الجمعة، 7 يونيو 2013

السيلاج


المقدمة :
إن تحقيق الإكتفاء الذاتي من الحليب واللحوم الحمراء يعد من بين أهم أهداف التنمية الزراعية . وبالتالي لابد من العمل على توفير حاجيات القطيع من الأعلاف بالنوعية والكمية اللازمتين.
إن المناخ المتوسطي  يبقى من أهم العوامل الطبيعية التي تأثر على إنتاجية الأعلاف والإنتاج الحيواني بصفة عامة, إذ أنه يتسم بقلة الأمطار وعدم انتظامها و ارتفاع درجة الحرارة في فصلي الصيف و الخريف.



ويعتبر الربيع الفصل الأكثر تلاؤما لنمو سريع ومتواتر للأعلاف، حيث تتوفر فيه حاجيات الماشية من الغذاء وغالبا ما تفوق كميات الأعلاف المنتجة والمتوفرة طبيعيا في هذا الفصل حاجيات القطيع خصوصا خلال السنوات الممطرة.

وللاستفادة من وفرة الإنتاج خلال هذا الفصل الملائم يلجأ مربي الماشية في البلدان المتوسطية إلى خزن فائض الإنتاج من الأعلاف لتكوين مخزون علفي يمكن توزيعه خلال بقية فترات السنة، خصوصا تلك التي تتميز بشح الأمطار أو برودة الطقس  مما يجنب الاستعمال المفرط للعلف المركز مثلما هو الحال اليوم وما قد يسببه من مضار تتعدى الجانب الاقتصادي إلى صحة وقدرة الحيوان على الإنتاج.
ولخزن الأعلاف يمكن اللجوء لطريقتين مختلفتين : إما الخزن عبر الطريقة الجافة (voie sèche) وهي تؤدي إلى إنتاج دريس "علف جاف" لا تتعدى رطوبته 15 بالمائة، أو عبر الطريقة الرطبة (voie humide) وهي التي تؤدي إلى إنتاج سيلاج تتراوح رطوبته بين 60 و 70 بالمائة. ويعد حفظ الأعلاف في شكل سيلاج الطريقة الأفضل من حيث حفظ المكونات الغذائية للعلف (الأخضر) ( ماء، بروتين، فيتامينات، طاقة وألياف) فضلا عن الاستساغة.
1-   تعريف السيلاج
عملية السيلاج أو السيلجة :
السيلاج :
السيلاج هو علف رطب محفوظ في وسط حامضي ناتج عن حدوث تخمرات لا هوائية للمواد السكرية التي تتحول بشكل رئيسي إلى حمض اللكتيك (acide lactique) بكميات كافية لتخفيض حموضة السيلاج إلى حد لا يسمح بتواصل النشاطات البكتيرية الضارة بجودة السيلاج و بصحة الحيوانات.

*مميزات و عيوب السيلاج بالمقارنة مع العلف الجاف :

  - المميزات :

v   يساعد السيلاج على تحقيق توازن العليقة والضغط على كلفتها، كما أن تواجده كأساس العليقة على مدار السنة, يقي القطيع من الاضطرابات الغذائية الناجمة عن التحولات الفجائية والمتكررة من نظام غذائي لآخر، إما بسبب غياب العلف الأخضر في العليقة أو لعدم قدرة المربي على إحضاره بسبب سوء الأحوال الجوية.
v   يشكل احتياطيا علفيا في المستغلات الكبرى تحسبا لحصول أزمات في تأمين توزيع المصادر العلفية الأخرى.
v   يمكن من تغطية فترات طويلة من السنة تقل فيها الأعلاف الخضراء وذلك بعلف خشن رطب ذي قيمة غذائية عالية، وتمتد هذه الفترة في تونس مثلا من الأشهر الأولى للصيف إلى شهر نوفمبر.
v   حسب ما أثبتته الأبحاث يكون غالبا أكثر استساغة ومهضومية مقارنة بالعلف الجاف "قرط" "دريس"
v   يمكن خزنه لمدة طويلة تصل إلى سنتين دون تغيير في قيمته الغذائية أو تركيبته الكيميائية.
v   يمكن حش الأعلاف المعدة لإنتاج السيلاج في الوقت الذي يتزامن مع الطور المناسب للقيمة الغذائية العالية وعدم التقيد بالظروف المناخية كما هو الحال بالنسبة لإنتاج القرط أو العلف الجاف.
v   يمكن إنجاز عملية السيلاج في ظروف جوية يصعب فيها تصنيع القرط وتجفيف الأعلاف الخضراء في الحقل.
v   يحتاج السيلاج إلى فضاء تخزين أصغر حجما بعشرة مرات مما يستوجب الدريس.
v   يمتاز السيلاج بقلة تعرضه للإحتراق أو التلف مقارنة بالدريس.
v   يمكن الحصول عليه باستعمال النباتات العلفية التي لها ساق غليظة وغير مناسبة للدريس كالذرة والدرع العلفي والسيلاّ.
-العيوب (نقاط الضعف) :
v   يحتاج إلى مطمور أو مكان للتخزين فضلا عن حاجته لبعض المعدات الخاصة والتي قد تفوق إمكانيات المربي الصغير في معظم الأحيان.
v   لا يستعمل السيلاج في تغذية الحيوانات الصغيرة النامية وغير المجترات و المجترات الحوامل التي قاربت الولادة.
v   يصعب نقل الأعلاف المعدة للسيلاج من منطقة إلى أخرى وبالتالي لا يمكن تصنيعه إلا على عين المكان.
v   يمكن أن يؤدي السيلاج ذو الجودة الرديئة إلى تسمم الأبقار وحتى إلى موتها.
v   يمكن أن تصل نسبة ضياع السيلاج إلى أكثر من 40 بالمائة إذا لم يتم تصنيعه بطريقة سليمة.

v   يحتاج تصنيع السيلاج إلى إرشاد وتدريب للمربين ويستوجب كفاءة خاصة وإحاطة شاملة بقواعد إنجاحه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق