الأحد، 24 سبتمبر 2017

نبذة عن زراعة الثوم


مقدمة

يعد الثوم من نباتات الطقس البارد، و النباتات المقاومة للصقيع (نسبيا). لا یتأثر نمو جذور الثوم و مجموعه الخضري بدرجات الحرارة المنخفضة ويتحمل حتى 2 إلى 3 مأوية، وتعتبر درجات 12 إلى 16 مئوية درجات مثالية أثناء النمو و 18 إلى 22 مثالية أثناء النضج. يفضل نبات الثوم فترة ضوئية قصيرة في بدایة حياة النباتات و طویلة في مرحلة انتفاخ الفصوص لكي ینمو المجموع الخضري جيدا ویزداد أداء التمثيل الضوئي بما يضمن إنتاج جيد، فكلما قصر النهار، نقص تخزین المواد الغذائية في الفصوص التي تبقى صغيرة. أما في الفترة الضوئية الطویلة، یتسارع نضج النبات و یقل تفرعه و تتضخم فصوصه. و تختلف متطلبات الثوم من الرطوبة حسب الأصناف و مراحل النمو. 

فترات النمو الحرجة

هناك ثلات فترات حرجة في حياة النبات، أولها فترة بدایة الإنبات و نمو الجذور، والثانية فترة النمو الخضري (أي شهر بعد الإنبات) وأخيرا فترة تشكل الفصوص. وكلما تدنت الرطوبة في التربة والمحيط الخارجي خلال هذه الفترات و خاصة خلال آخر مراحل النمو، إلا وقل الإنتاج. 

التربة

أما متطلبات التربة، فتفوق تلك التي یحتاج إليها البصل. فلا بد للتربة أن تكون غنية بما بكفي ووقع ترطيبها وتسميدها قبل مدة من الزراعة ( لا تتحمل نباتات الثوم الغبار قليل التحلل وتفضل غبار قديم وجيد خال من بذور النباتات الطفيلية وينثر قبل الزراعة بمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر)، تربة ذات رطوبة مناسبة (بدون إفراط)، جيدة الصرف و التهویة، قليلة التماسك (خفيفة نسبيا)، ذات آس هيدروجيني بين 6 و 7 (نعني بآس هيدروجيني pH شوارد الهيدروجين ننصح بالتربة قليلة الحجارة و الحواجز التي قد تتسبب في رداءة شكل الرؤوس. و لا ینجح الثوم في التربة الثقيلة وضعيفة صرف المياه.

الحصاد

أفضل مؤشر لجاهزية الثوم لعملة الجني يتوافق مع التغير في لون أوراق النبات إلى الأخضر الشاحب وظهور نخر في الأنسجة. بالمناسبة نحذر من ظهور هذه العلامات مبكرا خلال عملية النمو (إما نقص في المياه أو هجوم مرض، وننصح بالتثبت في الحالة).

التخزين

تحفظ رؤوس الثوم المعدة للزراعة في الظل بعد حصادها الذي ننصح بأن يكون بعد تلك المعدة للاستهلاك ( مع الحرص على عدم ترك النباتات في الأرض حتى مرحلة السبات "مرحلة شيخوخة الأوراق") وتحفظ حزم الثوم في شكل رؤوس وليس فصوص (بعض الدراسات تشير إلى أن حفظ الثوم جيدا يتطلب درجة حرارة لا تزيد عن صفر مئوية ودرجة رطوبة لا تتجاوز ستين بالمائة وهي ظروف لا يمكن توفيرها من طرف المزارعين العاديين أو الهواة، لذا ننصح بحفظ الثوم في شكل حزم في الظل وفي مكان به مجرى هواء مع توقع احتمال شديد لفقد نسبة من الرؤوس أو الفصوص J ).

الزراعة

تفريك الرؤوس ننصح بأن يكون مباشرة قبل الزراعة، لأن الفصوص تتأذى بسهولة وتفقد من قدرة إنباتها إذا وقع تفريكها مبكرا. أحسن النتائج سجلت باستعمال فصوص كبيرة نسبيا، الفصوص الصغيرة نتائجها ضعيفة، المسافة بين النباتات من 7 إلى 12 صم حسب حجم الفصوص. توقيت الزراعة خلال فصل الخريف وتتمثل في ردم الفصوص على عمق يقدر بثلاثة مرات طول الفص أي حوالي أربعة إلى خمسة صم. يزرع الثوم في شكل أسطر متباعدة حوالي عشرين صم.

الثوم والري

 تتطلب زراعة الثوم 25 لتر من مياه الري بالمتر المربع الواحد في الأسبوع وينصح بمضاعفة الكمية في الفترات الحارة. يستحسن القيام بعملية الري قبل الزوال بما يسمح بجفاف المجموع الخضري للنبات والتخلص من الرطوبة المفرطة قبل انخفاض درجات الحرارة بالليل. عند اقتراب موعد الجني ننصح بالتوقف عن ري النباتات لتسهيل عملية الجني وتفادي بعض الأمراض (تبقع قد ينتقل إلى الفصوص) كما يساعد التوقف المبكر عن الري في عملية التحام القشور الحامية للفصوص التي تبدوا غالبا سهلة الانفصال.

الثوم حساس للإجهاد المائي طوال دورته النباتية خصوصا خلال فترة تطوير الفصوص حيث يؤدي النقص في المياه إلى نقص مباشر في وزن الفصوص. يمكن أن يسبب الإجهاد المائي في فقدان نسبة عالية من البروتين وقد يؤدي الى النضج المبكر عن طريق الحد من طول فترة امتلاء الفصوص. بالنسبة لغالبية التربة، هناك حاجة إلى حوالي 25 ملم من الماء / الأسبوع في المتوسط ​​خلال دورة نمو الثوم. مع استثناء للتربة الرملية حيث يوصى ب 50 مم / أسبوع على الأقل خصوصا خلال فترات الحرارة الشديدة وفي غياب الأمطار.

التسميد

نترات الأمونيوم هو الشكل الأكثر موصى به من النيتروجين للثوم لأنه هو الشكل الأقل سمية من بين أنواع النيتروجين المعروضة في الأسواق. لا ينبغي إعطاء النيتروجين خلال ستة إلى أربعة  أسابيع قبل الحصاد. الفوسفور ضروري للنمو المبكر للثوم ويجب وضعه بالقرب من البذور. المدخلات الهامة من الفوسفور تعتبر أسمدة "تحفيز للنمو" وهي ممارسة تطبيقية مربحة في مجال زراعة الثوم.

مقاومة الاعشاب الطفيلية

تكتسي مقاومة الأعشاب أهمية بالغة عند زراعة الثوم فالأعشاب الطفيلية منافس شرس لنباتات الثوم فهي تزاحمها في الغذاء وتهوئة سطح التربة فضلا عن أنها توفر مجالا يسمح بتكاثر الحشرات والأمراض. ننصح بالقيام بعزيق خفيف دون إفراط لتجنب تدمير جذور نباتات الثوم والحرص على زراعة الثوم بعد أحد الزراعات النظيفة وتقديم غبار جيد وخال من بذور النباتات الطفيلية.
يجب أن تبدأ عملية مقاومة الأعشاب في وقت مبكر في موسم النمو لأن الأعشاب الضارة مازالت غضة ويمكن القضاء عليها بسهولة. بالنسبة للتحكم الكيميائي في القضاء على الأعشاب، نوصي بإزالة الأعشاب الضارة في مرحلة ما قبل الزراعة باستخدام تريبونيل بمقدار 2 إلى 3 كلغ  / هكتار، أو مرحلة ما بعد البذر المبكر، أي خلال مرحلة 3 أوراق باستخدام رونستار 2 إلى 4 لتر / هكتار أو مواد بديلة مناسبة بعد استشارة مهندسي الزراعة.

الثوم في الحديقة المنزلية

بالنسبة لزراعة الثوم بالحديقة في الواقع، في الواقع ننصح بالانتباه للأماكن التي تغمرها الظلال من جراء الجدران المحيطة والتي تساهم في الغالب في تدني أداء النباتات خلال فترة النمو باعتبارها تجعل ساعات الشمس أقل وتأثر سلبا على كمية الإنتاج. الانتباه إلى مصبات الميازيب وتجمع المياه لفترة قد تطول. في ما عدى ذلك إذا كانت مواصفات تربة الحديقة ملائمة مع ما سبق ذكره يمكن أن نتوقع الحصول على ثوم بيولوجي من إنتاجك.

ملاحظة

ملاحظة: في الواقع لا توجد حزمة تقنية واضحة لجميع حالات زراعة الثوم. ننصح المزارعين بالحصول على المشورة من المنتجين والفنيين في مناطقهم وتجربة مختلف التقنيات والأصناف لاكتشاف الأنسب لحالاتهم.



والله ولي التوفيق.


محسن اللافي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق