الثلاثاء، 26 مارس 2013

المقاومة لدى النبات


المقاومة لدى النبات
كل نبتة تعتبر مقاومة في موطنها الطبيعي، أين تكون متأقلمة تماما مع الظروف الخصوصية للمكان. عادة نتحدث عن المقاومة أو التحمل عندما نتكلم عن النبتة التي نتعامل معها لاستغلال إنتاجها لأننا في الحقيقة نحاول تكييفها حسب احتياجاتنا وظروف مكاننا نحن ليس ظروف مكانها هي.
ببساطة المقاومة لدى النبتة هي درجة تحملها للظروف المناخية طيلة السنة في مكان ما. في المناطق ذات المناخ البارد تتلخص درجة تحمل النبتة بمدى تعايشها مع البرد الشديد وتأثرها بالجليد وبالمناطق الحارة تقاس درجة مقاومتها بمدى تحملها للجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
العوامل المؤثرة على درجة مقاومة النبات:
بصفة عامة تزداد مقاومة النبات للظروف المناخية كلما تقدم في العمر وتكون جيدة إذا ما تشابهت الظروف التي يعيشها النبات بالحديقة بتلك التي يجدها عادة في موطنه الطبيعي ويمكن تلخيص مقاومة النبات في العوامل التالية:
1.   مدى ملائمة الأرض والهواء المحيط.
2.   درجات الرطوبة.
3.   درجات الحرارة القصوى والدنيا.
4.   معدل الإنارة.
5.   معدل التساقطات وأوقاتها.
6.   محاولة اختيار النبات الذي يتلاءم مع التربة وليس إدخال تغييرات على التربة لتتلاءم مع النبات.
باستثناء النباتات التي لا يمكن أن تعيش إلا في محيطها الطبيعي كل النباتات لديها قدرة على التكيف مع محيط ما بشكل أو بآخر مع اختلاف نسبي.
جينيا تكتسب مجمل النباتات نوع من استراتيجيات الدفاع للبقاء على قيد الحياة خلال الظروف القاسية كالدخول في مرحلة سبات شتوي وحصر مدة النمو في الأيام التي تتميز بظروف طبيعية يتوفر خلالها نور الشمس ونسبة الرطوبة ودرجات الحرارة الملائمين. النباتات الحولية تنبت وتزهر وتثمر خلال موسم واحد وتترك وراءها بذورها في حالة سبات شتاء لتنبت في الربيع الموالي. لدى بعض النباتات الدائمة يندثر الجزء الموجود فوق الأرض في الخريف وتبقى جذور النبات حية مشبعة بالمدخرات في انتظار عودة الطقس الملائم لإعادة النمو. بعض الأشجار والنباتات متساقطة الأوراق تتخلص من أوراقها وتدخل عيون النموات لديها في حالة سبات طيلة موسم البرد وتنتظر الربيع لإعادة تكوين أوراقها من جديد. بالنسبة للنباتات مستديمة الأوراق عادة ما تكون أوراقها صغيرة الحجم وفي كثير من الحالات مغلفة بمادة عازلة تقيها خاصة من الرياح القوية التي قد تتسبب في جفافها في موسم البرد.
تأثيرات الموطن الطبيعي للنبات:
لكي نوفر الظروف الملائمة لنبات ما، يجب معرفة ظروف عيشه في موطنه الطبيعي. نورد كمثال نبتة Allium campanulatum وهي نبتة ذات زهور جميلة تنبت في ظروف مناخية يصعب تحملها، فهذا النبات ينمو في مرتفعات جبال الآلب الباردة وتتمثل مقاومته لظروف المحيط في تسلل جذوره بين الصخور للبحث عن المياه والمواد المغذية وللحماية من البرد الشديد والحرارة، يكمن الجزء العلوي في الشتاء في حالة سبات تحت طبقة من الجليد بدرجة صفر مأوية وعندما يذوب الجليد ربيعا تستغل النبتة فترة الصحو القصيرة لتواصل نموها بشكل سريع قبل حلول موسم البرد. غالبا ما تنمو هذه النباتات وتزهر وتكون بذورا في فترة قياسية قبل الدخول من جديد في فترة سبات إلزامية عند نزول الثلوج.
سؤال: هذه النبتة المثال التي تحدثنا عنها، كيف يجب معاملتها في حدائقنا؟
جواب: ببساطة، يجب أن نوفر لها تربة نافذة ذات صرف جيد للمياه وأن لا نوفر لها الكثير من الأسمدة حتى تنزل جذورها عميقا للبحث عن المياه والمواد الغذائية وبذلك نحمي الجذور من البرد والحرارة كما يجب أن نوفر لها حماية من البرد شتاء.
الكثير من نباتات المناطق القاحلة غيرت في إطار تأقلمها مع محيطها أوراقها إلى أشواك وتجمع المياه في سوقها لاستغلاله في الموسم الجاف ، هذه السوق مغلفة عادة بطبقة شمعية لحماية النبات من البرد القاري والحرارة وتخفض من درجة التبخر في موسم الجفاف. هذه النباتات (الصباريات كمثال) عند إنتاجها في المناطق الباردة وجب وضعها في بيوت مكيفة أو مآوي خاصة خلال الشتاء مع عدم الري أو القليل من المياه وذلك للاستفادة من الحرارة وضمان إزهارها ونموها الطبيعي.
 تأثيرات المناخ:
تتميز المناطق القارية بالتساقطات الصيفية وبالشتاء الجاف والبارد كما تتميز هذه المناطق بحدة الفروق بين الفصول. غالبا ما ترتفع درجة الحرارة في فصل الربيع ويتبعها صيف طويل وحار وهي ظروف تساعد النباتات المتأقلمة مع هذه المناطق على النمو والإزهار بطريقة طبيعية. في نهاية الصيف تدخل النموات الغضة في مرحلة تصلب مع ليونة نسبية وذلك لحماية نفسها من الرياح الشديدة.
بالنسبة للمناخات البحرية فهي تتميز بتساقطات موزعة على طول السنة بصفة منتظمة فالبحر يساهم في جعل فروقات درجات الحرارة بين الفصول أقل حدة والمطلوب دائما التعرف على نباتات هذه المناطق قبل زراعتها في مناطق مغايرة للظروف المناخية بموطنها الطبيعي والعمل على توفير ما أمكن منها للنبات حتى نضمن تلاؤمه مع المحيط الجديد.
نحن والنباتات:
عندما نعرض النبات إلى درجات حرارة منخفضة تفوق درجة تحمله يتوقف النبات عن النمو وتظهر على أوراقه وسيقانه بقع سوداء وقد يموت النبات خلال أيام حسب قوة موجة البرد التي تعرض إليها.
عند تعرض النبات لدرجات حرارة مرتفعة تفوق قدرته على التحمل تتسرع عملية امتصاصه للمياه في مرحلة أولى وبتواصل ارتفاع درجة الحرارة تبدأ الأنسجة بالانفجار ويبدأ النبات بالذبول وقد ينتهي بالموت خصوصا النباتات الحديثة.
في كل الحالات يجب التعرف على طاقة تحمل النبات لدرجات الحرارة الدنيا والقصوى والعمل على اتخاذ الاحتياطات اللازمة كحماية النبات من البرد و الحر الشديدين بوسائل خاصة ومختلفة. عادة ما يكون تعريض النبات لمناخ اصطناعي مجازفة بحيث يجب التعرف على ردة فعل النبات قبل القيام بذلك.
1.   اختيار النباتات الخاصة بالمنطقة موضوع الإنتاج.
2.   ري النباتات في الفصل الجاف والحرص على أن يكون لديها مخزون كاف لمجابهة حالات الحر الشديد.
3.   حماية النباتات ذات الأوراق المستديمة من الرياح الشديدة بكاسرات رياح.
4.   حماية النباتات بمظلات من الحرارة صيفا وبمثيلاتها من الجليد شتاء.
5.   الحرص على أن تكون الأرض نافذة وجيدة الصرف لنزول الجذور عميقا وحمايتها من الجليد ولعدم تعرض جذور النباتات للاختناق.
6.   حماية النباتات الحساسة حسب قدرتها على تحمل البرد بوضعها في بيوت محمية مسخنة أو لا.
7.   إدخال نباتات الأصص شتاء.
8.   ري نباتات الأصص كلما دعت الحاجة لذلك وعدم نسيانها أثناء العطل المطولة.
هذه النصائح تهم عموم النباتات بالحديقة غير أن بعض النباتات تستدعي العديد من الخدمات الخصوصية التي سوف نأتي على ذكرها عند تقديم كل نبات بمفرده

محيط الحديقة المنزلية


محيط الحديقة
كل حديقة لها محيط خاص بها وهو بمثابة هوية تميزها من خلال عديد العوامل كـــــ :
كمية نور الشمس، سرعة الرياح، درجات الحرارة الدنيا و القصوى، نوعية الأرض، التساقطات وأوقاتها، نوعية مياه الري وغير ذلك من العوامل ذات العلاقة بنمو بالنباتات.
قبل غراسة أي نوع من الأشجار أو حتى من النباتات الحولية لا بد من التأكد من مدى تلاؤمها مع  محيط المنطقة بصفة عامة ومحيط الحديقة بصفة خاصة. كما يستحسن العمل على تقسيم مساحة الحديقة على مثال في ورقة نحدد من خلاله الأماكن المظللة والمشمسة وتلك المعرضة للرياح وغير ذلك من الخصوصيات المتعلقة بالمناخ وذلك لزراعة النباتات في أماكن توفر ظروفا قريبة من تلك التي يعيشها النبات في موطنه الطبيعي. فلا يمكن على سبيل المثال زراعة نبتة صحراوية تفضل أشعة الشمس المباشرة و درجات الحرارة المرتفعة في الناحية الغربية  لحائط المنزل وفي مكان لا تصله أشعة الشمس إلا نادرا.
الضوء ونمو النباتات :
كل النباتات في حاجة إلى الضوء لضمان سير منظومة التحليل الضوئي الضروري لنموها. حرارة الشمس تأثر على هواء الحديقة و على التربة وتزيد في نسبة رطوبة الهواء نتيجة تبخر الماء عبر مسام أوراق النباتات. يرتبط نمو النباتات بقدر ما تتلقاه من أشعة الضوء خلال النهار ففي الأيام الطويلة و المشمسة تستغل النباتات ما توفره الطبيعة لاستكمال فترة نموها قبل رجوع الأيام القصيرة التي تتميز ببرودة الطقس وتدخل خلالها أغلبية النباتات في فترة سبات.
تختلف احتياجات النباتات من الضوء فمنها من يفضل الأماكن المشمسة وعند زراعتها في أماكن مظللة تطول أعناقها في البحث عن نور الشمس وتطول المسافة بين عقد سوقها حتى أنها قد تستهلك كل قواها في البحث عن نور الشمس وينتهي بها الأمر إلى نباتات ضعيفة ذات أوراق باهتة وغير مشبعة باللون الأخضر ودون زهور و لا بذور طبعا.
في المناطق الباردة ينصح بزراعة نباتات المناطق الحارة قبالة الشمس بمحاذات الجدران التي تسطع فيها أشعة الشمس اغلب ساعات اليوم. في الأيام المشمسة تخزن النباتات الطاقة في عروقها وأغصانها قبل سقوط الأوراق وتستغل الطاقة المخزنة في أيام الشتاء الباردة.
ملاحظةضوء الشمس ضروري حتى بالنسبة للنباتات التي تكون في حالة سبات شتوي.
الظل ونمو النباتات :
عادة ما يصعب تثمين الأماكن المظللة في الحدائق المنزلية لأن أغلبية النباتات تفضل الأماكن المشمسة، فظل المنزل و سور الحديقة وما حول الحديقة من بنايات يكون في الغالب مشكلة لأنه يحجب أشعة الشمس عن نباتات الحديقة. هذه الأماكن المظللة كثيرا ما يقع تحديدها وتخصيصها لأصناف من النباتات تنموا طبيعيا في مناطق مظللة كتلك التي تنموا تحت أشجار الغابات الكثيفة والتي تفضل الرطوبة والظل على غرار السراخس  « fougères ».
كما تجدر الإشارة إلى أن هناك نباتات لا تفضل الكثير من الشمس ولا الكثير من الظل "نصف ظليه" لا تفضل الأماكن التي تستقبل أشعة الشمس بشكل مباشر ولا تفضل الظل بصورة دائمة.
في العموم يستحسن معرفة احتياجات النبتة من الضوء و تحديد ما إذا كانت تتلاءم والأماكن المظللة وهذه القرارات غير قابلة للجدال والتأجيل فبعد زراعة النبات أو غراسة الشجرة ينتهي كل شيء ولا يمكن مراجعة القرارات التي سبق البت فيها.
الرياح ونمو النباتات
يسرع مرور الرياح فوق طبقة النباتات وأوراقها عملية تبخر المياه فإذا كانت كمية المياه المبخرة تتجاوز تلك التي بوسع النبتة امتصاصها تظهر بعض الحروق على أوراق النبات و تبدأ النموات الحديثة بالجفاف وقد تؤدي العملية إلى موت النبات .
تزداد حدة هذه الظاهرة في المناطق ذات الشتاء البارد خصوصا في الليل عندما تتجمد المياه بالمنطقة التي تعد في متناول جذور النبتة ولا يمكن عندها للنبات تأمين احتياجاته من المياه لتعويض الكمية المبخرة.
كاسرات الرياح فكرة جميلة والأجمل أن تكون كاسرات رياح منتجة كشجرة الزيتون التي تؤمن الحماية وتوفر إنتاجا فضلا عن جماليتها و خضرتها الدائمة.
البرد ونمو النباتات
عندما تشتد برودة الطقس في الخارج تكون الطبقة الهوائية الأكثر برودة تلك التي تلامس أوراق النباتات في الحديقة أي الطبقة السفلى. تجمد الطبقة السطحية من التربة تتدنى به درجات الحرارة إلى ما دون الصفر مأوية وغالبا ما تؤدي هذه الظاهرة إلى تجمد جذور النباتات الحولية وحتى جذور بعض الأشجار التي تعتبر مقاومة للبرد مما ينجر عنه عدم توازن في كميات المياه المبخرة من جراء الرياح وتلك التي يمتصها النبات ويحدث نوع من الجفاف والحروق على الأوراق و النموات الحديثة.
ينصح بالعمل على فرش كميات من التبن تحت الأشجار و النباتات الحولية خاصة بالمنطقة الأكثر انخفاضا بالحديقة و بمجانب الجدران و الحواجز الطبيعية وصفوف النباتات بالحديقة وهي عادة أماكن تتكثف بها كميات من الجليد أو الهواء البارد أكثر من غيرها.
كثيرة هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها للحماية من الظروف المناخية القاسية صيفا و شتاء سوف نحاول الحديث عنها في فصل خاص بها