الأحد، 6 أبريل 2014

غراسة الخوخ


يعتبر العديد من متتبعي الشأن النباتي الصين الموطن الأصلي لشجرة الخوخ، لعله كذلك فالصينيون يعتبرون شجرة الخوخ شجرة نبيلة ورمزا للخصوبة . الخوخ شجرة من جنس البرقوق والفصيلة الوردية يمكن أن يبلغ طولها 2 إلى 7 أمتار تفضل المناخات المعتدلة ويخشى على أزهارها ذات الخمسة بتلات من صقيع الربيع الذي يمكن أن يلحق بها أضرارا كبيرة ( أزهار الخوخ حساسة لدرجات الحرارة المرتفعة أيضا وتخشى الرياح بشدة). يمكن الجزم بأن الصقيع والرياح القوية وارتفاع درجات الحرارة تعتبر حوادث مناخية بالنسبة لشجرة الخوخ ويكنها أن تحد من انتشار الصنف جغرافيا.
تتميز شجرة الخوخ بعديد الأصناف التي نصادفها في مناطق الإنتاج وهي شجرة كانت ولا تزال موضوع بحث لدى عديد البحاثة بالمؤسسات العلمية حيث ظهرت للوجود أصنافا جديدة بمواصفات معينة كمقاومة الأمراض أو الاستهلاك الطازج أو التحويل أو الإثمار المبكر أو المتأخر وغير ذلك من الصفات...


المتطلبات الزراعية لشجرة الخوخ:
تفضل شجرة الخوخ الشتاء البارد والصيف المعتدل وكما سبق ذكره تخشى الجليد الربيعي الذي غالبا ما يؤثر سلبا في أداء الأصناف ذات الإزهار المبكر، شجرة الخوخ لا تفضل الرياح القوية والرياح الرملية التي تساهم في سقوط الزهور والثمار وينصح في هذا المجال بالعمل على تركيز صفوف كاسرات الرياح حول بساتين الخوخ وعدم تهميش هذه النقطة خصوصا بالمناطق الداخلية والمناطق الجبلية التي تكثر فيها الرياح.
 نود التأكيد بأن المناخ يكتسي أهمية كبيرة في ملف زراعة الخوخ لذا يجب العمل على دراسة المعطيات المناخية المحلية قبل تحديد الأصناف واختيار الملائم منها. من المتعارف عليه أن أصناف الخوخ التقليدية يتطلب حسن نموها وإثمارها بشكل طبيعي من 800 إلى 1000 ساعة برد وتجدر الإشارة إلى أن الأصناف البدرية الجديدة لا تتطلب سوى 150 إلى 200 ساعة برد وهو معطى ساهم في انتشار زراعة الخوخ البدري في  بعض المناطق التي كانت لا تستجيب لهذه الزراعة.
تحبذ أشجار الخوخ التربة المتوازنة بنسبة ضعيفة من الكلس الفعال ذات النفاذية الجيدة والمهوية ويستحسن في كل الحالات عدم تجاوز نسبة الطين في مكونات تربة الخوخ 30%، أما الآس الهيدروجيني « pH » يستحسن أن يكون بين 6.5 إلى 7.5.
ننصح الإخوة المزارعين بضرورة العمل على إجراء تحليل للتربة ومياه الري قبل إقرار زراعة الخوخ في أي مكان وذلك لمعرفة كميات الأسمدة التي يجب تقديمها قبل الحراثة العميقة وتحديد الأصول التي تتلاءم مع التربة.
أنواع الخوخ:
تنقسم أصناف الخوخ المتواجدة إلى نوعين :
1.    خوخ للاستهلاك الطازج:
تتميز هذه الأصناف بقشرة الثمرة المغطات بزغب أبيض دقيق ونواة منفصلة عن اللب (خوخ بلب أبيض وخوخ بلب أصفر). أو بقشرة الثمرة الملساء ( بدون زغب) وبنواة منفصلة عن اللب (( برزقان:nectarine ) بلب أبيض أو بلب أصفر)
2.    خوخ منتج خصيصا للتحويل:
تتميز هذه الأصناف بصلابة لبها وبنواة ملتصقة باللب ويمكن تصنيفها حس القشرة:
-         قشرة الثمرة مغطات بزغب مثل Pavie " بافي" ذات اللب الأصفر وذات اللب الأبيض.
-         قشرة الثمرة ملساء "برويون" Broubioune  ذات اللب الأصفر والأبيض.
عند اختيار الأصناف يجب الاعتماد على المعطيات المناخية المتوفرة والتي يمكن من خلالها تجنب اختيار الأصناف البدرية في المناطق التي تتميز بربيع به الكثير من الجليد والرياح كالمناطقق الداخلية وتجنب الأصناف التي تتطلب الكثير من ساعات البرد في المناطق الساحلية.
ويمكن تقسيم الأصناف حسب حاجياتها من البرد:
من باب العلم بالشيء كل نبات متساقط الأوراق لديه حاجة يمكن تقديرها من ساعات البرد وذلك لرفع ما يسمى بالسبات الشتوي.
الأصناف الجديدة مكنت في الحقيقة من تمديد فترة الانتاج إلى أكثر من 5 أشهر.
الأصناف البدرية ذات اللب الأبيض:

أفريل
مـــــــاي
جوان

25
30
5
10
15
20
25
30
5
10
أوريون Orion










مارافيلا     Maravilha










سبرينغتايمSpringtime










الأصناف البدرية ذات اللب الأصفر:

5
10
15
20
25
31
5
10
15
20
San pedro










Flordastar










Queen crest










May crest










Spring crest










Spring lady











فترة نضج الأصناف المتأخرة ذات اللب الأبيض:





جوان
جويلية
أوت
سبتمبر

20
25
30
5
10
15
20
25
31
5
10
15
20
25
31
5
10
15
Fidelia


















Aline


















Plate de chine
بوطبقاية


















Chatos tardivos


















Gladys


















فترة نضج الأصناف المتأخرة ذات اللب الأصفر:





جوان
جويلية
أوت

5
10
15
20
25
30
5
10
15
20
25
31
5
10
15
20
25
31
Royal gem


















Royal Gloy


















Rich Lady


















Red top


















Rome star


















Elegant lady


















Fire red


















O’ henry


















Carnaval



















أصول الخوخ:
تنقسم الأصول التي تلائم طعوم الخوخ إلى قسمين :
1.    اللوز المر والأصناف المنتقية: أصول متأتية من بذور اللوز المر أو أصناف منتقية   « Marcona, Desmaya » وهي أصول تستعمل بغرض تكييف الغراسات مع الأراضي الكلسية خصوصا بالضيعات البعلية. يعاب على هذه الأصول قلة انسجامها الذي يحد من طول عمر الشجرة.
2.    هجين (لوز/خوخ): تتميز هذه الأصول بتحملها الشديد للكلس كما تمنح طعوم الخوخ القوة والقدرة على مقاومة الجفاف وتوفر ميزة الانسجام بين الأصول والطعوم، يذكر أن الأصل GF677 أظهر نجاعة تامة مع أغلبية الأصناف وينصح به في الغراسات السقوية.
ينصح باستعمال الأصول التالية بالاعتماد على نسبة الكلس الفعال ( الجير النشط) بالتربة:
1.    النسبة أقل من 7 % : يمكن استعمال الأصول التالية ( Nemagard, Nemared).
2.    النسبة أكثر من 7% : نستعملGf577-GF677 garnem-cadaman
كاسرات الرياح:
نظرا لما تشكله الرياح من خطر على حسن نمو وإنتاج أشجار الخوخ، تعتبر مصدات الرياح تقنيا معطى ضروري يمكن احتسابه لتحديد كمية انتاج الأشجار. ينصح البعض بتركيز كاسرات الرياح ثلاثة سنوات على الأقل قبل تركيز بساتين الخوخ، أما المسافة الفاصلة بين صفوف الكاسرات فيمكن تحديدها حسب مناخ الجهة وأنواع الأشجار المستعملة ( العلو خاصة ) ويمكن أن تكون المسافة ما بين الأشجار على السطر 1 م إلى 1.2 م (حسب عرض الشجرة).
تحضير الأرض:
يعتبر المجموع الجذري لشجرة الخوخ شبه وتدي لذلك يستحسن زراعة الخوخ في أراضي عميقة إلى عميقة نسبيا. تحبذ شجرة الخوخ الأراضي الخفيفة والمهواة وذات الفاذية العالية في حين لا تتأقلم مع الأراضي الطينية عالية الرطوبة التي تتسبب في اختناق جذورها بسهولة.
نسبة كلس "جير نشط" أكثر من 7 % يمكن أن تسبب ما يسمة بالكلوروز وهو ظاهرة تترجم على الشجرة باصفرار الأوراق وتيبس النموات الحديثة.
في هذا الصدد يرجى العمل على القيام بتحليل التربة لمعرفة نسبة الجير النشط، ثم اختيار الأصول حسب نتيجة التحاليل المخبرية للتربة التي يجب أن يقوم بها طرف موثوق به ( مصالح وزارة الفلاحة).


الحراثة العميقة:
في الحالات العادية  إي عندما لا نصادف طبقة كلسية على عمق أقل من متر واحد يمكن القيام بحراثة عميقة ( بعمق 80 إلى 100 صم) نسهل من خلال هذه العملية تنقل الجذور إلى مختلف الجهات في الطبقة التي تستغلها الجذور.
في حالة وجود طبقة كلسية على مستوى الطبقة المستغلة من الجذور يجب العمل على القيام بحراثة أكثر عمقا « Sous-soulage » تساهم في تفتيت الطبقات الصلبة وتهوية التربة وسهولة حفظ كميات من المياه.
                                                                                                                                 محسن اللافي
اقرأ أيضا في هذه المدونة:
1. تقليم الخوخ:http://agronomique.blogspot.com/2014/12/blog-post_7.html

2. فوائد الخوخ:http://agronomique.blogspot.com/2013/04/blog-post_16.html

الجمعة، 14 فبراير 2014

التسميد الأزوطي للزياتين

النيتروجين مادة لها تأثير حيني ومباشر على الشجرة، يسرع النمو ويكسب النبات المزيد من القدرة على تثبيت مادة الكلوروفيل وبالتالي القدرة على امتصاص مختلف المواد المتاحة كل هذه التفاعلات تؤدي في الغالب إلى زيادة في الإنتاج.
على أشجار الزياتين أكدت العديد من أعمال البحوث منذ سنوات أهمية مادة النيتروجين وتم تسجيل زيادات هامة في الإنتاج على أشجار تم تمكينها من هذه المادة مقارنة بغيرها من أشجار الزيتون انتفعت بنفس الخدمات وحرمت من مادة النيتروجين.

ملخص هذه البحوث أثبت أن زيادة في الإنتاج تقدر بـ10 إلى 30
% يمكن تسجيلها في صورة تمكين الشجرة من 01 إلى 1.7 وحدة من النيتروجين في السنة وهي كمية تعادل 3 إلى 5 كلغ من الأمونيتر 33.5 % مع ملاحظة أن هذه النتائج يمكن الحصول عليها بأشجار سليمة وتتلقى مختلف العمليات الزراعية المنصوح بها وليس مع أشجار مهملة ولا مريضة أو بتربتها الكثير من النجم أو الأعشاب الطفيلية.
تحتاج أشجار الزياتين إلى مادة النيتروجين خصوصا في مرحلة بداية النمو بعد فترة السبات الشتوي وفي مرحلة تكوين الثمار، وتمتد حسب الجهات من بداية شهر فيفري حتى انطلاق موجة الحرارة الصيفية.
يساهم النيتروجين في تطويل نموات شجرة الزيتون وبالتالي في مسافة أكثر للمناطق الحاملة للثمار مما يترجم بزيادة آلية في الإنتاج وتساهم عملية نثره بمزارع الزيتون مباشرة بعد فصل الشتاء في تعويض الكميات التي تسربت عميقا من جراء مياه الأمطار ولم تبقى في مستوى منطقة الجذور (جذور الزيتون تستغل المناطق السطحية للتربة ولا تنزل عميقا)، لذلك لا ينصح بتقديم مادة الأمونيتر مبكرا في فصل الشتاء بل انتظار ارتفاع درجات حرارة التربة. نثر الأمونيتر مبكرا يعرض الكمية المنثورة إلى التسرب إلى العمق مع مياه الأمطار فضلا عن أن أداء الجذور لا يرقى إلى المستوى المؤمل في تحويل هذه المادة في ظروف درجات حرارة منخفضة.
في المحصلة حاجة الزياتين من مادة الامونيتر تمتد من بداية الربيع إلى نهايته ويستحسن تقديم الكمية على مرتين.
لتسهيل تفاعل جذور الزياتين مع مادة الامونيتر وامتصاصه بسرعة ينصح بتقديمه عندما تتوفر نسبة من الرطوبة بالتربة.
كثرة الرطوبة بالتربة غالبا ما تساهم في تسرب الامونيتر عميقا بعيدا عن الجذور.
قلة الرطوبة بالتربة تنقص من امتصاص الجذور للمادة.
وهنا ننبه إلى مسألة الإفراط والتفريط، بحيث لا ينصح بتقديم الامونيتر في تربة جافة ( الحرص على أن لا يقل عمق الرطوبة على 35 صم) كما لا ينصح بتقديم الأمونيتر وري التربة مباشرة بدعوى توفير الرطوبة.
كثيرا ما حد الجفاف في المناطق الجافة المنتجة للزياتين كالجنوب التونسي من توفير الامونيتر لهذه الغابات البعلية، وينصح في هذا المجال بانتظار أمطار الربيع وتقديم مادة الأمونيتر في صورة توفر المعطى الفني المنصوح به وهو عمق رطوبة ب 35 صم على الأقل.
كما تحدثنا عن حاجة أشجار الزياتين إلى مادة الامونيتر خلال الفترة الربيعية ننوه إلى أن أشجار الزياتين تتميز أيضا بفترة نمو نشطة وإن كانت قصيرة وهي الفترة الخريفية التي يمكن تحديدها زمنيا منذ بداية الأمطار الخريفية الأولى " نهاية سبتمبر، بداية أكتوبر إلى النصف الأول من شهر نوفمبر" أي منذ بداية انخفاض درجات الحرارة ونزول الأمطار الخريفية إلى بداية الصقيع وتدني درجات حرارة التربة، هذه الفترة يمكن استغلالها وتمكين الزياتين من كمية من الأمونيتر ( خصوصا الأشجار الفتية أو بساتين الزياتين التي لا تحمل ثمارا "موسم معاومة").
بالنسبة للكميات يمكن اعتماد 3 كلغ أمونيتر 33 % للأشجار البالغة و 2 كلغ للأشجار الفتية في السنة مجزأة بين الفترة الربيعية والفترة الخريفية ومتى سمحت ظروف رطوبة التربة بذلك. غير أنه يمكن الترفيع في هذه القيم إلى 4 كلغ بالنسبة للزياتين البالغة ببساتين المناطق شبه الجافة والجافة والمزوعة بمسافات كبيرة بين الأسطر والأشجار.
في العموم يمكن اعتماد الجدول التالي في توزيع كميات الأمونيتر 33 % كلغ/شجرة.
المناطق
الفترة الربيعية
الفترة الخريفية

ز. منتجة
ز. فتية
ز. منتجة
ز. فتية
المناطق الرطبة ( الشمال)
2 كلغ
1.25 كلغ
1 كلغ
0.750 كلغ
المناطق الجافة وشبه الجافة
1 الى 1.5 كلغ
1 كلغ
2 الى 2.5 كلغ
1.5 كلغ
تستغل جذور أشجار الزيتون خصوصا المنتجة البالغة كامل المساحة بيت الأسطر وتتفرع الجذور وتتشابك في هذه المناطق. الجذور التي تمتص المواد بعيدة في الواقع عن جذع الشجرة، لذا ينصح باستثناء المنطقة القريبة من الجذع عند نثر مادة الامونيتر ونثره في شكل شريط بين الأسطر أو شريط دائري حول كل شجرة.

قبل النهاية أود الإشارة إلى أنه لا يمكن انتظار نتائج إيجابية بعد نثر الامونيتر على أشجار مريضة أو مهملة أو بها الكثير من النباتات الطفيلية.
                                                                         محسن لافي