر بها. هذه الفضلات غالبا ما كان التخلص منها مشكلا حقيقيا. فلا يخلو منزلا من فضلات سواء كانت فضلات المطبخ أو فضلات الحديقة أو فضلات منزلية أخرى كأوراق الكتابة وأوراق الجرائد وأوراق اللف وغير ذلك من المواد العضوية.
ألا يمكن العمل على حل هذا المشكل بصناعة الكمبوست ؟
ألا يمكن بهذه الطريقة أن نحد من كميات الفضلات التي يتم رفعها يوميا من أمام منازلنا لتحرق أو يقع رميها في مصبات عمومية؟
ألا يمكن الاستفادة من هذه الفضلات العضوية وتحويلها إلى مستسمد طبيعي تنتفع به حدائقنا؟
ألا يمكن أن نساعد البلديات اقتصاديا وبطريقة غير مباشرة وذلك بتخفيض حجم ووزن الفضلات المرفوعة يوميا من أمام منازلنا..؟
لا شك أن الإجابة ب " طبعا " هي الإجابة الصحيحة على كل ما ورد من أسئلة.
سوف نخصص هذا المقال وبعض المقالات التي تليه للحديث عن صناعة الكمبوست:
تعريف الكمبوست: الكمبوست ويطلق عليه اسم المستسمد أو السماد العضوي المكمور هو سماد عضوي غني بالدبال والعناصر المعدنية الضرورية لحياة النباتات، يكون عادة غني بالكائنات الحية التي تسهل وتسرع عملية ( تمعدن المادة العضوية ) وهو انتقال المادة من طبيعتها العضوية إلى مادة معدنية قابلة للاستغلال من طرف النباتات. و يمكن تعريفه على أنه المادة الناتجة عن تخمر بقايا المخلفات العضوية النباتية والحيوانية في حضور الماء والأكسيجين ويعد من أهم المواد الطبيعية التي يمكن إضافتها للتربة لتحسين خصوبتها وزيادة الإنتاج بها.
بأكثر دقة هو سماد " صديق للبيئة " ناتج عن عملية تحول بيولوجي للمواد العضوية من مخلفات نباتية وحيوانية في وجود الماء والأكسجين. حيث يحدث تخمر للكائنات الحية الدقيقة وتتحول النفايات العضوية إلى شكل من أشكال السماد المستقر والغني بالدبال، يساهم بصفة ملحوظة في تحسين خصوبة الأرض وبالتالي الزيادة في الإنتاج الزراعي. ( يتبع )..

                                                                                                                        محسن لافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق